ليس من طبيعتي الرد على التفاهات ولا الترهات من أصحاب الأقلام الرخيصة ولكن سرعان ما رأيت نفسي أرد على هذا المقال لكاتب في صحيفة أوان الكويتية اسمه د. علي الزعبي. ستقرأون مقاله في آخر الصفحة.
وهذا هو الرد ^^^^^^^^^
المصيبة.. مصيبتان لقلم ينزف بؤساً
في البداية نطرح التحية والسلام وفي المستهل أرجوا أن قولك "فلسطين المحتلة" هو ليس بخطأ مطبعي، وإلا فإنها والله لمصيبة إن لم تكن فلسطين محتلة من وجهة نظرك التي بلا شك نحترمها، ولكن لا يمكن المسامحة بالأغلاط التي ملأت الكثير مما ورد في مقالكم "القيم"، على الأقل ليس لنا نحن، ولكن هناك دوائر كثيرة قد تدرجه على صدر صفحاتها "الوبية" كما جرى مع الهاشم والهدلق من قبل، وأعتقد أنك تعلم جيداً أن مقالك هذا من سيتلقفه هو من سيثني عليك فقط ليس لقيمته الفكرية ولكن لتوازي مسارات الأهداف المنشودة من مثل تلك الكتابات.
يا أخي، نعم إنه نصر إلهي وبأضعف الايمان هو منعطف آخر لنصر إلهي حاسم قادم خاصة بعد افتتاحية النصر التي تجلت في تموز 2006. ولا أدري ما هو السبب الذي يجعل منك وآخرين مستاؤون جدااً من دعم إيران لحركات التحرر الوطني التي تكبح وتردع العدوان وإلى أن تصل إلى النصر الإلهي بإذن الله، فكما تعلم، حركة المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي كان مدعوماً من بريطانيا أولاً ثم دخل الاميركيين على الخط لاحقاً. إن التجربة تقول أن الداعم بشتى مقومات القوة لديه والعمق الفكري الاستراتيجي للمقاومة لهو أهم من حركات المقاومة مجتمعة إن لم تجد الرافد والممول والزخم الجماهيري الذي تقوده تلك الجهات من خلف الصفوف.
أنا شخصيا كمناصر لفكر المقاومة لا أجد حرجاً من القول أن إيران وسوريا في موقفهما الداعم لهو أكبر أهمية من الولوج في أتون المعركة، خاصة وأن حركات المقاومة في لبنان وفلسطين لا ينقصها الرجال ولكن تلك الحركات تستمر في العطاء والتصدي والتحرير الشامل من خلال الدعم الشامل لها وأهمها السلاح وتقنية التصنيع المحلي للسلاح. إضافة يا أخي العزيز فإننا نحن شعوب بلاد الشام من المرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس كما جاء بحديث الرسول الشريف صلى الله عليه وآله وسلم، ولا ينقصنا العدد ولكن العدة هي المعضلة في الزمن الذي أصبح المقاوم فيه إرهابي.
وبقولك "الصواريخ الصبيانية"، يا سيدي إنه لشرف أن تكون صبيانية تلك الصواريخ هي مدعاة كي يختبئ نحو مليون ونصف اسرائيلي في الملاجئ وأن تكون خسائر ذاك الكيان بعشرات مليارات الدولارات من أموال دافعي الضرائب في كل مكان في العالم، ولا أستثني أي مكان منه، وبقولك لم تحقق تلك الصواريخ أهدافاً استراتيجية، أقول لك لا بل انها حققت في لبنان توازن للردع وفي غزة حققت شوطاً كبيرا من توازن الردع سيتبين لاحقاً. أما أن العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز 2006 هو بسبب صواريخ حزب الله التي أطلقها باتجاه اسرائيل، اسمح لي أن كلامك هذا فيه مغالطة تاريخية وتقترب من التزييف والتشويه لحقائق الامور، فكما تعلم أنت بالتحديد أن ذلك العدوان جاء على إثر عملية فدائية لقوى المقاومة اللبنانية أسفرت عن مقتل عدد من الجنود الاسرائيليين وأسر اثنان منهم، وبامكانك الرجوع للارشيف.
وخلال العدوان على غزة أطلق من جنوب لبنان عشرة صواريخ باتجاه شمال فلسطين المحتلة، ولكن ماذا فعلت اسرائيل؟ لقد تذرعت لحزب الله ونفت عنه صفة الاطلاق كي لا تدخل في حرب ثانية معه وهي متورطة في أوحال بحر غزة. وأنا أؤكد لك بأن تلك الصواريخ اطلقت بعلم الحزب ورعايته في خطوة كانت حاسمة في طريق انهاء الكيان الصهيوني عدوانه على غزة، وليس كما أشيع أن اسرائيل أوقفت اطلاق النار بسبب أوباما وتنصيبه رئيساً، ولعل أن اطلاق النار من الجولان السوري وحدود وادي عربة في الاردن كانتا رسالة أخرى لما قد يذخره ذلك العدوان من جبهات ستفتح على الكيان، فقرارات الحرب وصد العدوان هو قرار شعبي الآن وليس سياسي كما كان سابقاً. لقد فهمت اسرائيل الرسالة أن اسقاط حماس في هذه الحرب هو خط أحمر مع ان قيادة وزارة الحرب وأولمرت أعدوا العدة لدخول حرب المدن واجتياح مدينة غزة مهما كانت الخسائر في صفوف جيش البامبرز الذي يخيفه به الآخرين.
