ان اغنى بلاد الدنيا هي بلاد الدول العربية والأسلامية،بلاد البترول والمعادن النفيسة، بلاد ارض الطيبة الصالحة للزراعة والغرس والفلاحة، ومع الاسف الشديد نرى العكس من ذلك البطالة تضرب باطنابها بكل من طنجة الى جكارطة ، ومن جدة الى وجدة ومن شرقا الى الغرب ومن الخليج الى المحيط ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (من غشنا فليس منا.المكر والخديعة في النار) نعم بأبى أنت وأمى يارسول الله صلوات ربى وسلامه عليك ،لقد أصبح حالنا وحال حكامنا العرب المنافقين كله مكر وغش و خداع و خيانه وتفشى الغش والمحسوبية وسرقة أموال الناس بالباطل مقابل ارضاء الغرب والتمسك بالكرسي الئ الابد وقد بدءوا يحصدون ما زرعوه.
لقد أحبا الله بلاد الإسلام والمسلمين وأنعم عليها بكل الخير،لكن مع الأسف خيرات بلاد المسلمين وقعت في يدى غير أمينة ،بل وقعت في يدى خائنة خبيثة ،لاتخف الله ولا تراقب في أمة رسول الله فضيعت خيراتها وسلمتها إلى غيرا هلها ، فأصبح شباب الأمة الإسلامية عاطلا بدون عمل متشردا تائها في بلاد المسلمين ،و في الاتحاد المغرب الأسلامي و دول مجلس التعاون الخليجي من الرباط الى الرياض ومن طنجة الى جكارطة زد على ذلك هذه الحدود التي اعادتها اتفاقية ساكس بيكو، وغيرها مما خلف كل هذه البطالة التي تضرب باطنابها في كل دول الأسلامية ,والتى تتمتع باستقلالها الخاص, التي قامت بتبني مذهب من المذاهب المعروفة, حنبلي ، حنفي ،، مالكي او شافعي, مدافعة عنه في دساتيرها و مناهجها التعليمية, مقدمة لنا جيل بعد جيل يتعصب للوطن و المذهب او انتماء او فكرا ,ومن دون شك أصبح شباب الأمة الإسلامية يطارد في كل بلاد الدنيا ،وكأنه لاوطن له واما إذا وجد العمل في بلاد المسلمين ،فلا حق للعامل في ديار الإسلام ،فأرباب العمل والمعامل يستعبدون العمال ويضيعون حقوقهم بل يستخدمون النساء والأطفال بدل الشباب، ويشغلونهم في الليل والنهار،الأن النساء والأطفال لايستطيعون الدفاع عن حقوقهم إنها مظاهر والله مؤلمة ومؤسفة يشهدها كل إنسان في ميدان الشغل في بلاد العرب والمسلمين، فهدف الأغنياء الجائعين المتعطشين لعرق المسلمين هو جمع الملايير على حساب الضعفاء والفقراء المحرومين ،وتكديسها في مصارف أسيادهم اليهود داخل الوطن الأسلامي وخارجه،الأنهم ظلمه يخافون من غضب الشعب إذا أستيقظ اوفقد صبره أوينتقم لحقهم لله سبحانه وتعالى ، يقول ابي القاسم الشابي إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر, الى.....
وَرَفْرَفَ رُوحٌ غَرِيبُ الجَمَالِ بِأَجْنِحَـةٍ مِنْ ضِيَاءِ الْقَمَـر
وَرَنَّ نَشِيدُ الْحَيَاةِ الْمُقَـدَّسِ في هَيْكَـلٍ حَالِمٍ قَدْ سُـحِر
وَأَعْلَنَ في الْكَوْنِ أَنَّ الطُّمُوحَ لَهِيبُ الْحَيَـاةِ وَرُوحُ الظَّفَـر
إِذَا طَمَحَتْ لِلْحَيَاةِ النُّفُوسُ فَلا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَـدَرْ
وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر.
إن الله إذا أراد أن يهلك عبداً نزع منه الحياء , فإذا نزع منه الحياء لم تلفه إلا مقيتاً ممقتاً , فإذا لم تلفه إلا مقيتاً ممقتاً نزعت منه الامانة , فإذا نزعت منه الامانة لم تلفه إلا خائناً مخوناً نزعت منه الرحمة , فإذا نزعت منه الرحمة لم تلفه إلا رجيما ملعناً نزعت منه ربقة الاسلام والربقة في الأصل العروة , ويراد بها هنا أحكام الإسلام وأوامره، وهكذا هم حكامنا وأرباب المعامل والمترفون في بلاد المسلمين نزع منهم الحياء ،يأكلون عرق العمال ويضيعون حقوقهم وحقوق أبنائهم بدون شفقة ولا رحمة، فالويل لهم من عذاب الله يوم يقوم الناس لرب العالمين الويل لهم من غضب الجبار،يوم لاينفع مالهم، ولا تغنيهم سلطة من كان يحميهم في الدنيا، فإذا كانت سلطة الظلم والفساد تحميهم من غضب الشعب في الدنيا،فمن يحميهم من عذاب الله يوم القيامة,بسبب هذا الظلم الأجتماعي التي تعيشها المجتمعات الإسلامية في محنة ما بعدها محنة،وتعيش في فوضى عارمه، فحكامنا وأرباب العمل يظلمون العمال ،والعمال يغشون في أعمالهم،الأن حقوقهم مهضومة ضائعة، والإفلاس يصيب الأمة وتصاب الشعوب الإسلامية باليأس والإحباط بسبب ظلم حكامها الظلمة، والأمر الله ولاحول ولا قوة إلا بالله، فالرأسمالية الإقطاعية تتجسد في المترفين ببلاد المسلمين أكثر من بلاد غير المسلمين، فالغربيون عرفوا الطريق الذي يوصل لبناء بلادهم ومستقبل أوطانهم وشعوبهم،فأعطوا للعامل حقه،بل أعطوا لكل فرد يعيش على أرضهم بصفة قانونية حقوقه لافرق بينه وبين المواطن الأصلي،وبدللك وصلوا إلى التقدم الصناعي والأزدهار المادي والأقتصادي، لقد استعمرونا في الماضي والحاضر استعمرونا في الماضي سياسين ،وفي الحاضر اقتصاديا وثقافيا ، مع أن الأسلام سبق الأوربيين فأعطى للعمال حقوقهم،بل أوجبها على المسلمين،ولكن المسلمين فرطوا ،فضيعوا الدين والدنيا معا،قال عليه الصلاة والسلام((اعطوا الأجيرأجره قبل أن يجف عرقه)).
وروى البخاري وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلام قال: قال الله تعالى:"ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة،ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة،رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فا ستوفى منه، ولم يوف أجره".
اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين أجمعين وردنا وإياهم إلى صراطك المستقيم أمين.
بوجمعة بولحية
التعليقات (0)