الكتاب والمفكرون العرب يكتبون اليوم لغير شعوبهم ويعالجون مشاكل لا تمس جوهر المشاكل الجماهيرية ويعبرون عن أراء طبقة معينة والطبقة الحاكمة في أغلب الأحوال وإسباغ المدح والتقديس لها والأشادة بأنجازات على الورق وبعضهم يكتب في مجالات بعيدة عن حياتنا العربية المعاصرة لا تتمشى مع المرحلة التي نمر بها .والبعض لجأ إلى الفكاهة والنكات والتسلية تهربا من سوط الحاكم أو عميلا لتخدير الأمة العربية .
الشعوب العربية تتوق اليوم إلى الخلاص من ألاستعمار والأحتلال العسكري والاستغلال الأجنبي لأقتصادها وتحقيق الحريات الفردية وحقوق الأنسان والديمقراطية والوحدة العربية والتطورالأقتصادي والأزدهارالثقافي والأجتماعي , كل هذه المطالب والأماني المشروعة المذكورة أعلاه حسب أوليتها تسري في نفوس الأمة العربية شريان الدم في الشرايين ويخطئ من يعتقد ان الشعوب ستغفر لمن خدلها وتخلى عن واجبه في مسايرة رياح التغيير . الأمة العربية اليوم تمر باسوأ حالات في تاريخها المعاصر منذ تخلصها من الأستعمار في الخمسينات وتعيش حالة غليان على ما يجري في أنتظار التغيير والأصلاح الذين يحتاجان ألى أقلام كتاب ومفكريين جبابرة مثل أقلام كتاب ومفكري الثورة الفرنسية الذين أطلقوا من أقلامهم و ألسنتهم نارا أحرقت الأصنام والجبابرة والأستبداد وحققت الحريات والديمقراطية .او مثل كتاب ومفكري الأستقلال الأمريكي الذين أنهوا بكتاباتهم ودعواتهم الى الحرية والأستقلال عهود الأستعباد والأستغلال والأحتلال الأجنبي والتمييز العنصري وجعلوا من امريكا الخليط من شعوب وقومبات مختلفة منارة للحرية والديمقراطية وحقوق الأنسان. وكذلك الحال في كل الدول الأوربية والأسيوية التي تخلصت من ألاستبداد والأنطلاق ألى الحرية والديمقلراطية و طريق التقدم والرخاء وكان للكتاب والمفكريين فيها القدح المعلى في نشر الراية وقيادة الجماهير . هل تحقق هذا في عالمنا العربي ؟ وهل ما يكتب الأن في عالمنا العربي اليوم في الداخل أو الخارج يعبر عما يختلج في نفوس الأمة العربية اليوم من أمال للخروج من واقعها الاليم ؟ الجواب لا . كتابنا ومفكرونا يكتبون اليوم وفي أعتبارهم العائد السخي والمقعد المريح والخطوط الحمراء وإرضاء الحاكم تهربا من العقاب أو التهميش مما د فع بالشباب والمثقفين العرب إلى متابعة وسائل الأعلام والكتب الأجنبية التي تبت وتكتب وتديع عن الوضع العربي بشئ من الواقعية والصدق رغم إختلاف المصالح والأهداف .
التعليقات (0)