المرجع الفيلسوف : يبين مصاهرة بين عمر وأمير المؤمنين واستشارة في حرب مصيرية
سليم الحمداني:
تزوج الخليفة الثاني عمر بنت أمير المؤمنين-عليه السلام- أم كلثوم وهذه الرواية والمصاهرة ثابتة في كتب السير والحديث والتاريخ ويذكرها الفريقين وتعد هذه المصاهرة قطع دابر الافتراءات والأكاذيب والخرافات التي يتناقلها أصحاب النهج الطائفي التكفيري الذين يسعون إلى شتات الأمة وتفريق كلمتها بهذه الأمور والدسائس الموضوعة ومنها رواية أن أمير المؤمنين له ولد اسمه محسنا وأنه مات سقطاً بحادثة الباب أثناء عصر الزهراء-عليه السلام- خلف باب الدار أثناء الهجوم الذي قام به المسلمين من أجل اجبار أمير المؤمنين علي-عليه السلام- لبيعة الخليفة أبو بكر فأين هذه الرواية الأسطورية من تزويج أمير المؤمنين إبنته أم كلثوم لعمر وكذلك يأتي عمر ويستشير أمير المؤمنين لقيادة حرب تحرير العراق ويعطيه النصح والإرشاد وخارطة طريق لأجل النصر والظفر العظيم الذي فعلا حصل واندحار جيوش الفرس بتلك الاستشارة والقيادة الحكيمة وولت امبراطورية الأعاجم إلى لا حيث رجعة فكل هذا التقارب والوحدة الحقيقية من أجل رفع راية الإسلام تؤكد هنالك من وضع رواية الباب والدار وإسقاط المحسن وهذا ما بينه سماحة المرجع المحقق من خلال تغريداته المباركة ومنها قوله:
المُحسن وَالبَاب وَالإسْقاط...بَيْن...الحَقيقَة وَالخُرافَة وَالسّياسَة]
{مَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}[الكهف29]
[لا تَقلِيدَ في أصول الدّين...لَا تَقلِيدَ فِي العَقَائِد]
[أمورٌ لَا تُرضِي الطّـائفِيّ وَالتّكفِيريّ مِن كُلّ المَذَاهِب!! لَكِنّها تُوافقُ وَاقِعَ وَسَطِيَةِ الدّينِ وَالضّمِير وَالأخلَاق]
[المُحسن وَالبَاب وَالإسْقاط...بَيْن...الحَقيقَة وَالخُرافَة وَالسّياسَة]
أوّلًا ـ [الذَعْضُ يُنكِر وجودَ المحسن]: الشّيخ المُفِيد(رض) يَتَبَنّى القَولَ بِعَدَمِ وجودِ المحسن
ثَانِيًا ـ [الطّبرسِيّ يُطَابِقُ المُفِيد فِي نَفْيِ وُجودِ المُحسن]
ثَالِثًا ـ [الإرْبلي وَأئِمّة العُلَماء وَالعُقَلاء...عَلَى نَفْـيِ المُحسن]
رابِعًا ـ [مَع ابن الطّقطَقي وَالحلّي...ثَمانِيَة قُرون...تَنْفِـي المُحسن]
خَامِسًا ـ [تَوَافُق شِيعِيّ سُنّيّ...عَلَى إنْكَار...البَاب وَالعَصْرَة وَالإسْقَاط]
سَادسًا: [فَاطِمَة(عَلَيْها السّلام).....تَنْفِـي.....العَصْرَة وَالإسْقَاط...وَكَسْر الضّلْع وَالمِسْمَار]
سَابعًا ـ [الشّيخ المُفيد...أبطَلَ حَادِثَة البَاب...أنكَرَ المُحسن وَالإسْقَاط]
ثامِنًا: [{عُمَر ـ أمّ كُلثوم ـ عَلِيّ}(عَلَيهم السّلام)...مُصَاهَرَة...تَنْسِف أسْطورَة البَاب وَالإسْقَاط]
الكَلام فِي أمور:
