مواضيع اليوم

الـرضـا بالـقـضـاء و الـقـدر ...

أشرف هميسة

2011-11-10 19:42:48

0

قال الله تعالى: { وإن يَمْسَسْكَ الله بِضُرٍّ فلا كاشفَ له إلاَّ هوَ وإن يُرِدْكَ بخيرٍ فلا رادَّ لفضله ِ يُصيبُ به من يشاءُ من عبادهِ وهو الغفورُ الرَّحيم(107)  قُل ياأيُّها النَّاسُ قد جاءكُمُ الحقُّ من ربِّكُمْ فمن اهتدى فإنَّما يهتدي لنفسهِ و من ضلَّ فإنَّما يَضِلُّ عليها و ما أنا عليكُم بوكيل (108) } سورة يونس

كتب عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ إلى أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ فقال :
                                                                           " أما بعد ، فإن الخير كله في الرضا ، فإن استطعت أن ترضى و إلا فاصبر " ...

  و كان من دعاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:" أسألك الرضا بعد القضاء " ...


و قد يسأل أحدهم : إذا كان الله يقدِّر الخير للطائعين والشرَّ للعاصين، فلماذا نرى الكثير من المؤمنين الطائعين وقد ابتُلُوا بمصائب مختلفة، كالمرض أو الفقر أو فَقْدِ الولد وغير ذلك، بينما نرى من العاصين من يغرق في النعيم والخيرات؟ والجواب نسوقه من خلال حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : « لا يقضي الله للمؤمن من قضاء إلا كان خيراً له ، إن أصابته سرَّاءُ شكر و كان خيراً له، وإن أصابته ضرَّاءُ صبر وكان خيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن» (رواه مسلم مرفوعاً) فالله تعالى إذا أحبَّ عبداً ابتلاه فإذا صبر اجتباه ، و كلَّما ازداد صبراً
و شكراً ارتقت درجته عند الله ... ولا يزال المؤمن بين شكر على النعم و صبر على المحن حتَّى ينال درجة الأبرار و الصدِّيقين، قال صلى الله عليه وسلم : «أشدُّ الناس بلاءً الأنبياء ثمَّ الأمثل فالأمثل. يُبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلابة اشتدَّ بلاؤه ، و إن كان في دينه رِقَّة ابتُلي على قدر دينه ، فما يبرح البلاء الإنسان حتَّى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة » (أخرجه الترمذي).
و أيّاً كان قضاء الله تعالى في المؤمن فإنه يرضى به لأنه لا رادَّ لقضائه ، فلو اجتمع الناس جميعاً على أن يدفعوا عنه ضُرّاً قد كتبه الله عليه فإنهم لن يردُّوه ، و لو اجتمعوا على أن يمنعوا عنه خيراً قدَّره له فإنهم لن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً . و قد أُثِر عن الرسول صلى الله عليه وسلم دعاؤه : « اللهم إني أسألك الرضا بعد القضاء » (أخرجه الطبراني عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه )، و الرضا أعلى درجة من الصبر ..

فضل الرضا و أهميته :
1- الرضا أساس الدين ، فلا يسلم العبد حتى يرضى بالله رباً و بالإسلام ديناً و بمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ نبياً و رسولاً ...
2- و الرضا سبب لذوق طعم الإيمان ، قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً ... "الحديث .
3- ثم إن الرضا ثمرة عظيمة لعمل قلبي عظيم و هو التوكل ، فالرضا آخر التوكل ، فمن رسخت قدمه في التوكل و التسليم و التفويض حصل له الرضا و لابد ...
و يُشترط للرضا ألا يعترض على حكم الله و ألا يتسخطه بل يصبر و يحتسب .. و لا مانع من الدعاء لرفع البلاء ...

.......... اللهم إرفع عنا البلاء و أنزل علينا الرحمات و البركات من السماء ...

                                       قــــصـــــــــــة  مـــــــــفــــــــــــيـــــد ة

يروى أن شيخاً كان يعيش فوق تل من التلال و يملك جواداً وحيداً محبباً إليه ففر جواده
و جاء إليه جيرانه يواسونه لهذا الحظ العاثر فأجابهم بلا حزن و ما أدراكم أنه حظٌ عاثر ؟
و بعد أيام قليلة عاد إليه الجواد مصطحباً معه عدداً من الخيول البريّة فجاء إليه جيرانه يهنئونه على هذا الحظ السعيد فأجابهم بلا تهلل و ما أدراكم أنه حظٌ سعيد ؟ و لم تمضي أيام حتى كان إبنه الشاب يدرب أحد هذه الخيول البرية فسقط من فوقه
و كسرت ساقه و جاءوا للشيخ يواسونه في هذا الحظ السيء فأجابهم بلا هلع و ما أدراكم أنه حظ سيء ؟
و بعد أسابيع قليلة أعلنت الحرب و جند شباب القرية و أعفت إبن الشيخ من القتال   لكسر ساقه فمات في الحرب معظم هؤلاء الشبابٌ ...

و هكذا ظل الحظ العاثر يمهد لحظ سعيد و الحظ السعيد يمهد لحظ عاثر الى ما لا نهاية في القصة و ليست في القصة هذه فقط بل و في الحياة لحد بعيد ...

أهل الحكمة لا يغالون في الحزن على شيء فاتهم لأنهم لا يعرفون على وجهة اليقين إن كان فواته شراً خالص أم خير خفي أراد الله به أن يجنبهم ضرراً أكبر ، و لا يغالون أيضاً في الابتهاج لنفس السبب ، و يشكرون الله دائماً على كل ما أعطاهم و يفرحون بإعتدال و يحزنون على مافاتهم بصبر  و تجمل ...
يقول المولى سبحانه : لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم والله لا يحب كل مختال كفور ..
هؤلاء هم السعداء .. فالسعيد هو الشخص القادر على تطبيق مفهوم (الرضى بالقضاء و القدر خيره و شره ) و يتقبل الاقدار بمرونة و ايمان ..

لا يفرح الإنسان لمجرد أن حظه سعيد فقد تكون السعاده طريقًا للشقاء و العكس بالعكس ....

أخيرا : تحلى بالإخلاص و إعمل ما عليك و توكل على الله الموفق لكل خير في كل أمورك و ما أتاك فهو خير إنشاء الله ...
                        ................ اللهم إرزقنا  الإخلاص في القول و العمل و التوفيق و الرضا و السعادة  في الدنيا و الآخرة ...... أشرف هميسة




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !