مواضيع اليوم

القومية العربية ... ماتت ولن ترجع !!

فتح الله الحمداني

2009-09-14 15:25:45

0

ربما توهم البعض قبل الإجتياح الصهيونى الأخير لغزة أن العروبة ومظلة الجامعة العربية مازالت قادرة على توحيد الصف العربى

معتمدين فى ذلك على شعارات جوفاء زرعها فى وجداننا العصر الناصرى المقيت , الذى حاول الزج بالعروبة كمصطلح أيدوليجى بنى عليه أوهاما لتحقيق أهداف شخصية ومجد ذاتى لا يرقى فى مضمونه لعمل منظم على أرض الواقع

 

فقام جاهدا بمحاولة سلخ المواطن العربى من هويته الإسلامية مستبدلا إياها بالقومية العربية لتكون بديلا له ومغلفا إياها ببعض التوابل لإظهاره فى مظهر الإشتراكى الثورى المنادى بالحريات

وإستغل فى ذلك عطش المواطن العربى من المحيط إلى الخليج لتنفس نسيم الحرية وطرد المستعمر من أرضه فتلاعب بالعواطف وتاجر بالأحلام وراهن على الحصان الخاسر بإستبدال القومية العربية محل الهوية الإسلامية

 

وقد تناسى أن من وحد هذه الشعوب هو الإسلام وأن من فرقها هو النعرات القومية.

 

ثم إتضح يوما بعد يوم ضعف وهشاشة هذه النعرة القومية البغيضة , بعد الفشل الذريع فى الجمهورية المتحدة بين مصر وسوريا

ثم تلى ذلك إنقسام الصف العربى حول السلام مع الكيان الصهيونى وتبعه المقاطعة العربية

ثم إحتلال دولة عربية لدولة أخرى تحت مظلة الجامعة العربية ثم الإنقسام الواضح فى الرؤى والمصالح بين جميع البلدان العربية ويظهر ذلك بجلاء فى إجتماعات القمة العربية ومايحدث فيها

 

ولعل مايحث الآن فى غزة أكبر دليل على مانقول

بعدما تحول الزعماء العرب لممثلين كل منهم يجيد تنفيذ دوره بإتقان ضاربين عرض الحائط بكل المبادى التى قامت عليها الجامعة العربية وإتفاقية الدفاع العربى المشترك

 

فهاهى البلدان العربية متمثلة فى حكامهم وحكوماتهم وقد تخلوا عن إخوانهم فى العروبة وهم الورثة الشرعيون لمشروع عبد الناصر

 

وإذا نظرنا لرد فعل الشعوب العربية نجد النقيض تماما فالشعب فى وادى وحكامه فى وادى آخر , ولم نجد فيمن تظاهروا تعبيرا عن التضامن مع شعب غزة أى ناصرى أو يسارى أو حتى ليبرالى

ولكن فقط الإسلاميين

لماذا فقط المسلمين .. هم من تعاطفوا بل ولا أكون متجاوزا إذا قلت بأنهم ثاروا على حكامهم نصرة لإخوانهم فى غزة؟؟؟

 

لماذا مثلا لم نرى المسيحيين فى أى دولة عربية خرجوا لنصرة إخوانهم فى العروبة لنجدتهم ؟؟

 

لماذا لم نرى الملحدين والعلمانيين والليبرالين الذين يملؤن الدنيا صراخا بأنهم ضد القهر والظلم فى العالم لم يخرج أحدهم ليعلن مجرد الإعلان عن تعاطفه مع شعب غزة الأعزل ؟؟؟

 

ولماذا فقط يظهرون مرددين مايمليه عليهم أسيادهم من صهاينة وأمريكان بأن تمسك الشعب الفلسطينى بحماس هو السبب الرئيسى لما وصلت إليه الأمور الآن و كأنهم يعاقبون هذا الشعب على إختيارهم الديمقراطى ؟؟؟

 

ولماذا كل هذا الصمت المريب الذى يخيم حول موقف السلطة الفلسطينية فى الضفة الغربية المخزى والمهين حول تحميل حماس المسؤلية ؟؟

 

ولماذا يماطل القادة العرب فى عقد مؤتمر قمة عربية , مع تحفظنا على مثل هذه المؤتمرات البروتوكولية؟؟

 

وهل فقد العرب حسهم القومى العربى ؟؟؟

 

وهل مصطلح القومية العربية مات وإندحر بغير رجعة فى غزة ؟؟؟

 

وهل ماحدث ويحدث فى غزة هو إعلان رسمى لجميع العرب عن تخليهم عن عروبتهم ؟؟؟

 

وهل آن الأوان لإسترجاع الهوية الإسلامية لجميع المسلمين غير عابئين بالتصنيفات العنصرية البغيضة التى زرعها الإستعمار وإعتنى بها وأفرط فى رعايتها عملاء الإستعمار عندما رفضوا أى وحدة بينهم ليحافظوا على كراسيهم التى نخرها السوس ؟؟؟

 

وهل آن الأوان لنعلم بأن عروبتنا هى مفهوم ضيق جدا ومحدود وأن المفهوم الأشمل والأوسع هو هويتنا الإسلامية ؟؟؟

 

وهل ماحدث ويحث فى غزة كفيل بأن يعيدنا للتمسك بتعاليم ديننا الحنيف الذى جاء به الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم ليوحد صفوف العالم تحت راية واحدة وهى الإسلام ؟؟؟

 

وهل نتخذ من حديثه صلى الله عليه وسلم " لافضل لعربى على أعجمى إلا بالتقوى " شعارا ومنهاجا ينير لنا طريقنا الذى مازلنا نحيد عنه رغم وضوحه ؟؟

 

هذه مجرد أسئلة أتوجه بها لكل مسلم عاقل رشيد لتصبح أحلاما بل نقول أهدافا أمام أعيننا لنصل فى النهاية لنصبح بعون الله وقدرته

 

جيل التمكين

 

الذى هو قادم .. قادم ..

لا محالة

 





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !