مر على إنشاء المجلس الوطني منذ ما يقارب الخمسة أشهر، وقال الشعب السوري بأن هذا المجلس الوطني يمثله، دون ان يسعى طيلة وجوده إلى تبنى المطالب الجوهرية للشعب السوري، والتي كانت تتمثل في التدخل العسكري وحماية المدنيين وأن هيئة التنسيق لا تمثله، بل تجاهل المجلس ورئيسه "برهان غليون" هذه المطالب كلها، وقد أقدم "غليون" منذ عدة شهور على توقيع وثيقة مع هيئة التنسيق دون أي اعتبار لما قاله الشعب الذبيح بأن الهيئة لا تمثلهم، وتحت ضغط الشارع السوري اضطر "غليون" إلى الاعتذار للشعب السوري، ولكنه أعطى للعالم بأن هؤلاء معارضين، وأن المعارضة مختلفة، فكانت واحدة من العلّاقات التي حملها العالم، بأن المعارضة السورية مختلفة، والتي لا زالت تشكل المعضلة أمام وقف المجازر المرتكبة من قبل "المُبير" بشار.
واليوم خرج علينا "غليون" ومعارضته التي ترتاد فنادق الخمس نجوم، وتنام على الفراش الوثير، بينما شعبهم لا يجد الماء ولا الطعام ولا الدواء، وينام على أصوات المدافع التي تصب علي مدنهم الثائرة جميعاً؛ خرج علينا معلناً تشكيل مجلس أعلى لتسليح الثورة السورية، شأن هذا المجلس تجاوز الجيش الحر وقائده البطل "رياض الأسعد" الذي صرح بأن لا أحد أبلغه بهذا المجلس، وأنه لا يعترف به، ليتعرض العقيد بعدها لمحاولة اغتيال أثيمة، وكأن "غليون" يعلن بوضوح انه غير مستعد لتلبية شعبه، بل لن يلبي أي مطلب من مطالبهم، وهم يسمون جمعتهم " جمعة تسليح الجيش الحر".
بينما كان المفترض بغليون ومجلسه الوطني أن يضعوا أنفسهم تحت إرادة الشعب السوري ومطالبه، لا أن يعلموا على التآمر على هذا الشعب الأبي، وهو يفقد في اليوم الواحد أكثر من مائة شهيد، فضلاً على أنه لا يجوز لهم أن يتدخلوا بأمر العسكريين المنشقين الذين يدافعون عن إخوتهم في المدن السورية، بأرواحهم، ويتركوا العسكرة لأهلها!!
الشعب السوري يرفع البطاقة الصفراء بشان هذا المتخاذل غليون ومجلسه الوطني، ويقول لهم أنه يحملهم المسئولية عن سلامة العقيد "رياض الأسعد"، ومسألة الجيش الحر خط أحمر إياكم أن تتآمروا عليه، ويجب على غليون أن يعيد الاعتذار من جديد للشعب السوري، ويعلن أنه سيمثل مطالبهم، أو يذهب هو ومجلسه للنوم في بيوتهم، ويتركوا الشعب السوري ليقرر مصيره بنفسه.
هذه الآن ورقة صفراء لهذا المتآمر ومجلسه، الذي قال الشعب بأنه يمثله دون أن يتبنى أي مطلب من مطالبه نسأل الله أن يقصم ظهر كل من يتسلق على دماء شعبنا الذي يذبح منذ سنة، وأن يحفظ جيشنا الحر وقائده الشجاع "رياض الأسعد" ويمكن هذا الجيش من التخلص من المجرم بشار، والشعب السوري لا يريد تجاراً ومتسلقين، ولكنه يريد من يمثل صوته، ويا الله ما لنا غيرك.
احمد النعيمي
Ahmeeed_asd@hotmail.com
التعليقات (0)