مواضيع اليوم

الكورد السوريين بين مهزلة التخوين وسخرية القدر

فارس مشعل تمو

2010-06-21 07:49:29

0

من أهم المشاكل التي تعيقنا عن الهدف الرئيسي وتشغلنا عن السعي إلى إحقاق حقوقنا كشعب كوردي يعيش على أرضه الكوردستانية التاريخية، وكشعب سوري يعيش ضمن الحدود الوطنية، ومن حقه التمتع بكافة حقوق وواجبات المواطنة، هي مشكلة التخوين والتي نحتاج إلى حل جذري لها.
لن نتمكن من مواجهة التهميش المجمع عليه ضدنا إذا لم نتوقف عن تخوين بعضنا البعض، ونكف عن توجيه سهامنا وفكرنا وأقلامنا وسياساتنا إلى بعضنا البعض، ونوجه كامل تركيزنا إلى الملعب الرئيسي للسياسة التي تحاك ضدنا محليا وإقليميا ودوليا.
فقد نتمكن من نفض بعض الغبار عن ما حل بنا خلال مراحل التاريخ القريب التي تميزت بوضع قضيتنا كشعب كوردي سوري على الرفوف الخلفية للقضايا الكوردستانية التي يتم التعامل معها في مطبخ السياسة المحلي والإقليمي والدولي، وبقاء الكورد السوريين كأوراق احتياط يتم اللجوء إليها في أوقات الحاجة فقط لمؤازرة ومساندة إخوانهم في باقي الأجزاء الكوردستانية.
وضع لا نحسد عليه، ولا يمكن أن نلقي باللوم فيما آلت إليه الأمور على أحزابنا أو مثقفينا أو مفكرينا أو على القدر، جميعنا نحن الكورد السوريين مذنبين بحق أنفسنا وبحق بعضنا البعض.
فإذا كانت الأحزاب مسايرة للسلطة من باب حماية الكورد من جور وقمع السلطة، نتهمها بالتعامل مع السلطة لأنها سباتية ونائمة على الحق.
وإذا كانت أحزاب نشيطة تنتهج تفعيل الشارع الكوردي في جميع المناسبات من خلال الأنشطة السلمية المتمثلة المظاهرات والاعتصام والاحتجاجات من باب الضغط السلمي للمطالبة بالحقوق نتهمها بالعمالة أيضا لأنها تفسح المجال للسلطة للقيام بالمزيد من الاعتقالات وتمنحها حق الرد بالقتل والاعتقال.
وإذا اعتقل السياسي الكوردي طبعا نسارع باتهامه بالعمالة، وحجتنا جاهزة وهي لتلقي تدريبات لدى الأمن السوري، ولتصنع منه بطل كوردي.
وإذا لم يعتقل أيضا نتهمه بالعمالة لان السلطة تعتقل معارضيه وتترك له الساحة ليصبح الزعيم الملك في الساحة السياسية.
طبعا لا يخفى عليكم إذا كتب المثقف الكوردي مقالا يمدح فيه الأحزاب الكوردية فهو موجه من قبل الأمن السوري وعميل قطعاً.
وإذا كتب ضد خمول الأحزاب فهو عميل امني بامتياز وموجه لمهاجمة الحركة الكوردية، وفي النهاية كلنا عميل وكلنا نتهم بعضنا بالعمالة.
ولا أبرئ نفسي أيضا من هذه العقلية، لأنني إلى وقت قريب كنت انتقد خمول الحركة الكوردية، واتهم البعض بالعمالة، وأنا متأكد بان هناك من يتهمني أيضا.
نركز كامل اهتمامنا على العمالة وتخوين بعضنا البعض، غير مدركين بأننا قد منحنى الأمن السوري إجازة طويلة الأمد، منفذين ما كان يرغب به وهو التركيز على تخوين بعضنا، مبتعدين كل البعد عن النضال الحقيقي والهدف الرئيسي من نضالنا.
وقد منحناهم فسحة سهلة وسلسلة، جاهزة في عقولنا بالأدلة والبراهين وهي تهمة تخوين الأخر.
يتفقدوننا بين الفينة والأخرى، في الوقت المستقطع من اللعبة السياسية الحقيقية، ساخرون مستهترون......ولا ادري.... متى سنفهم هذه اللعبة الدنيئة، وإذا فهمنا فهل سننجو من الفخ الدائم الذي صمم خصيصا لنا.
مؤسف جدا ما يحدث في قبرص بحق الجالية الكوردية، ومأساوية، دائرة التخوين التي دخل فيها مؤيدو الاعتصام ومعارضوه.
وما يحز في النفس بان وفق نظرية التخوين الخاصة بنا، فإن كلا الطرفين يعتبر خائن ويقدم خدمة للأمن السوري، وهذا ليس رأي شخصي. ... بل وفق نظرية التهمة الجاهزة التي ابتلت عقولنا بها.
مع فائق احترامي وتقديري لكلا الطرفين، ولصمود شعبنا في قبرص وكل دول العالم، ولكل كوردي قدم أدنى تضحية في الداخل والخارج، وللحركة الكوردية في سورية بكامل أحزابها وشخصياتها ومثقفيها وكتابها.
كلنا لنا دور نقوم به وفق ما سنحت لنا الظروف المحيطة، ووفق المكان والزمان الذي نشئنا فيه.
لكن لن نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام إذا لم نحترم اتجاهات وآراء وجهود بعضنا البعض، ولم نلتفت إلى النضال الحقيقي.
ونكتفي من تعليق فشلنا على شماعة تخوين الغير، ونعترف به لأننا بدون الفشل لن ننجح.


dostocan@gmail.com
http://www.elaphblog.com/dosto
http://www.facebook.com/home.php?ref=home

 

 





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات