مواضيع اليوم

القران الكريم والنفس البشرية

سعيد ابوالعزائم

2016-10-06 06:21:18

0

 


القرآنُ الكريم و النفسُ البشرية                                  

إن النفسَ البشرية بكل مـا تـحمله من تناقضات وغموض كانت هى العامل الأساسى والرئيسى فى سعادة الإنسان فى حياته وبعد مـماته , ومعرفة النفس ومحاولة التصالح معها كان هو هدف العلماء والحكماء على مر السنين, قال سيدنا على رضى الـلـه عنه " عرفت نفسى فعرفت ربى" أى أن اول خطوة لمعرفة الله هى معرفة النفس ,  والنفس هى حالة بين الجسم والوح وهى أيضاً إشارة الى الحياة البشرية فطالما أنَّ هناك حياة بشرية يكون هناك النفس  وإذا ما تمت وفاة الانسان تبفصل الروح عن الجسد ولا يكون هناك نفس .

 وقد جاء ذكر النفس فى القرآن فى اشارة الى عدة انواع من النفوس  قال الله تعالى " ونفسٍ وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها" وهذه هى

 " النفس الملهمة " ,أى أنَّ النفس البشرية التى خُلقت على الفطرة  تحوى اسباب الفجورِ واسباب التقوى فمن سلك مسالك الفجور كان كمن دس النفس فى الـمفسدات ومن سلك مسالك التقوى كان كمن زكَّى النفس وسـمى بها  .

وأما "النفسُ الأمارة " وهى النفس التى أشار اليها القرآن فى قوله سبحانه وتعالى " وما أُبرئىُ نفسى إن النفس لأمارةٌ بالسوء" فهى النفس التى تركن الى الفجور بطبيعتها وميلها وهى والعياز بالله التى تدفع الانسان الى المعاصى .

وهناك ايضا" النفس اللوامة" التى اقسم بها القرآن حين قال " لاأقسم بيوم القيامة ولا أقسمُ بالنفس اللوامة" وهذه النفس هى التى تلوم صاحبها إذا أخطأ وتدفعه الى تجنب هذا الخطأ مرة أخرى وهى من النفوس المؤمنة .

 والإنسان عندما يتصالح مع النفس  فيـبدأ بمعرفة النواهى التى نـهاهُ الـلـه عنها وهى الـمحرمات فيبتـعد عنها ثم يعرف الأوامر التى أمرهُ الـلـه بأداءها وهى العبادات فيقومُ بـها يكون فى حالة تصالح مع النفس  وهذه الحالة هى التى يسميها القرآن "النفس المطمئنة" قال الله تعالى  " يا أيتـها النفس الـمطمئنة إرجعى الى ربكِ راضيةً مرضية " أى أن الرجوع الى الله والرضا بما كتبه الله وما يتبع ذلك من رضا الله يكون هو تمام التصالح مع النفس  , وهنا اشارة الى نفس اخرى فى درجة عالية من درجات النفس وهى النفس الراضية , اى النفس التى ترضى عن قضاء الله وقدره وتصبر وهى مؤمنة بان هذا القضاء كله خير بإذن الله., والتصالح مع النفس هو الجنة العاجلة التى يعيش بها المؤمن فى الحياة الدنيا , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن لله جنتان ,جنة عاجلة وجنة آجلة " والجنة العاجلة هى النفس المطمئنة التى يكون من يتصف بها يعيش وكأنه فى الجنة الموعودة ادخلنا الله جنته ووقانا من ناره آمين آمين , ثم النفس المرضية وهى من اعلى درجات النفوس وهىالتى رضى الله عنها ,ثم وفوق كل هذه النفوس تأتى النفس الكاملة وهى نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى النفس التى كملها الله ورضى عنها واصطفاها صلى الله عليه وسلم .





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !