قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم :((وَنُرِيدُ أَن نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ استُضعِفُوا فِي الأَرضِ وَ نَجعَلَهُم أَئِمَّةً وَ نَجعَلَهُمُ الوارِثِينَ (( ...(القصص اية5) وقال عز من قال : (( وَلَقَد كَتَبنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعدِ الذِّكرِ أَنَّ الأَرضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ))(الانبياء اية 105) من النعم الالهية التي بشر بها الباري عز وجل عباده هي بأن الحكم والسطوة سوف تكون بيد عباد له صالحين يملئون الارض عدلا بعد ان انتشر وطغى فيها الظلم والجور والطغيان وانتهاك الحرمات وقتل الابرياء وان هذا الحكم وهذا النظام سوف يكون على يد رجل من ال بيت محمد عليهم افضل الصلاة واشرف التسليم وقد بشر به الأنبياء وخاتمهم الرسول محمد عليه وعلى اله افضل الصلاة واشرف التسليم بان سوف من يأتي في اخر الزمان رجل ينشر العدل والمساواة ويتنعم العباد بحكمه ولا يوجد فقر ولا عوز ولا فاقة ولا جهل و حرمان وهذا يكون على يد المستضعف الصالح الذي اشارت اليه العديد من الآيات والذي ذكره وبشر به الرسول في الروايات ومنها عن سعيد بن جبير عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:((إن علياً وصيي ومن ولده (القائم) المنتظر الذي يملأ به الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، والذي بعثني بالحق بشيراً ونذيراً إن الثابتين على القول بامامته في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر.فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله وللقائم من ولدك غيبة؟ قال صلى الله عليه وآله: أي وربّي )) ليمحّص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين(( يا جابر: إن هذا لأمر من أمر الله، وسر من سر الله من سر علته مطوية عن عباده فاياك والشك، فإن الشك في أمر الله عزّ وجلّ كفر )) أخرج الحديث ابن خلدون في (مقدمته)و أخرجه أيضاً (الشافعية) الحافظ نور الدين علي بن ابي بكر الهيثمي في كتاب مجمع الفوائد ومنبع الفرائد وغيرهم....
وليس كما يحصل اليوم من حكام هذا الزمن حتى من رفع شعار الاسلام وشعار المهدي وشعار العدل ودولة العدل والتشيع ودولة الامام علي وعدله نراهم استغلوا هذه العناوين بان يذلوا الناس ويقتلوهم ويهتكوا كل الحرمات باسم المهدي بسم مسميات بعيدة كل البعد عن المهدي مثل كتائب المهدي وجيش المهدي وانصار المهدي وانصار الامام وابناء الامام الى اخره من مسميات ليس الا فنشروا الظلم والقتل والفواحش ونفروا الناس من المهدي وقضية المهدي متناسين ان المهدي هو العدل هو الرحمة وهو الانصاف والايثار والتضحية هو الموقف والثبات على الحق والمبدأ فهو القدوة الحسنة وهو الانسانية الحقيقية وهو الرسالة المحمدية الاصيلة وليس ما تفعله هذه الشواذ من هنا وهناك فهؤلاء باسم المهدي والجهة الاخرى باسم الاسلام والصحابة واسم الرسول يقتلوا ويفتكوا ويبيحوا الدماء والاعراض فكلا له جهته بعيدا عن الحق واهل الحق لكن عندما يمن الله على المعمورة بذلك الرجل من ولد محمد سيحصل الفتح المبين ويحصل النصر المؤزر ويتحقق حلم الانبياء والاولياء وحلم المستضعفين ولذا اشار المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني في المحاضرة الثامنة من بحثه الموسوم (الدولة.المارقة..في عصر الظهور منذ عهد الرسول صلى الله عليه ) بقوله (نأتي بالبحوث العقائدية حتى يكون كل إنسان على بينة ونعرف من هو المهدي وما هي قضيته ، فقضية المهدي ليست عبارة عن مليشيات وقتل وتقتيل وإجرام وأموال ورشا ومناصب وسياسة واحتيال وسرقات وفساد، ليس هذا هو المهدي سلام الله على المهدي، المهدي قدوة حسنة، المهدي إنسانية، المهدي عدالة، المهدي رسالة، المهدي جنة، المهدي رحمة، المهدي عطاء، المهدي تقوى وإيثار وأخلاق)
رابط المحاضرة الثامنة (الدولة.المارقة..في عصر الظهور منذ عهد الرسول صلى الله عليه )
التعليقات (0)