1ـ مُصَاهَرَة عُمَر (رَضِيَ الله عَنه) لِعَلِيّ(عَلَيه السّلام) ثَابتَة فِي كُتبِ الحَديثِ وَالسِّيَر وَالتّاريخ وَالتّراجم وَالرّجَال وَالأنساب، الشّيعِيّة فَضْلًا عَن السّنِّيّة
2ـ قَالَ الطّبرسيّ:{أوْلاد أميرِ المؤمنينَ(عَلَيه السّلام): أُمّ كُلثوم، تَزَوّجَها عُمَرُ بن الخَطّاب(رض)}[إعلام الوَرَى للطّبرسي، أعيان الشّيعة1للأمين].....وَقَالَ ابنُ الطّقطقي:{أمّ كلثوم أمّها فَاطِمَة الزّهرَاء(عَلَيها السّلام)، تَزَوّجَها عُمَرُ بن الخطّاب(رض) فَوَلَدَت لَه زَيدًا}[الأصيلي].....وَقَالَ الخَطيبُ: {أمُّ كُلْثُوم بِنتُ عَلِيّ(عَلَيه السّلام): أمّها فَاطِمَة الزّهراء(عَلَيها السّلام)، تَزَوّجَها عُمَر(رض) فِي السّنَة السّابِعَة عَشَرَة، فَوَلَدَت لَه زَيدًا، وَرُقَـيّـة} [الرّوضة الفيحاء للخطيب، مغاني الأخيار3للعيني]
3ـ زَوَاجُ الخَلِيفَة عُمَر(رض) مِن أمّ كُلثوم بِنْت أمِيرِ المُؤمنينَ(عَلَيه السّلام) ثَابِتٌ فِي المَوروثِ الفِقْهي الشِّيعِيّ فَضْلًا عَن السّنّي، وَقَد وَرَدَ فِي أبوَابِ التّزويج وَالعِدّةِ وَالمِيرَاثِ وَالصّلاةِ عَلَى الجَنَائِز، وَغَيرِها
4ـ سُئِلَ الإمَامُ الصَّادِقُ(عَلَيه السّلام) عَنِ الْمَرْأَةِ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا، تَعْتَدُّ فِي بَيْتِ زوجها، أَوْ حَيْثُ شَاءَتْ؟ فَقَالَ(عَلَيه السّلام):{بَلْ حَيْثُ شَاءَتْ، إِنَّ عَلِيّاً (عَلَيه السّلام) لَمَّا تُوُفِّيَ عُمَرُ(رض) أَتَى أُمَّ كُلْثُومٍ فَانْطَلَقَ بِهَا إِلَى بَيْتِهِ}
[الكافي6للكليني، تهذيب الأحكام8للطوسي، الإستبصار3للطوسيّ، جامع المدارك4للخوانساري، كشف اللثام8للفاضل الهندي، كشف اللثام2للأصفهاني، الحدائق الناضرة25للبحراني، وسائل الشيعة22للعاملي، هداية الأمة7للعاملي، نهاية المرام2للموسوي العاملي، روضة المتقین9لمحمد تقي(والد العلامة المجلسي)،البحار42، مرآة العقول21للمجلسي، ملاذ الأخيار13للمجلسي، أعيان الشيعة3للأمين، أعلام النساء المؤمنات للحسّون]
5ـ فِي الكَافِي5، تَحتَ عنوان[باب ـ (تزويج أم كلثوم)]، عَن الإمَام الصّادِق(عَلَيه السّلام):{لَمّا خَطَبَ[عُمَرُ(رض)] إلَيْه، قَالَ لَه أمِيرُ المُؤمنينَ(عَلَيه السّلام): إنّهَا صَبِيّة!! فَلَقِيَ [عُمَرُ] العَبّاسَ فَقَالَ لَه: مَالِي؟! أَبِي بَأس؟! خَطَبْتُ إلَى ابنِ أخِيكَ فَرَدّنِي!!... فَأتَاه العَبّاسُ[فَأتَى العَبّاسُ عَلِيًّا(عَلَيه السّلام)] فَأخبَرَه، وَسَألَه أن يَجْعَلَ الأمْرَ إلَيه، فَجَعَلَه إلَيْه}}[الكافي5للكليني،]
6ـ عن الإمَام البَاقر(عَلَيه السّلام): {ماتَتْ أُمُّ كُلثوم بنتُ عَلِيّ(عَلَيه السّلام) وَابْنُها زَيْدُ بن عُمَر بن الخَطَّاب(رض) فِي سَاعَةٍ وَاحِدَة، لا يُدْرَى أَيُّهُما هَلَكَ قَبلُ، فَلَم يُوَرَّثْ أَحَدُهما مِنَ الآخَر، وَصُلِّيَ عَلَيهما جَمِيعًا}
