المغرب و زمن الإنحطاط
حينما تتأمل برامج قنواتنا الوطنية ومنها على الخصوص برنامج القناة الثانية – أستوديو 2M- مثلا تجد أنها زادت في وقاحتها و تكريس مقولة " الشتا صابة و الزرع مداوي" و الذوبان الكلي في قعر زمن الإنحطاط. يجتهدون في برامج التمييع و الميوعة و كأن العالم العربي لا ثورات قائمة فيه و لا تغيير و لا عزل للقائمين على السمعي البصري في هذه البلدان العربية. بالمغرب إذا أردت أن تشخص حدة الإنفصام الذي وصلنا إليه بفضل الخطوط التحريرية الملتوية لبرامج قنواتنا و الواقع المعيش و ما يروج في الشارع ستجد تشابها قل نظيره ليس كما في الدول التي تتوق نحو بناء شباب قوي و متخلق و مناضل و مثقف و متمدرس.
بين البرامج التي تقدم بنفس الوجوه المتكلسة و البوليسية، تقدم اشهارات تتعارض و ما يلقى بداخل الأقسام الدراسية . حيث الأساتذة يكافحون الشغب و مضغ العلك و القناة الثانية تقول للتلاميذ إياكم و التخلي عن مضغ العلك. و بهذا تقول للأساتذة "طز في التعليم و ظز فيكم يا ...".
في الشارع تباع كل وسائل التدوييخ من " حشيش " و " كيف" و " معجون" و " سليسيون" إلى أن أصبح التلميذ صباحا بدون استعمال زمن مضبوط و أصبح بعض التلاميذ في القسم يمثلون" بزناس الدرب" و مهمته استقطاب أكبر عدد ممكن من المستهلكين.و التلميذة تجلس في القسم و هي عضو في شبكة دعارة و تفكر بنفس الخط التحريري للقناة الثانية من إشاعة عري و تفسخ و إظهار النهدين و الساقين و كأننا نوجد على بلاد إلإفرنج أو الدانمارك التي تشتهر بمعاداتها للإسلام و المسلمين!.المشكل يا "إيما فينا يا ايما في برامجكم. إذن واحد فينا ايخص". البرامج ديالكم لابد و أن تتغير و الليل على ذلك هو حينما نتتبع ما يجري و يدور في القناة الثانية وما جاورها نجد أنها تغلي بالمظاهرات و المطالبة بالتغيير ،إذن لا بد من التغيير في الكوادر البوليسية ، التغيير كل ما هو فاسد و مفسد. بالله عليكم تلك برامج تقدم للناشئة ، برامج لا نحصد بها سوى الدمار الشامل للأخلاق إن هي بقيت..هذه الفيروسات أنهكت جهاز مناعتنا و أنهكت و أهلكت زرعنا من أطفال و مراهقين . شباب أمسى منهارا بدون رغبة ، له رغبة فقط في الجنس! و في الشغب و اللعب و ضياع الوقت في سنوات الدراسة. النتيجة شهادات بدون مضمون! . مستويات دراسية " الباك" بدون مستوى.فقدنا البوصلة و القدوة الحسنة و أصبحنا ننقب عنها عبر الفضائيات و ضاع منا كل شيء و أي شيء في زمن الإنحطاط و الفوضى و زمن المفسدين و ناهبي المال العام و آكلي اللحوم البشرية.إ ذاما قلت كلمة حق في زمن الإنحطاط الذي نعيشه تصبح كاذبا و كذابا. المظاهر هي التي أصبحت تتحكم في كل شيء ، الجوهر لا يهم ، مادام نحن نتبع مقولة " الدرهم أولا و الأخلاق بعد ذلك".
cdouah@gmail.com
التعليقات (0)