مواضيع اليوم

الملوحي ونحن المدونون

زين الدين الكعبي

2010-09-21 06:08:34

0

 

 

قد يعتقد الكثير من المدونين بأن الوقوف مع أي سجبن رأي من خلال المدونات الخاصة بهم هو عمل عبثي لاطائل منه . وقد يرى آخرون بأن من يخالفهم الرأي يحق عليه السجن بل واللعن . فيسكت هؤلاء وهؤلاء عن نصرة أخوانهم وزملائهم من المدونين المعتقلين لهذه الأسباب .

وللجميع نقول بأن تكميم الأفواه هو عمل جرمي مخالف حتى للفطرة الألهية التي فطر الله البشر عليها ، وهو اللذي سمح لهم أن يعصوه وأن يخالفوا شرعه وأن ينكروا خلقه للوجود وأن يشركوا بعبادته الناس والجن بل وحتى الصخور والحيوانات الوضيعة دون أن يتدخل سبحانه في آراء هؤلاء جميعا ألا بالوعد والوعيد بالآخرة وعذابها .

أما في الدنيا فحق الكفر والأعتراض على كلامه سبحانه وتعالى مكفول شرعا " وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" .

لذا فأن السكوت عن نصرة سجين الرأي هو مشاركة فعلية في جريمة الأنظمة القمعية بلا أدنى شك .

طالبت منظمة حقوقية دولية، الاثنين، الأجهزة الحكومة السورية بالإفراج عن طالبة في المرحلة الثانوية، قالت إن السلطات الأمنية تحتجزها منذ نحو تسعة شهور بسبب مدونتها على الإنترنت.

وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش،" المعنية بحقوق الإنسان، إن الطالبة "طل الملوحي.. البالغة من العمر 19 عاماً، محتجزة بمعزل عن العالم الخارجي دون توجيه اتهامات إليها منذ القبض عليها في 27 ديسمبر/كانون الأول 2009."

وجاء في بيان المنظمة إن "أمن الدولة، أحد أجهزة سوريا الأمنية العديدة، استدعى الملوحي إلى دمشق للاستجواب في ديسمبر/كانون الأول، وسرعان ما ألقى القبض عليها.. وصادر عناصر الجهاز الأمني حاسبها الآلي، وبعض الأقراص المدمجة، وكتب وأغراض شخصية أخرى."

وقالت المنظمة: "لم تسمح الأجهزة الأمنية لأسرتها بالاتصال بها، كما لم تبد أية أسباب للقبض عليها."

من جهته، قال نديم حوري الباحث في المنظمة الحقوقية، في اتصال هاتفي مع CNN بالعربية من بيروت، إن احتجاز الملوحي يعد "لغزا" بالنسبة للمنظمة، مضيفا بأن "قضية هذه الطالبة تثير تساؤلات كثيرة، فلا سبب واضح لاعتقالها، وعزلها عن العالم بهذا الشكل . 

ووفقا للمنظمة الحقوقية، فإن سبب احتجاز السلطات للملوحي غير معروف، فهي لا تنتمي لأي فصيل أو تجمع سياسي، وكانت في عامها الدراسي الأخير بالثانوية.

وتضم مدونة الملوحي على الإنترنت أشعاراً وتعليقات على قضايا اجتماعية، تركز بالأساس على القضية الفلسطينية، ولا تتعرض لقضايا سياسية سورية، بينما تظهر صفحتها الرئيسية على المدونة صورة للزعيم الهندي الراحل غاندي، وفوقها كتبت "ستبقى مثلا."

وأشار حوري إلى أن "الإصلاحات في مجال حرية التعبير عن الرأي في سوريا غير جدية، وعلى الحكومة بذل المزيد من الجهد"، لافتا إلى أن "الاعتقالات ما تزال تتم في سوريا بسبب مقال أو قصيدة أو مدونة."