[ تهذيب الأحكام9للطوسي، كشف اللثام9للفاضل الهندي، ملاذ الأخيار15للمجلسي، جواهر الكلام39للجواهري، الوافي25للكاشاني، وسائل الشيعة26للحر العاملي، مجمع الفائدة والبرهان11للأردبيلي، هداية الأمة8للحر العاملي، مهذب الاحکام30للسبزواري، مسند الإمام الباقر5للعطاردي، كشف اللثام2للأصفهاني، مستند الشّيعة19لأحمد النراقي، روضة المتقین11لمحمد تقى المجلسي، الذّريعة5لآقا بزرك]
7ـ عَن عَمّار بن ياسِر(رض) قَال: {أخْرِجَت جنَازَةُ أمِّ كُلثوم بِنت عَلِيّ(عَلَيه السّلام) وَابْنِها زَيْد بِن عُمَر(رض)، وَفِي الجنَازَة الحَسَن وَالحُسَين (عَلَيهما السّلام)، وَعَبْد الله بن عُمَر وَعَبد الله بن عَبّاس وَأبو هُرَيْرَة(رَضِيَ الله عَنهم)، فَوَضَعوا جنَازَة الغُلام مِمّا يَلِي الإمَام وَالمَرأة وَرَاءَه، وَقَالوا: هَذا هُوَ السُّنَّة}
[الخلاف1للشيخ الطوسي، مختلف الشيعة2للعلامة الحلي، منتهى المطلب7للعلامة الحلي، المؤتلف1للطبرسي، وسائل الشيعة3للحر العاملي، جامع أحاديث الشيعة3للبروجردي، كشف اللثام2للهندي، كشف اللثام1للإصفهاني، بحار الأنوار81، مهذب الاحکام4للسبزواري، الروضة الفيحاء للخطيب، مصباح الهدى6للآملي]
8ـ القَادِسِيّة وَالمَشورَة:
أـ حَادثَة بَيْت فَاطِمَة(عَلَيها السّلام) وَقَعَت فِي سنَة (11هـ)
بـ ـ بَعْدَ ذَلِك وَقُبَيْل مَعرَكَة القَادسِيّة، الخَليفَة عُمَر(رض) يَسْتَشِير، وَعَلِيّ(عَلَيه السّلام) يَنصَح وَيُشِير، فَحافَظَ عَلَى الإسْلام وَأدَامَ النّصْرَ بِالحِفَاظ عَلَى حَيَاة الخَليفَة المَوْصوف بِالقَيِّم وَالنّظَام وَقُطْب الرَّحَى وَأصْل العَرَب
جـ ـ قَالَ(عَلَيه السّلام):{مَكَانُ الْقَيِّمِ بِالْأَمْرِ مَكَانُ النِّظَامِ مِنَ الْخَرَزِ، يَجْمَعُهُ وَيَضُمُّهُ...فَإِنِ انْقَطَعَ النِّظَامُ تَفَرَّقَ وَذَهَبَ... وَالْعَرَبُ كَثِيرُونَ بِالْإِسْلاَمِ عَزِيزُونَ بِالاِجْتِمَاعِ...فَكُنْ قُطْبًا وَاسْتَدِرِ الرَّحَى بِالْعَرَبِ وَأَصْلِهِمْ...دُونَكَ نَارَ الْحَرْبِ... إِنَّ الْأَعَاجِمَ إِنْ يَنْظُرُوا إِلَيْكَ غَداً، يَقُولُوا "هَذَا أَصْلُ الْعَرَبِ فَإِذَا اقْتَطَعْتُمُوهُ اسْتَرَحْتُمْ"، فَيَكُونُ ذَلِكَ أَشَدَّ لِكَلَبِهِمْ عَلَيْكَ وَطَمَعِهِمْ فِيكَ...إِنَّا لَمْ نَكُنْ نُقَاتِلُ بِالْكَثْرَةِ وَإِنَّمَا كُنَّا نُقَاتِلُ بِالنَّصْرِ وَالْمَعُونَةِ}
[نَهْج البَلاغَة، شَرح النّهج لابن أبي الحَديد(قَد استشَارَه عُمَر فِي الشّخوص لِقِتَال الفُرْس بِنَفسِه)، الفتوح2 لابن أعثم(فتح نهاوند)، الطبري4( سنة21هـ:وقعة نهاوند)، الكامل7 لابن الاثير(وقعة نهاوند)]
د ـ هَذا قَولُ عَلِيّ(عَلَيه السّلام) وَفعلُه وَسيرَتُه، فَأينَ صَارَت العَصْرَة وَالمِسْمَار وَالضّلْع وَالمُحسن والإسْقَاط؟!
