الغزو الصينى
- كنا قديما نتداول نكته سخيفة ومكررة مفادها " واحد سودانى وقع اتقشر , و واحد صينى وقع اتكسر " .
- كانت كل المعلومات عن المصنوعات الصينية تنحصر فى " طقم الصينى ".
الخاص بالمائدة و المشروبات وهو اكثر الاشياء قابلية للكسر ( فى حينه ) .
- لدرجة انه حتى ما يصنع من الخزف نطلق عليه " صينى " .
وكانت لدينا مصانع ضخمة لانتاج ادوات المائدة كان اسمها ( شركة الخزف و الصينى ) .
و ذلك قبل تكنولجيا ( البايركس ) , و ( الاركوبال ) , و ( التيفال ) , و ( النوفال ) , و ( الضغط ) , و ( الأحدث ما سوف يحتفظ بدرجات الحرارة حتى بعد الرص على السفرة عن طريق الياف زجاجية تعمل كسخانات مشابهة للخطوط التى فى الزجاج الخلفى لسيارتك و التى تسخن الزجاج لينقشع بخار الماء عنها ) . المصدر : مدونة الأستاذ جمال الهنداوى .
- صديق لى عائد من امريكا
احضر لى معه هدية .
يبدو فى عرفهم - على عكسنا تماما - عدم نزع ( الاستيكر ) المدون عليه الماركة والسعر , وايضا يصرون على فتح الهدية فى وجودهم .
قلبت الهدية بين يدى . وقرأت ( الاستيكر ) الملصوق عليها .
لاحظ صديقى امتعاضى عند اكتشاف ان الهدية صناعة صينية - للدقة صينية الصنع - .
- تبرمى , و سماحية حدود صداقتنا ، جعلتنى أقول له : " يعنى جاى من أمريكا تجيب لى معاك هدية صناعة صينى " .
- أخبرنى أن المنتجات الصينية غزت السوق الامريكية . و أن المنتجات الصينية عالية الجودة و ذلك كى تحافظ على القدرة التنافسية فهى تختلف تماما عن المصنوعات الصينية التى ترد الينا فى الشرق الأوسط .
و زالت حيرتى حينما قال لى انه تم عمل احصائية تم بموجبها الكشف عن أن كل منزل امريكى بداخله 165 منتج وارد من الصين .
- غادرنا صديقى بعد واجب الضيافة . و جلست أفكر ..........
- القميص و البنطلون و الجورب والحذاء وارد الصين ، فرشاة الأسنان ، و فرشاة الشعر ، فرشاة الحلاقة ، و مقلمة الأظافر و المقص الذى أهذب به شاربى وارد الصين .
- الأطباق التى نأكل فيها , بل و الطناجر و الملاعق و السكاكين و جميع أدوات المائدة وارد الصين .
- الموقد ( البوتاجاز ) الذى نطهو عليه و الثلاجة و التلفزيون و الريسيفر وارد الصين .
- بعض ما نطهوه ، و بعض ما فى الثلاجة وارد من الصين . و الفاكهة و المسليات , و حتى كعك العيد وارد الصين.
- حتى حبوب ( الفياجرا ) وارد الصين , و فانوس رمضان , و جهاز تطفيش الناموس ( لاحظ لا يقتله )
- قلت لنفسى ان حصر ما هو وارد من الصين عملية مرهقة .
- فليكن الأسهل , و نحصر ما هو ليس وارد الصين .
- المصنوعات الخشبية محلية الصنع . و لكن الخشب وارد ما ليزيا و فنلندا و روسيا . و المقابض و الأقفال وارد الصين .
و علمت مؤخرا أنه توجد أثاثات منزلية صينية الصنع .
- حتى البرواز المعلق على الجدار و به آيات قرآنية وارد الصين .
هرعت الى ( البلوك نوت ) الذى ادون فيه أفكارى و سحبت القلم من غمده . و أنا أفكر فى عنوان للموضوع تأملت القلم بين يدى و قرأت عليه أنه صنع فى الصين .
- أذكر أننى رأيت ذات مرة عدة فتيات صينيات يحملن فوق ظهورهن حقائب كبيرة و يطرقن أبواب البيوت عارضين بضاعتهن من ملابس و أدوات مكياج و شامبوهات .
- و كان صديق لى قد سألنى عن رأيى فى قصة شعره . فأجبته بالاستحسان فقال لى لقد قص لى شعرى شاب صينى . و عندما أبديت تعجبى .
شرح لى بأن سعره أرخص كثيرا من أجر ( الحلاق ) المحلى . ناهيك عن ارتدائه للبالطو و الجوانتى و تعقيم أدواته كأنه دكتور . و الأعجب أن للحلاقة سعران . اذا كانت أدوات الحلاقة من عندك أو من عنده . بل قال ما هو أكثر ان معه أدوات جديدة يبيعها لمن يرغب . و هو رجل يقدم خدمة ( دليفرى ) فيمكنك استدعائه بالتليفون .
- كلما هممت بحصر ما هو ليس صينى . وجدتنى أعاود حصر ما هو صينى .
يبدو أن الغزو الصينى قد وصل العقل . بعد أن دخل حجرات النوم و المطابخ و الحمامات .
- كلت حيلتى فى حصر ما هو محلى الصنع . أو كما يقولون ( غلب حمارى ) .
فلم أجد منتجا محليا فى منزلنا العامر سواى و زوجتى و أولادى و قد ختم كلا منا بخاتم ( صنع فى مصر ) .
التعليقات (0)