" الفَرعَنة " صناعة مصرية مائة فى المائة !!!!!
كانت مصر على مرِّ العصور تُجيد صناعة" الفرعون " إجادة تامة بل نستطيع أن نقول وبالفم المليان ونحن مطمئنين أن الفرعنة هى صناعة مصرية مائة فى المائة , ولنؤكد هذه الحقيقة نغوص فى أعماق التاريخ القديم والحديث فنجد ألاف بل ملايين الادلة والإثباتات على مصرية الفرعنة .....
فنبدأ اولا بالكتب المقدسة التوارة والقرآن فنجدها تثبت وتؤكد على أن مصر هى التى صنعت الفرعون ومهدت لهذه الصناعة , ويكفينا اشارة القرآن الكريم ألى الفرعون فى قوله تعالى فى سورة الزخرف آية 54 اشارة الى فرعون موسى ( إستخف قومه فأطاعوه ) , وهنا تأتى الاسباب الثلاثة للفرعنة وهى أولا ( وجود الشخص المؤهل للفرعنة )
و ثانيا (أن يجيد هذا الشخص سياسة الاستخفاف بالشعب ) وثالثا (ان يكون الشعب مهيئا للاستخفاف به أى أن يرضى بالاستخفاف إما خوفا او طمعا أو جهلا أو ادمانا ) , وهذه هى حالة الشعب المصرى منذ آلاف السنين وهى انه مدمن على الفرعنة ومدمن على أن يستخف به قادته , وهى حالة فريدة فى كل شعوب العالم ليس لها مثيل . والانكى من ذلك أن الفرعنة وهى صناعة الفرعون وعبادته والانصياع لأوامره تكاد تكون عبادة مقدسة عند المصريين , والاغرب أن أى قائد للمصريين لا يكون فرعونا تكون نهايته الفتك به عقابا له لأنه ليس فرعون !! ففى التاريخ القديم نجد "إخناتون " وهو الحكيم الذى نادى بعبادة اله واحد قد هاج ضده المصريين وخلعوه وعادوا الى عبادتهم القديمة , ثم بعد ذلك وفى العصر الحديث تجد أن عمر مكرو مؤسس انتفاضة المصريين وهو الرجل الطيب لم يرضى عنه المصررين لوداعته وطيبة قلبه فاعطى الزعامة تحت ضغط المصريين لمحمد على المؤهل للفرعنة فما كان من محمد على وبالفرعنة إلا ان انشأ مصر الحديثة وكأن مصر لا تتقدم إلا بالفرعنة , وكذلك نجد السادات والذى أعطى الشعب حريته وتعدد منابره وذلك بعد فترة حكم الفرعون " عبد الناصر" الذى عبده المصريين رغم تنكيله بمعارضيه إلا أن المصريين قتلوا السادات وطلبوا العودة الى عبادة الفرعون
إن الفرعنة وهى صناعة الزعيم الفرعون الذى يملك كل شيىء , كانت فى مصر منذ آلاف السنين وهى عادة ما تبدأ بوصول الزعيم الجديد الى الحكم إما بالوراثة أو بالانقلاب أو برضا الشعب وهى قليلة الحدوث , وبوصول هذا الزعيم الى الحكم تبدأ صناعة الفرعنة أى تحويله من زعيم عادى بسيط من الشعب الى فرعون واله يُعبَد من دون الله يأمر فيطاع , ويشارك فى هذه الصناعة – صناعة الفرعون- طبيعة الشعب المصرى الذى يرى فى الزعيم أنه الإله فتجب له الطاعة ويسلم الشعب للزعيم كل مقادير الحياة ولا يحاسبه وهو كسل شعبى فى المصريين ’ فنحن لا نكلف انفسنا محاسبة الزعيم ومراجعته بل نكتفى بالمطالب والانتظار , وبعد ذلك يجد الزعيم أن الامر سهل وان ما كان يتصوره صعبا يجده سهلا فيبدأ فى التغيير كى يستتب له الحكم وطبعا هناك فئة المنتفعين من المحيطين بالزعيم وهم فئة كبيرة ومتعددة وتختلف بنوعية الزعيم وتلون له كل شيىء حتى يطيعها الزعيم وتكون الغلبة لهذه الفئة وهى التى تحكم من وراء الزعيم , وكل فرعون كانت له بطانة تحكم من ورائه وترتكب أفظع الجرائم باسمه , وينتهى الحال الى إستتباب الامر للزعيم الجديد واعلانه فرعونا والها وربا ومالكا وسبحان مالك الملك الذى لا إله إلا هو.
المتأخونين الجدد !!
نعود الى بطانة الفرعون , وهى الفئة التى تجيد التلون والتغير حسب الزمان والمكان فهم كانوا فى العصور المصرية القديمة غالبا من الكهنة ورجال الدين وقد استمر هذا الحال حتى نهاية الدولة المصرية القديمة وبداية الدولة المصرية الحديثة وهنا بدات هذه الفئة تتلون وتكون من رجال العسكر وأصحاب القوة فى الدولة واستمرت الحياة ورأينا فى العصر الحديث وخصوصا فى مرحلة حكم الرئيس مبارك تحول هذه الفئة الى فئة رجال الاعمال وكيف تحكمت هذه الفئة فى مصر واوصلتها الى ما نحن فيه , وبعد ثورة يناير ووصول الرئيس محمد مرسى الى الحكم تغيرت هذه الفئة واصبحت من رجال الاخوان المسلمين ( حزب الحرية والعدالة ) الذين أيدوا الرئيس مرسى فتلونت كل ربوع مصر بما يُسمى بالاخونة وأصبح الكل يسبح بحمد الاخونة والاخوان كى ينال الرضا من الفرعون الجديد , ونتج عن ذلك ظاهرة جديدة تُسمى " المتأخونين " الذين سارعو وتلونوا بلون الاخوان كى لا تفوتهم الكعكة الجديدة , وهؤلاء المتأخونين هم اشر من الشر لأنهم يتظاهرون بمحبة الرئيس ويتظاهرون بتاييد الرئيس وبالهجوم على معارضيه ويزيفون للرئيس كل شيىء كى لا يرى ولا يسمع إلا كلامهم ونصيحتهم وبذلك يعزلون الرئيس عن الشعب وهى أخطر مراحل الفرعنة .......
إن الشعب المصرى وبعد الخامس والعشرين من يناير يجب أن يتخلص من الفرعنة وصناعة الفرعون ,وإلا فلا نلومن إلا أنفسنا !!!!!!!!!!!!!
التعليقات (0)