9ـ جَمَعَ السّبَب وَالنّسَب وَالصِّهْر:
أ ـ فِي سَنَة (15هـ) انْتَصَر الإسْلَام عَلَى مَجوسِيّة فَارِس، فِي مَعرَكَة القَادِسِيّة
بـ ـ فِي سَنَة (16هـ) تَمّ فَتْحُ المَدَائن وَإسْقَاطُ عَاصِمَة الأكَاسِرَة، وَكَانَ السّبْيُ وَالغَنَائمُ فَوْقَ التّصَوّر وَالإحصَاء، لَكِن عُمَر(رض) زَهِدَ بِذَلِك دَائمًا، وَطَلَبَ القُرْبَ مِن رَسولِ الله وآلِه الأطهَار(عَلَيهم الصّلاة وَالسّلام)
جـ ـ رَفّئونِي زِفّونِي هَنّئونِي بِأمّ كُلْثُوم إبنَة فَاطِمَة(عَلَيها السّلام)...قَالَ ابنُ الخَطّاب(رض): سَمِعتُ رَسُولَ الله(صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِه وَسَلّم) يَقُول: {كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ (وَصِهْرٍ) مُنْقَطِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا سَبَبِي وَ نَسَبِي وَصِهْرِي}
[مناقب أمير المؤمنين علي(ع)لابن المغازلي، كشف الغمة للإربلي، شرح نهج البلاغة12لابن أبي الحديد، الفصول المهمّة فِي معرفة الأئمّة1للمالكي المكّي، فَرائد السّمطین2للجویني، ينابيع المودّة2للقندوزي، تاريخ اليعقوبي2، سيرة ابن إسحاق، الذّرّيّة الطّاهرة للدولابي، البحار25، الكوثر في أحوال فاطمة(ع)6للموسوي، إمتاع الأسماع5للمقريزي، الإتحاف بِحبّ الأشراف للشبراوي، إحقاق الحق18للتّستري، تفسير الحبري، ربيع الأبرار5للزّمخشري، نظم دُرَر السّمطين للزّرندي، ذخائر العقبى2للطّبري، إحياء الميّت بفضائل أهل البيت(ع) للسّيوطي، الخصائص الكبري2للسّيوطي، الأنوار الباهرة للتليدي، تاريخ دمشق19لابن عساكر، سبل الهدى والرّشاد10للصّالحي، الإفصاح عن المتواري1للخياط، حياة الصّحابة3للكاندهلوي، تاريخ الخميس2للبكري، الإصابة8للعسقلاني]
10ـ بِالمُصَاهَرَة...رِضَا فَاطِمَة وَالرّسول(عَلَيهما الصّلاة وَالتّسليم):
أ ـ فِي سَنَة (17هـ) تَمَّ تَزوِيج عُمَر(رض)، وَلَه(57) سَنَة تَقرِيبا، مِن أمّ كُلثُوم، وَلَهَا (11)سَنَة أو أقلّ.
بـ ـ مِن الوَاضِح أنّ فَارِقَ العُمْر الكَبير يَزِيدُ فِي خصوصِيَة الزّوَاج وَتَمَيّزه.
جـ ـ حَصَلَ ذَلِك، مَع وجودِ الكَثير مِن الأكْفَاء مِن شَبَاب بَنِي هَاشِم وَغَيرِهم، حَيثُ إنّ أمّ كُلثوم، بَعْدَ وَفَاة عُمَر(رض)، قَد تَزَوّجَت بِأبنَاء عَمّها، فَتَزَوّجَت بِعون، وَبَعْدَ وَفَاتِه تَزَوّجَت بِمُحَمّد، وَبَعد مَوتِه تَمّ زَواجُهَا بِعَبْدِ الله، وَكُلّهم أبنَاء جَعفَر بِن أبي طَالِب(رض).
د ـ لَا يَخفَى، أنّ مُوَافَقَة الإمَام عَلِيّ(عَلَيه السّلام) وَرِضَاه بِعُمَر(رض)، فِيه رِضَا الله(عَزّ وَجَلّ)، وَرِضَا رَسولِه(عَلَيه وَعَلَى آلِه الصّلَاة وَالتّسلِيم)، وَرِضَا فَاطِمَة الزّهرَاء(عَلَيهَا السّلام)، وَالّتِي فَرِحَت بِزِفَاف ابنَتِها أمّ كُلْثوم.
هـ ـ إذَن،أيْنَ المِسْمَـار وَالضّلـع وَالإسْقـاط؟!
11ـ ......... يتبع......... يتبع
الصَّرخيّ الحسنيّ
twitter: @AlsrkhyAlhasny
@ALsrkhyALhasny1
instagram: @alsarkhyalhasany
https://www.facebook.com/Alsarkhyalhasny/photos/a.130848821893258/248297666815039/
التعليقات (0)