مواضيع اليوم

المشكلة الامنية في العراق

راميار فارس الهركي

2009-12-19 08:04:45

0


بعد التفجيرات الاهرابية الدامية التي استهدفت الابرياء على ارض وادي الرافدين بات من الضروري اعادة النظر بالوضع الحالي في العراق.

فكلمات (العملية السياسية – المصالحة الوطنية- خطة امن بغداد – الديمقراطية – القضاء على البعثيين وتنظيم القاعدة – تحسن الخدمات) التي يتبجح بها المسؤولين في الحكومة العراقية لم تعد مجدية الان بل واصبحت من الكلمات المزعجة التي مل وظجر منها المواطن العراقي .

المواطن بحاجة الى الفعل وليس القول فالقول لايصد هجمات الارهاب الخفية ولايحافظ على ارواح الابرياء .

فبالقول استطاعت الحكومات العراقية السابقة والحالية من الاحتفاظ بالمناصب والامتيازات على حساب النزيف العراقي الذي لم يتوقف الى الان .

وبالقول استطاع المسؤولين اخفاء سرقاتهم والكتكتم على جرائمهم الفاضحة بحق هذا الشعب.

الان جاء دور الفعل ، الفعل الصحيح ، الفعل المسؤول امام الله والشعب ، الفعل الذي يفعل ولا يخشى صاحبه لومة لائم .

المتابع للوضع الامني في العراق يجد العديد من الثغرات التي تتخلل الاجهزة الامنية والاستخباراتية العراقية وهذه الثغرات هي المسبب الاول لجميع العمليات الارهابية التي اودت بحياة الالاف من الابرياء منذ العام 2003 .

عندما يتعامل العراق مع عدو ظاهر قد تكون الامور ايسر مما هي عليها الان وقد تستطيع القوات الامنية المحافظة على ارواح الابرياء ، ولكن عند التعامل مع عدو مخفي لايستهدف الا التجمعات السكانية في الاسواق الشعبية وبالقرب من الدوائر ووسط الشوارع فهذا يستعدي اعادة نظر بجميع صنوف وتشكيلات ومؤهلات القوات الامنية العراقية من الظباط حتى الجنود.

الحرب مع الارهابيين لاتستلزم سلاح المدفع او الدبابة او الطائرة او البوارج الحربية ولاتستلزم تجمع العشرات من السيطرات وسد الطرق لا بالعكس فأن تجمع السيطرات وسد الطرق يشكلان اهدافاً سهلة لمجاميع الارهابية فبمجرد سيارة مفخخة واحدة تنفجر وسط زحمة شارع قد تخلف ورائها المئات من القتلى (لاسامح الله).

لقد اثبتت العلوم العسكرية الحديثة ان السلاح الفعال والمضاد ضد الارهاب هي المعلومة او ماتسمى حالياً بالمعلومة الاستخباراتية والعراق بعد عام 2003 يفتقر للمعلومة الاستخباراتية والاجهزة الاستخباراتية التي تملكها قوات الامن العراقية من جيش وشرطة هشة الى درجة لاتستطيع الرصد والقضاء على المجاميع الارهابية والمسلحة.

بالاضافة الى المعلومة فأن العراق بحاجة ماسة الى الكفاءات العسكرية البعيدة عن السياسية والتحزب ، فالعسكري لايمكن ان يكون عسكرياً وسياسياً وحزبياً في نفس الوقت واذا كان كذلك فأقراء على امن وسلامة المواطن السلام .

وبعد عام 2003 اصبحت الرتب العسكرية من اصغر رتبة الى اكبرها متداولة بين ايدي المسؤولين السياسيين والامنيين فهذا ابن اخ مسؤول كبير في الحكومة لايملك مؤهل جامعي اصبح في ليلة وضحاها نقيب في الشرطة وذاك احد اقارب مسؤول حزبي شاءت الاقدار ان يحمل بين كتفيه رتبة عقيد في الجيش العراق الى اخ.

اذن فالمشكلة تكمن في أقحام العسكرية في الامور السياسية والحزبية وهذا خطأ كبير دفع ثمنه الالاف من ابناء الشعب العراقي .

كان الاجدر ان يفهم الاخوة في الحكومة ان امن وسلامة المواطن شيء لايمكن المساس به ولايمكن المناقشة والمجادلة عليه .

وهناك مشكلة اخرى هي احدى اسباب خلخلة الوضع الامني في العراق وهي الدعاية العسكرية ، فمثلاً عندما تعتزم قوات الامن العراقية المباشرة بخطة امنية معينة في بغداد او باقي المحافظات نجد الضابط المسؤول يحتل شاشات الفضائيات للتفاخر والتباهي بقدرات القوات العراقية على وضع خطة امنية للقضاء على الارهاب ، وكما هو معلوم ان البوح بالخطط العسكرية او الامنية علناً يعد من الاخطاء التي لايمكن ان تغتفر وهو خطأ قد يمكن المجاميع الارهابية من اخذ احتياطاتها كاملتا واعادة تنفيذ العمليات الارهابية في مكان أخر .

اذن من الممكن اعادة الامن والطمئنينة للعراق واهله من خلال عدة نقاط أهمها :

1_ زرع العناصر الاستخباراتية في مكامن المجاميع الارهابية تنحصر مهمتهم في رصد تحركات الارهابيين وتزويدهم بسلاح الورقة والقلم وليس بأسلحة المدفعية والدبابة والطائرة .

2_ العراق بحاجة ماسة الى العسكريين الاكفاء الذي يضعون سلامة وأمن المواطن والبلد فوق كل الاعتبارات .

3_ من الضروري وضع حاجز بين العكسري والمسؤول السياسي او المسؤول الحزبي والحد من لقاء الاثنين في مكان واحد.

4_ عدم اشراك القوات الامنية بمختلف صنوفها في المنازعات السياسية الدائرة بين اباطرة السياسية في العراق .

5_عدم اشراك القوات الامنية بالانتخابات .

6_ التكتم التام والسري على العمليات الامنية التي تقوم بها القوات العراقية من خطط امنية والقضاء على الارهابيين ومداهمة اوكارهم .

7_ سن قانون خاص يمنع المسؤول العسكري من وزير وحتى ضابط الميدان من الادلاء بأي تصريح صحفي لكافة وسائل الاعلام المختلفة .

وحفظ الله العراق واهله .


راميار فارس الهركي

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !