المنشد و الجوقة ..........و العازف المنفرد
- المنشد هو من يتغنى بالنشيد , كلمات مقفاه ، ذات معنى أحيانا بلا معنى و لامضمون ، متواصلة ، مرتبة بعض الشىء و قد يكون الانشاد لقصة معروفة و متداولة .
شاع منه الانشاد الدينى ، و منه القصص التاريخى و الاجتماعى ، و ما يحكى المآثر و البطولات , بل و فى بعض الأحيان الأساطير و المأثورات .
فى الغالب يكون المنشد ذا صوت جهورى – أحيانا جميل – وقد يكون موهوبا , يغنى المقاطع ( الكوبليهات ) و توجد (لازمة ) معينة يرددها خلفه مجموعة من ا لمؤدين يسمونهم الجوقة أو البطانة , و فى بعض الأحيان يسمونهم ( الصييته ) .
ليس بالضرورة أن تكون أصواتهم حسنة ، فقط هم يؤدون . و هم اما يرددون كل مايقوله المنشد ( الكوبليه ) أو يرددون ( اللازمة ) كلما أشار لهم أو توقف عند كلمة معينة يسمونها ( القفلة ) .
المنشد لايختار الجوقة بعناية , اى لا يهم الدقة فىالاختيار , بقدر ما يهم ان يقولوا ما يريد , ويقولونه كما يريد ووقتما يريد .
المنشد ليس بالضرورة أن يكون ملتزما دينيا أو حتى أخلاقيا . فبعضهم – و أكرر بعضهم – رغم أنه ينشد انشادا دينيا الا أنه يدخن الحشيش و يعاقر الخمر و قد يكون نسونجى و بعضهم من الشواذ . أى أن الكلمات التى يرددها لم تقع على قلبه – ولا حتى عقله – كل ما يهمه متع الدنيا و المال ، بأى طريق دون و ازع من ضمير أو أخلاق . و لا يهم ما يتغنى به ليل نهار. المهم رضاء – صاحب المحل – و رضاء المنتج و الممول و دافع ( الكروة ) .
و فى النهاية يتعلق بالكذبه الكبرى : – الجمهور عاوز كده .
و لا مانع أن يتهم مخالفيه و معترضيه و معارضيه بالتخلف و الغباء و أنهم و أمثالهم سبب نكبة الأمة . من يتعاطى المخدرات و يرتكب الموبقات و منبهر بالغرب و بتقدمه المذهل يعد سبب تقدم الغرب حريته و يركز على الحرية الشخصية و بالأخص حرية الشواذ .
و يتباكى على تخلف العربان و المسلمين . و يذكرنا بأن تمسكنا بالدين هو سر تخلفنا فكأنه لم يكفه أننا لم نفلح فى الدنيا ، فأراد أن يثنى بالأخرة .
كل هذا و الجوقة من خلفه اما تردد ( الكوبليه ) أو تردد ( اللازمة ) . المهم أن تردد ما يريد .
الجوقة ، لا يتقاضون أجرا ، فقط اكراميات . و أحيانا يؤدون لقاء و جبة الغداء أو العشاء , لأنهم فى النهاية هواة وليسوا محترفين – كما المنشد - .
المنشد موضوعاته كثيرة – كى يخاطب شرائح و مستويات كبيره – و كى ينوع موضوعاته كى لا يمل هو او يمل الجمهور , والجوقة من خلفه هم هم أنفسهم ، اذا أنشد دينيا أو اجتماعيا أو أسطوريا أو حتى جنسيا .
من كثرة أكلهم على كل الموائد تعارفوا أكثر وعرفوا , و طوروا المعرفة الى مايشبه ( اللولبى ) أو عصابات الحوارى .
أو باطجية الحته . و ياويله من يعترضهم أو يتعارض معهم .
المنشد ، له جمهور عريض . تروق لهم الأشعار و الكلمات . و أحيانا يحفظونها من خلفه , و تراهم يرددونها همسا فى جلساتهم العادية و هم من أصطلح على تسميتهم ( السميعة ) .
بعض من هذا الجمهور أصبح يتنقل خلف المنشد من مكان الى مكان و من شادر الى شادر و من موضوع الى موضوع .
من كثرة الاستماع للمنشد و اعجابهم بما يقول . تمنوا أن يكونوا ضمن البطانة أو الجوقة .
و لكن العدد مكتمل . و المنشد دائما شكاك و لا يثق فى أحد و يخشى الغرباء . فماذا يفعلون ؟
تراهم يمارسون دور البطانة أو الجوقة من خلال مقاعد المشاهدين .
و على طريقة ( تانى – تانى ) و ( أعد – أعد ) و ( عظمة على عظمة ياست ) .
دأبوا على الهاب حماس المنشد ، و محاولة لفت الانتباه الى أنفسهم و هم يشكلون فيما بينهم ( ألتراس ) لهذا المنشد ، دون أن يكونوا رابطة للمشجعين .
بعضهم يمنى نفسه أن يكون أحد أفراد الجوقة . ومن تزايد طموحه تمنى أن يكون مكان المنشد .
و لأننا فى عصر العولمة . ومن ضمن أدبياته أن لا مكان للكيانات الصغيرة . و أن على المؤسسات و الشركات الصغيرة أن تندمج فيما بينها لتشكل شركات متعدية و متعددة الجنسيات .
و لأنهم دعاة حرية و متقدمون علينا بمراحل فقد فطنوا لتشكيل الكيانات عن طريق الاتحاد و الاندماج و افتتاح فروع فى كافة الدول فقد أقتنعوا بها و نفذوها . و يحاولون تصديرها الينا .
و لأننا متخلفون فقد بقينا نعزف عزفا منفردا .
و لكننا راضون عن العزف المنفرد حتى لو كان من ضمن أسباب تخلفنا .
الى المنشد و الجوقة و الألتراس . ( جاتكم القرف يقرفكم ) فعلا أنتم مثيرون للشفقة .
لا والله ........ بل أنتم مثيرون للاشمئزاز .
التعليقات (0)