القرآن نور الله للإنسانية و ليس نصا كما قول البشر ..؟
بقلم : محمد بن عمر – عضو اتحاد الكتاب التونسيين – تونس الثورة
من الأخطاء التي ارتكبها السلفيون و لا يزالون يرتكبونها و يحجبون بها نور الله عن العالمين... هو اعتقادهم الخاطئ في "نصية " القرآن المجيد ، وهو ما يجعلهم يشبهونه بأقوال النبي عليه السلام التي رويت عنه بعد 3 قرون من وفاته ، وهو ما عبر عنه أسلافهم الأنجاس عندما قالوا عن القرآن المنزل من الله عز وجل بأنه :
إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ/ سورة المدثر
فادعاء هؤلاء الأوغاد أن ما رواه البخاري و مسلم من أقوال النبي البشر هي "وحي يوحى " هو في جوهره استنقاص من كلام الله و تشبيهه بأقوال البشر،
و لم يدركوا هؤلاء الأوباش أن كلام الله يتميز بأنه نور و إضاءات ربانية صالحة لكل زمان و مكان إذا ما استعملها الإنسان واستعمل حواسه من سمع و بصر و فؤاد .. استطاع أن يدرك حقائق الوجود إدراكا سليما..على عكس كلام البشر الذي يتحول مباشرة بعد نطقه إلى حجب و أكنة تمنع حواس الإنسان المذكورة آنفا من إبصار الحق أو إدراكه ..ما جعل البشر يتحولون إلى وحوش ضارية غبية لها قلوب لا تفقه بها و لها أعين لا تبصر بها و لها أفئدة لا تدرك و لا تفقه بها الواقع المتحول في كل آن و حين ..
و مثال ذلك : قول الله عز وجل : يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأعراف:31]
فمثل هذا القول الإلهي يمكن الإنسان من الاستفادة منه في عصرنا الحاضر بل و جعله في قمة الصحة و العافية إذا ما استجاب لنداء الله خالق كل شيء في الوجود..
أما أن يقول لنا قائل: "اسمعوا و أطيعوا و لو أمر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة "( هذا الكلام ينسبه السلفيون للنبي المصطفى عليه السلام ) ..فماذا عسى السامع اللبيب إلا أن يتقزز من هكذا قول يدعوه للخنوع و السمع و الطاعة للمشعوذين و الدجالين من رجال الدين و السلاطين المستبدين ، الذين يدعون الربوبية كما ادعاها من قبل فرعون و جنده : "أنا ربكم الأعلى " فحاقت به لعنة الله دنيا و آخرة ، وهو ما لحق أمتنا الإسلامية من جراء الدجالين من تجار الدين في بلداننا الذين ركبوا ثوراتنا العربية لإفراغها من أي محتوى محرر للإنسان في وطننا الإسلامي ..
فهل يعي قومي خطر هؤلاء السلفيين من أهل السنة و من أهل الشيعة و من القرآنيين ؟
التعليقات (0)