قبل الدخول في هذا الموضوع الديني الهام أود أن أعود بالله من الشيطان الرجيم وبسم الله الرحمن الرحيم وأن أوضح أن ما كتبته أدناه هو إجتهاد شخصي أريد به الاصلاح حفاظا على تعاليم الاسلام السمحاء واطلب من الله المغفرة إذا أخطأت . وأقول أن إجتهادات الصحابة والأئمة الأربعة أو الخمسة والعلماء الذين شرعوا قديما إستندوا إلى النصوص الشرعية التي تتعلق بالسلوك الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للانسان بمعناها اللغوي الظاهر دون التمعن في جوهرها ومراميها وإستخدام العقل في تفسيرها لكونها لها أبعاد زمنية ومكانية وقد خلق الله للأنسان العقل وهو المصدر الاول للتشريع والحياة وقد ميز الله به الأنسان عن سائر الحيوانات . والنصوص التي أستند عليها علماء الدين قيلت في زمان ومكان غير زماننا أو مكاننا اليوم كانت تخاطب في عباراتها جماهير العرب في الجاهلية واول عصور الأسلام حسب حياتهم الأجتماعية البدائية وتركت للأجيال المتعاقبة التالية أستخدام العقل ليتدبروا في تبيان النصوص وجوهرها ومراميها و لتفسيرها حسب ظروفهم ومتطابات الحياة و سلوك المجتمعات الانسانية في كل زمان ومكان فالحدود فرضت لتحديد الجرائم الأساسية وفرضت عقوباتها للردع لكن وسائل الردع تختلف بأختلاف الزمان والمكان وعقوبات قص اليد والقتل والرجم والضرب بالعصا كانت الوسائل المعروفة في صدر الاسلام وفي الجاهلية وعند الفرس والرومان . أما اليوم فقد تطورت وسائل العقاب بتطور الحياة الأنسانية ولم يعد قطع اليد والرجم والضرب وحتى القتل عقوبات مستساغة إنسانيا وحتى حالات السجون تغيرت وأصبحت العقوبات البدنية يعاقب عليها وفقا لمبادئ حقوق الأنسان . وهذه النصوص تنطبق على لباس المرأة والحجاب فكل ما قيل عن المرأة في الاسلام كان الهدف الاساسي منه الأحتشام حسب الأساليب السائدة في الجاهلية وصدر الاسلام وفقا لظروفهم ومفهومهم . ففي الجاهلية كان الرجال يلبسون العباءة والعمامة وكانت النساء لا تتقيد يجلاليبهن أوتغطية رؤسهن كالرجال ويتعرين ويتبرجن في مجتمع محافظ قديم وكان من الضروري لفت نظرهن ليدنين عليهن من جلابيبهن . والأزياء تتغيربتغيرالاماكن و العصور ونمط الحياة.
ولم تعد العباءة والعمامة لبسا للرجال ولا الجلابيب لباسا للمرأة العصرية فهناك الفستان والبنطلون لباسا للمراة في البيوت والبالطووالقبعة لباسا للمراة في الشارع وهو لباس محترم ومحتشم يغني عن النقاب و الحجاب والجلاليب . ومن المضحك أن نرى اليوم الرجل الشاب في لباس السباحة الذي لا يخفي سوى عورته وإمرأته محجبة ومنقبة إلى جانبه على شاطئ البحر. أليس جسم الرجل مغريا للمرأة كجسم المرأة للرجل وقصة سيدنا يوسف مع امرأة فرعون وزميلاتهن خير مثال فلماذا التفرقة بين الرجل والمرأة إذا كان الغرض غض النظر . ولماذا لا يفرض تغطية الجسم والرأس والنقاب على الرجال .ولماذا يلبس الرجل مأجمل التياب ويمشط شعرة ويجمل نفسه بالمساحيق والعطور لجعل مظهره جمبلا لناظريه ويطلب من المراة أن تغطي جسمها من أعلى رأسها حتى قدميها . أليس هذا خرقا لمبدأ تساوي المرأة بالرجل حتى في الأسلام . لقد كانت المرأة بضاعة للجنس تباع وتشترى كالعبيد وكان الرجل يطلب منها أن تلبس ما يشاء إرضاء لنزواته وأحتكاره لها . أما اليوم فالمرأة متساوية مع الرجل في كل الامور ومن حقها أن تتجملوتتعطر دون مبالغة كما يفعل الرجال لتتكون جميلة حسنة المظهر بين الناس. فإذا سمح للرجل ان بحلق شعره و شاربه وترك لحيته زيادة في جماله ومظهره للناس فلماذا يطلب من المراة أن تغطي شعرها ووجهها , وشعر المرأة ووجهها أجمل ما يميزها عن الرجل فهو يجعل منها إنسانة جميلة كما خلقها الله عز وجل . وختاما أدعو علماء الدين المسلمين المعاصرين المتجملين المتعطرين أن يتبنوا أسلوبا عصريا في فتاواهم وإستخدام العقل لتسهيل حياة المسلمين . فالأسلام صالح لكل زمان ومكان و يجب أن يتطور مفهومه للأنسان وفقا للبيئة التي يعيش فيهووفقا لتطور الحضارات ونمط حياة الأنسان ومنها لباس المرأة . يجب أن يسمح للمرأة أن تلبس ما تشاء في الشارع والعمل وفي المدرسة والجامعةوأظهار جمالها دون مبالغة أو تبرج حسب الظروف الأجتماعية السائدة والبيئية والمناسبات. إن أستعباد المرأة ومعاملتها معاملة غير إنسانية لا يرض الله ورسوله ولا ضمائر المسلمين الصادقين وعلى العلماء تحريرها من القيود التي فرضها الرجل عليها في عصور العبودية والرق بما في ذلك الحجاب والنقاب ولبس الجلاليب المشوهة لمنظرها كأنسانة جديرة بالأحترام والتقدير وليست أداة للمتعة والجنس يجب حجبهاكما يريدها الرجال إرضاء لسيطرتهم ونزواتهم .
التعليقات (0)