يحاول المحافظون في إيران البدء في عملية كسر العظم مع الرئيس الإيراني الجديد رغم أنّ العرض النووي الأخير جاء بمباركة خامنئي نفسه إلا أن الإنتقادات طالت المرشد نفسه حيث اعتبر الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد بأنّه من الأحرى أن يحدث مشروع المرونة البطولية للمرشد في عهد حكومته لا أن يحدث الأن لكن ذلك لم يحدث.
و تواصل الجماعات المتطرفة في الحكومة الإيرانية وهي تنتمي الى التيّار الراديكالي المتشدد بما تم التواصل إاليه من توافق نووي بين إيران والغرب باعتباره توافقاً لم يجلب الى بلادهم سوى الفشل الذريع . وتعتبر وسائل الإعلام الإيرانية التابعة للتيار المتشدد الغاضب من الإتفاق النووي الأخير بأنّ الإتفاق عبارة عن استسلام دون أن يحصل النظام على أي نتيجة تذكر.
فتشير صحيفة “نه دي” الإسبوعية المحافظة التي يتولى “حميد رسائي” إدارتها وهو أحد الشخصيات البرلمانية المتشددة في مقال افتتاحي يوجه سهام انتقاداته الحادة لحكومة روحاني المعتدلة تحت عنوان “كأس السمّ” بأنّ إيران قدّمت ما تملك وهي لم تحصل سوى على سراب إلغاء العقوبات . ويصبّ رسائي جام غضبه على الحكومة الإيرانية الحالية بالقول في أنذ التوافق الأخير لم يمنح إيران أي حق بمواصلة حقها في تخصيب اليورانيوم وأنّ الحكومة لا تقول الحقيقة بشأن النص الأخير للإتفاق حول التخصيب.
وتنصح الصحيفة الطاقم البلوماسي المفاوض في جنيف العدول عن الإتفاق الأخير والعودة عن الرضوخ للضغوطات لممارسة النهج السابق الذي لم يساوم في الحقوق النووية . هذه الصحيفة ومجموعة من صحف المتشددين تواصل ضغوطها السياسية مستمدة بالحرس وقادة عسكريين في البلاد لثني الحكومة عن نهجها الحالي كي لا يخسر التيار حصته السياسية والإقتصادية التي يرى أنه يخسرها لو نجحت الحكومة في سياساتها الخارجية والداخلية.
إنّ مقاومة المحافظين لأي نهج تصالحي مع الغرب ليس وليد اللحظة بقدر ما له تأريخ طويل مستمر منذ انتصار الثورة الإيرانية وحتى يسبق هذا النهج انتصار الثورة بعقود فيرى المتشددون العدول عن مبادئ الثورة الإيرانية المتمثلة بخلق أعداء عالميين وإقليميين للنظام على اعتباره الذريعة القوية للإمساك بالسلطة والثروة ومناورة طرد الأخر الذي يريد العدول عن هذا النهج لأنه يحرمهم من الوصول الى أهدافهم وأنّ معركة هذا التيار ضدّ الإعتدال يصبّ في هذه الخانة.
التعليقات (0)