أما ذرف الدموع على الضحايا والدمار فهذا شأن فلسطيني بحت وإلا حين طلبت حماس فتح المعابر وفك الحصار في أي تهدئة قادمة لم أرى أحد ما تقدم كي يساعد في هذا الأمر. يا سيدي أنت لم تكن غزوياً في يوم ما كي تعرف كمّ المعاناة التي يعانيها سكان غزة من هذا الأمر، فالموت السريع لهو أهون عليهم من الموت البطئ. باعتقادي أن هذا الرد يكفي لمن يعقل أن يعيد حسابات الأفكار التي ينطلق منها ليجعل من حياة القلم العفيف بؤساً ليس فقط إلا لسطوع الشهرة بالسير عكس الطريق لمنطق العقل والدين.
سالم أيوب
سلسلة أفلام «النصر الإلهي»
الاثنين, 26 يناير 2009
د.علي الزعبي
بعد النجاح الباهر الذي حققه فيلم «النصر الإلهي - الجزء الأول»، بطولة شواريزنايغر الموسوي وإخراج سيلفيستير نصر الله، تم تنفيذ الجزء الثاني لفيلم «النصر الإلهي»، بطولة آل باتشينو مغنية وإخراج إنديريانو مشعل. وإن كان فيلم «النصر الإلهي» في نسخته الأولى قد تم تصويره على أرض لبنان، فإن الثاني تم تصويره في قطاع غزة في فلسطين المحتلة.
ويبدو لي كمحلل متخصص في تحليل الأفلام العسكرية (ليش ناصر الدويلة أحسن مني!!)، أن الممول الرئيسي لأفلام «النصر الألهي»، شركة «خيلوخوبا نجادي فرينتشايز»، قد أصر على أن يعيد نفس سيناريو الجزء الأول في الجزء الثاني!!
في الجزأين الأول والثاني كان سبب الاعتداء الإسرائيلي على لبنان ثم على غزة هو قذف إسرائيل بصواريخ من قبل فريق «الحزب» اللبناني وفريق «الحماس» الفلسطيني.. وهي صواريخ صبيانية لأنها لم تسفر عن تحقيق أهداف استراتيجية لأي من الفريقين!! في المقابل شنت إسرائيل حربا فتاكة ووحشية على كل من الفريقين، مما أدى إلى مقتل آلاف اللبنانيين والفلسطينيين وجرح غيرهم من الآلاف أيضا، في مقابل خسارة الجيش الإسرائيلي لعدد 80 جنديا فقط!!
أما الخسارة في البنى التحتية فحدّث ولا حرج!! إسرائيل خسارتها كانت تعد بآلاف الدولارات فقط.. أما لبنان فقد كانت تكلفة إعمار البنية التحتية أكثر من ثلاثة مليارات دولار.. وفي غزة كانت فاتورة «تهوّر حماس» توازي ما يقارب مليارين ونصف المليار من الدولارات!! يعني، وبحسبة بسيطة، أدى تهور مستر نصر الله ومستر مشعل إلى خسارة تقدر بستة مليارات دولار.. ناهيك عن الخسائر الجمّة في الأرواح، والتي لا تقدّر بثمن!!
أجمل ما في فيلم «النصر الإلهي»، في جزأيه الأول والثاني، أنه بينما كان اللبنانيون يضربون على رؤوسهم كان مستر نصر الله مختبئا في سرداب.. وعندما كان الفلسطينيون يُقتلون بالفوسفور الأبيض كان مستر مشعل مختبئا في دمشق!! وعندما رحل الإسرائيليون.. خرج لنا كل من مستر نصر الله ومستر مشعل يعلنون الانتصار الإلهي الخاص بكل منهما!! يعني بعد كل هذا الدمار والخراب والقتل «الشباب طلعوا منتصرين»!! والمشكلة أن «الجمهور» الذي حضر الفيلم كان يبكي.. ليس على الموتى ولا بسبب الدمار.. وإنما لأن «العناية الإلهية» قد حمت مستر نصر الله ومستر مشعل ونصرتهما على «اليهود الصهاينة» (هذا هو لون الهبل لو سألتم عنه!!).
هنيئا للأمتين العربية والإسلامية بهذا «النصر المبين» الذي استطعنا فيه أن نمنح الإسرائيليين القوة على إضعافنا.. و«ضربنا على القفا» بين الفينة والأخرى!! متأملين من الله سبحانه وتعالى ألا يرينا جزءا ثالثا من أفلام «النصر الإلهي» التي «كذبت» في وعدها بإلقاء «إسرائيل في البحر»!! وسلام خاص للصديق النائب ناصر الصانع.. متمنين له الاستمتاع هو و«ربع حدس» في رحلتهم الميمونة إلى سورية لحضور الجزء الثاني من هذا الفيلم.. وبوسولي مشعل «مناه.. ومناه» (مع الاعتذار للفنانة ساجدة عبيد)!
التعليقات (0)