الفساد الكبير
قالت :أفتنى يرحمك الله
قلت: فيم يرحمك الله ؟
قالت :تقدم إلىّ شاب لاأزكيه على الله نعرف نسبه وخلقه ولكنه فقير فرفضه أبى ولما سألنى وأبديت له موافقتى عليه أخبره بأن عليه أن يدبر مبلغ كذا للشبكة وميلغ كذا للحفل وعليه أن يوقع على قائمة أثاث لاتقل عن مبلغ كذا و...و,,, فما كان إلا أن ذهب ولم يعد فماذا تقول فى هذا ؟
قلت:سبحان الله ,اا هذا مما ابتدعه الناس ولا صلة له بديننا الحنيف
قلت :وماذا كانوا يفعلون أيام الإسلام الأولى ؟
قلت:بل قولى ماذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ؟
قالت :نعم ماذا كان يفعل صلى الله عليه وسلم ؟
قلت:جاءت امراة فعرضت نفسها على النبى ليتزوجها فسكت صلى الله عليه وسلم فقال أحد الصحابة :زوجنيها يارسول الله فقال :"ماذا تعطيها "؟ يعنى المهر قال لاأملك شيئا قال "اذهب فالتمس ولو خاتما من حديد " فلم يجد الرجل ولا الخاتم من حديد فقال النبى صلى الله عليه وسلم "هل معك من القرآن شىء " قال :سورة كذا وسورة كذا قال صلى الله عليه وسلم "زوجتكها بما معك من القرآن "
قالت :سبحان الله ماأعظمه من مهر وما أيسره .ااوتزوجها ؟
قلت :وتزوجها وفى مرة أخرى قال لرجل يريد أن يتزوج ماذا تعطيها قال لاأملك إلا نعلىّ فأمسكهما صلى الله عليه وسلم وقال للمرأة :"أتقبلين بهما "؟ قالت : نعم فأعطاها النعلين وزجهما
قالت :ما أعجب هذا ؟تتزوج بمهر نعلين قديمين ؟ أين هذا مما يفعله أبى والناس فى هذه الأيام ؟
قلت :وهذامن فعل الجاهلية الأولى الذين يتفاخرون بالأموال والأحساب وهؤلاء أشر من أهل الغرب الذين لايؤمنون بديننا الحنيف ولكنهم لايشترطون مثل شروطنا
قالت ما علاج هذا الخروج على ديننا الحنيف ؟
قلت :لاعلاج إلا بالعودة إليه وقد نبه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى هذافقال :"إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير "
قالت :وأى فساد أكبر مما نحن فيه الآن ؟ كثرت العنوسة بين الرجال والنساء بسبب التعنت الذى لامبررله
قلت :والعجب أن الناس يرون بالتجربة أن تلك الشروط لاتصنع السعادة بل على العكس قد تكون سببا فى المشكلات حيث يبدأ الزوج حياته وقد أثقلته الديون وقد ينتهى الأمر بالطلاق ثم الدوران فى المحاكم التى يزيد نظامها القضائى الممل الطين بلة
قالت :وماذا ترى أن يصنع الناس ؟
قلت:يصنعون كما كان يصنع أسلافنا الذين كانوا أكثر تقوى وأكثر حبا لأولادهم منا فاتبعوا هدى النبى صلى الله عليه وسلم ففازوا وفازت بناتهم بسعادة الدنيا والآخرة وأسسوا بيوتا ناجحة سعيدة راضية مرضية ولابأسأن أذكر لك مافعله سعيد بن المسيب رضى الله عنه
قالت :وماذا فعل رضى الله عنه ؟
قلت:تفقد أحد تلاميذه الذى غاب عن الدرس ولما حضر علم أن زوجته ماتت فقال له :وهل تزوجت ثانية ؟ قال التلميذ :لا لأنى ليس معى مال أتزوج به فقال سعيد رضى الله عنه :وما معك ؟ قال :درهمين قال :هاتهما أنا أزوجك ابنتى ...وفى المساء سمع التلميذ طرقا على باب بيته ولما فتح وجد أستاذه وخلفه ابنته وقال سعيد هذه زوجتك أردت ألاتبيت وحدك وتركهما وذهب
قالت :لو حدث هذا فى عصرنا لقال الناس فى هذه البنت وقالوا وقالوا وكانت فضيحة
قلت:ذلك لأنهم فهموا أساس إقامة البيوت السعيدة ولم نفهم نحن ففازوا وفشلنا وربحوا وخسرنا
قالت :وهل هناك أمل فى تغيير هذه الحال ؟
قلت:نعم إذا قام الدعاة بواجبهم وكانوا قدوة لغيرهم ولو اقتنع رجل غنى بالطريق الصحيح وزوج ابنته دون شروط لتبعه الناس فكان قدوة صالحة وكان له له مثل ثواب كل من يقتدى به
قالت :والله إن ديننا يسرولكننا نشدد على انفسنا
قلت : ومن شدد شدد الله عليه نسألالله صلاح الحال وإصلاح القلوب
منقول من مدونة -ابو المجد
التعليقات (0)