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، نشر على موقعه الإلكتروني رسالة بعثتها والدة طل الملوحي إلى الرئيس السوري بشار الأسد، طلبت منه فيها بالتدخل للإفراج عن ابنتها المعتقلة لدى جهاز امن الدولة في دمشق.

ونقل المرصد، الذي يضم أبرز جماعات حقوق الإنسان في سوريا، عن والدة طل قولها: "إن ابنتي من مواليد 4/11/1991 وكانت طالبة متفوقة في دراستها، ولا علاقة لها بأي تنظيم سياسي سوري معارض أو غير معارض، وجدها محمد ضيا الملوحي، شغل منصب وزير الدولة لشؤون مجلس الشعب في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد."

وقالت الأم في رسالتها للرئيس السوري: "منذ تسعة أشهر اعتقلت ابنتي طل الملوحي، الطالبة في الثانوية العامة من قبل احد الفروع الأمنية لأسباب نجهلها وحتى هذه اللحظة لا اعلم أي شيء عن مصيرها.

ومضت الأم تقول: "السيد الرئيس.. لا استطيع أن اصف لكم اثر هذه الكارثة على عائلتنا بأكملها وحجم المعاناة التي لحقت بنا جميعا. أن ابنتكم طل طالبة ذكية ومحبة لوطنها وناسها تكتب ما يخطر ببالها بصدق وشفافية وبما يتلاءم مع عمرها."

أن رؤسائنا وملوكنا وأمرائنا بل وحتى رؤساء أحزابنا وشيوخ عشائرنا قد وضعوا لأنفسهم منزلة أعلى من منزلة الله تعالى . فباتوا لايقبلون من أحد كلمة حق واحدة تصف ظلمهم وتكبرهم اللذي فاق ظلم وجبروت فرعون والنمرود . وها هم يسجنون ويقتلون ويعذبون المدونين اللذين لم يفعلوا شيئا ، سوى قولهم لكلمة حق واحدة . بل وحتى قبل أن يقولوها كما في حالة الملوحي .

ثق عزيزي المدون أن كلمتك مسموعة عاليا ولولا ذلك لما لهثت كلاب الأنظمة خلفنا لتنهشنا كل يوم . ولما سجن مدون واحد . ألا أن كلماتنا أصبحت تخيف الأنظمة وكلابها ، وهاهم يطادوننا خوفا من كلمات نسطرها على صفحات مدوناتنا الأفتراضية .

أن نحن سكتنا اليوم لأن المدون الضحية ليس ممن نحب أفكارهم فلنتذكر بأن الظلمة لايحبون أفكار أحد غير أفكارهم هم . لذا فأننا سنكون اللاحقون حتما .

وأذا أعتقدنا بأننا لسنا معنيين بالوقوف ولو بكلمة مع زملائنا الضحايا فلنتذكر الثور الأبيض وليكن عبرة لنا .

ونحن اليوم شعوبا وأفراد لم نصبح ضحايا للأنظمة ألا لأننا صدقنا كذب هذه الأنظمة بجميع ألوانها وأشكالها ، أو لأننا خفنا وجبنا عن نصرة الحق ولو بكلمة .

 بالأمس خسرت أيلاف مدونها رأفت الغانم . ولازلنا نخسر كل يوم زملاء لنا في جميع أنحاء وطننا العربي الكبير ، واليوم خسرنا الملوحي ، لذا . ولأن المدون اللذي ينتقد ظلم النظام الفاسد هو أشجع الخلق لأنه مصداقا لقوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر" . فأن من حقه علينا أن نطالب جميع أنظمة القمع العربي بالأفراج عن كل سجناء الرأي .

كما نطالب النظام في سوريا بالأفراج عن المدونة الملوحي وعن جميع زملائها من مساجين الرأي .

وسيرى اللذين ظلموا أي منقلب يقلبون .

 

 

http://arabic.cnn.com/2010/middle_east/9/20/Blogger.syria/index.html

 

رابط مدونة الملوحي البطلة

http://talmallohi.blogspot.com/

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات