الواحد الذي حول الأصفار إلى ملايين ومليارات !!

2013-03-29 10:03:36

بقلم : فيصل عبد الحسن

أتذكر حين كنت طالبا في الصف الخامس أبتدائي، وكانت الحصة هي حصة الحساب ، وكان أغلب طلاب الصف يحبون أستاذ الحساب، فهو يستطيع أن يدخل المعلومة الرياضية، إلى رؤوس جميع طلابه، لأنه كان يقول مع كل معلومة جديدة قصة مشوقة أو حكمة بالغة، نفهمها نحن الصغار ونعلمها لأصدقائنا، وفي بعض الأحيان نقولها لأهلنا ليتعلموا من حكم هذا الأستاذـ، وطرائفه وعلمه، وكان بعض ما يقوله جزءا من التراث والتأريخ العربي، أو ربما يقول حكمته أو طرفته في بيتين من الشعر العربي، والغريب أنه يختار من الشعر ما نفهمه ونحفظه بسرعة من دون تعب أو مشقة، وكان درسنا في ذلك اليوم عن الصفر، فقال لو كتبنا على السبورة صفرا أو صفرين أو ثلاثة أصفار أو صفا من الأصفار فإنها تبقى أصفارا بلا قيمة، ولا يمكن أن ندخلها في اية عملية رياضية، ولكن لو وضعنا أمامها واحدا لتغيرت قيمتها وصارت ألافا وملايين وكذلك كما حدث في تاريخنا الجاهلي كنا قبائل وشتاتا ونقترب في قيمتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية من الأصفار الكثيرة ولكن حالما بعث الله لنا تعالى رسولنا الكريم محمد بن عبد الله و كان هذا هو " الواحد " الذي حول عشرات بل مئات الأصفار إلى أمة من ملايين المسلمين والداعين إلى الخير والسلام والمحبة ونبذ العدوان والفساد والفجور . .. لن أنسى ما حييت درس أستاذ الحساب ذاك عن قيمة الواحد حين يدخل على الأصفار فيحولها إلى ملايين ومليارات!!!