الكتاب الفلسطيني المدرسي وعبور الحواجز وصولا الى طلبة القدس الشريف
وا...... كتاااااباه.♦
بقلم :سوسن الصفدي♦♦
الاف الامتار ومئات الاطنان من الاسمنت المسلح تلف المدينة المقدسة تجثم فوق صدرها حتى تكاد تخنق الانسان والهواء بل وحتى الحجر ! عشرات ابراج المراقبة والبوابات والمعابر والحواجز في جهد حثيث لا لشيء بل لمنع كل قلب اخضر- فالالوان بات لها دلالات مختلفة عن ما الفناه منذ الطفولة - من الدخول للمدينة المقدسة في اطار اكذوبة تهديد امن وسلام وطمانينة شعب الاحتلال .
ومع بداية العام الدراسي الجديد والبدء بالتحضيرات لاستقبال الطلبة يبدا مديرو ومديرات المدارس في مدينة القدس ضرب الاخماس بالاسداس بحثا عن طريقة لتهريب الكتب المدرسية من مستودعات الكتب في مناطق السلطة الوطنية وصولا الى حقائب الطلبة وصفوفهم في مدارس القدس . فالكتاب المدرسي ذو شعار النسر في عرف الاحتلال مادة ممنوعة متفجرة ارهابية تعرض امن اسرائيل للخطر وعليه يعمل جيش الاحتلال ومعابره على منع دخوله الى المدينة المقدسة مما يضطر المدراء الى البحث عن طرائق متعددة لتهريب الكتب المدرسية ذات الاوراق البيضاء الملونة وربما الناسفة .وتتواصل الاتصالات الهاتفية بل وحتى الضرب بالمندل بحثا عن ذلك السائق الجريء الفهلوي ذو الملامح الاسرائيلية الذي لديه وسائله في تجاوز الحواجزوالمعابر الاسرائيلية بالاعتماد على الحظ الذي وللاسف في كثير من الاحيان يخذل صاحبه فيكون مصير السائق الحبس او الغرامة او العودة من حيث جاء مما يضطر المدراء الى اللجوء للمواصلات العامة احيانا او المركبات الخصوصية احيانا اخرى وغير ذلك من الطرق التي يعمل العقل جاهدا على ابداعها لتهريب الكتب الى مدينة القدس وما يترتب على ذلك من مخاطر وزيادة العبء المادي على المدارس ذات الميزانيات الضئيلة وتزداد القضية تعقيدا ان كانت المدرسة داخل ساحات المسجد الاقصى وهنا يتطلب الامر تنسيقا امنيا من نوع اخر واذنا من الشرطة الاسرائيلية التي تحتل ساحات المسجد الاقصى , حتى ان احد مدراء المدارس افاد بان دخول الساندويش والحلوى لهذه المدارس بحاجة لتنسيق امني مسبق . وإن كانت المدرسة داخل اسوار البلدة القديمة فعليك ان تؤكد تهريبها قبل الثامنة صباحا !!!!
يروي سائق الفورد الاشقر حكايته فيقول :" كنت في طريقي الى الحاجز العسكري واذ بشاب اسرائيلي يؤشرلي ظنا منه انني اسرائيلي بحثا عن مواصلة مجانية للقدس فقلت في نفسي " اجت والله جابها " حملته معي وبما انني اتقن العبرية لم يميز انني عربي وعلى الحاجز رحب الجنود بنا ولم يفتشوا السيارة فنفدنا بحمد الله "
مديرة مدرسة تروي بالم كيف انها اضطرت للانتظار طوال النهار حتى االتاسعة ليلا وصول السائق الذي - يبدو انه احد ابطال قصة " حول العالم في ثمانين يوما " - اضطر للدوران عبر جميع الحواجز للوصول للجندي المرهق " القرفان " الذي لم يفتش السيارة .
مدير اخر اكد انه اضطر لحمل الكتب بسيارته الخاصة على" اربع نقلات " لتوصيلها للقدس .
اما بعض المدارس الخاصة والتي حظها المادي اكبر بقليل من المدارس الحكومية فقد استهدت الى احد السواق الاسرائيليين اثرياء الحرب الذين يعقدون صفقة "دولار واحد " لقاء كل "كتاب" يدفع ثمنها الطالب وولي امره !!!!!
وتتعدد الحكايات عن المهمة الخطيرة حتى يكاد المستمع لها يظن انه يستمع لحكايات الف ليلة وليلة !!!!
.هنا لا بد لنا من التساؤل , اوليس من حق الطفل المقدسي الحصول على التعليم والكتاب المدرسي بامان؟؟ !! الا تتضمن المواثيق والمعاهدات والاعراف الدولية والانسانية هذا الحق ؟؟!! فاين العالم الانساني والمتحضر والرافع لشعار حقوق الانسان والطفولة من هذه الضائقة ؟؟؟!!!
اما ان الاوان لصرخة واكتاااااااااااباه ان تصل لمنابر الامم المتحدة والدول الاسلامية والعربية؟؟؟؟ !!!
فمن سيدق جدار خزان اطفال القدس ؟؟؟؟!!!! من ؟؟؟؟!!!! من ؟؟؟؟!!!
♦ واكتاباه :الكتاب او المقرر الفلسطيني الداخل لابنائنا طلبة القدس عنوان لمقال ارسلته الاخت سوسن الصفدي في اميل انشره هنا دون اي تغيير او تبديل
♦♦ سوسن الصفدي :
هي زميلتي رئيسة قسم العلاقات العامة في مديرية التربية والتعليم محافظة القدس ادعو الله ان يأخذ بيدها ويد اطفال وطلبة ابناء القدس الشريف مسلمين ومسيحين ..والحال عندها لا يسر صديق ويتفنن العدو باجراءاته لمنع الالوان والشعار والوطن ان يكون بحضن امه الثكلى بالجراح والمعاناة ولا مجيب
مع تحيات اخوكم عوني ظاهر
التعليقات (0)