المغرب و مصر (3/2)- قراءة سياسية -
حبا فى الأجيال الجديدة ، و ايمانا بأنهم صناع المستقبل ، و ثقة فى قدراتهم و امكانياتهم .
جلست أشاهد مباراة كرة قدم بين ناشئى مصر و ناشئى المغرب فى الدورة المؤهلة لألومبياد لندن 2012 .
كل المدربين السابقين كان معيارهم فى اختبار عناصر الفريق أن يكون أحد أبناء الأندية الكبيرة و الشهيرة .
هانى رمزى من بين كل هؤلاء , كسر القاعدة وأعتمد قاعدة جديدة – علينا – قديمة - فى العالم كله - أن يكون معيار الأختيار هو الكفاءة . فصنع منتخبا من خيرة لاعبى هذا الجيل .
ليس فريق الأحلام ، وليست نتائجه مبهرة ، وليست قدراته خارقة ، فقط مهاراتهم عالية و أداؤهم جيد الا من اخطاء ساذجة .
ما يعنينى فى هذا المقام .
هو أن الجمهور المغربى الشقيق شجع الفريق المصرى بحرارة شديدة فى مباراته السابقة ضد منتخب جنوب أفريقيا .
بعد المباراة وفى الرسائل الصوتية و المصورة ,صرح اللاعبون بأنهم من غمرة التشجيع أحسوا أنهم يلعبون فى القاهرة و وسط الجمهور المصرى .
رغم علم الجمهور المغربى بأن فوز مصريعنى انهم سوف يقابلونهم فى الدور التالى مباشرة ، وهو ما حدا بأحد الخبثاء – اصحاب التفسير التآمرى للأحداث – لأن يقولوا : ان الجمهور المغربى يعلم ان مصر اسهل من جنوب افريقيا بالنسبة لهم ، ولذا ساعدوا مصر وشجعوها كى تفوز .
المعلقون على المباراة فى شتى الفضائيات ، اشادوا بآداء الفريق المغربى وهنأوه على الفوز ، وقبل المباراة المحوا الى انهم لا يهمهم من يفوز ، اذ العبرة ان يكون هناك فريق عربى فى النهائى ، وان يضمن احدهما التأهل وان يحاول ان يلحق به الآخر .
تذكرت نفس المعلقين يوم مباراة مصر والجزائر . حينما اشعلوها نارا بين الفريقين ، ووسعوا الهوة بين الجمهورين ، وكادت تحدث – بل حدثت – ازمة دبلوماسية بين الدولتين ، لدرجة ان نجل الرئيس السابق ادلى بتصريح مستفز وغير مسئول اثار حفيظة الأخوة الجزائريين .
ولولا وفاة شقيق بو تفليقه وذهاب مبارك لآداء واجب العزاء لكان الخلاف قائما حتى الآن .
تابعت عددا من القنوات ، وجدت المعلقين ، جميعهم ، والمتخصصين فى الأستديو التحليلى السابق او اللاحق على المباراة يتحدثون عن الأخوة المغاربة بنفس الحميمية .
انهم هم انفسهم من اشعلوا النيران وسكبوا عليها المزيد من البنزين – معظمهم جهلاء – بدأوا ينظرون ويعايرون الجزائر الشقيق بأنه لولا مصر ماتحرروا ، وعايرهم احدهم بأن النشيد الوطنى الجزائرى هو لملحن مصرى .
ترى .......هل استفاق الاعلاميون الجهلة ؟
ام انه التحول الطبيعى لما بعد 25 يناير ؟
ام هو التلون - مثل الحرباء – كى يصلح المذيع لكل العصور ؟
eg_eisa@yahoo.com
التعليقات (0)