Jul 22 10:43:49 2006
السياسة الاسرائلية هي تنفيذ للمخطط الأستعماري الغربي للشرق الوسط الذي وضع بعد زوال الأمبرطورية العثمانية وتعزز بعد زوال الأتحاد الاسوفييتي كدولة عظمى الذي فرض مشاركته في كعكة الشرق الأوسط لفترة من الزمن .الخطة الغربية التي وضعتها الأمبرطوريتان بريطانيا وفرنسا ثم تبنتها امريكا بعد زوالهما وتطوريها أخيرا الى الحرب الباردة ضد الاسلام أو ما أطلق عليه الحرب ضد الأرهاب لتحل الدول العربية والأسلامية محل الأتحاد السوفييتي كالعدو المحتمل ومصدر الخطر على الأمن والسلام والأرث الديني و الثقافي لشعوب أمريكا وأوربا .لقد بدأ المخطط الغربي بأنشاء أسرائيل في قلب العالم العربي ليفصل مغربه عن مشرقه جغرافيا والقضاء على أية محاولة لأتحاد العرب وخلق دولة متقدمة وقوية لهم ولتكون اسرائيل الشرطي الغربي الذي يفرض سيطرة الغرب بعد أنتهاء الأحتلال المباشر للعالم العربي وترك لأسرائيل الحرية لأحتلال ما تستطيع من أرض فلسطين والبلاد العربية تدريجيا حسب ما تسمح به الظروف السائدة حتى تتمكن من تحقيق حلم الصهيونية في دولة أسرائيل من النيل ألى الفرات و لتكون بذلك الدولة العظمى الغربية في الشرق الأوسط .وبدأ المخطط بأخراج مصر من حلبة الصراع مع أسرائيل وأعطاء الضوء الأخضر لأسرائيل للقضاء على المقاومة الفلسطنية وضم ما تستطيع أستيعابه من أرض في هذه المرحلة ثم بدأ القضاء على الجبهة العربية الشرقية بأحتلال العراق لينضم ألى قافلة الدول العربية التابعة لأمريكا وبريطانيا في الخليج والجزيرة العربية وجاء دور سوريا ولبنان والحرب الأسرائلية الأخيرة خطوة لضم لبنان الى هذه المجموعة ومحاصرة سوريا وضمها ألى معسكر أمريكا والغرب مستقبللا كما تم ضم اليمن وهو ما يجري الأن في هدوء مع السودان والقرن الأفريقي لأنشاء الشرق الأوسط الجديد بزعامة أسرائيل . أما الشمال الأفريقي فلم يكن ضمن المخطط الغربي حتى الأن نظرا لوضعه الجغرافي وأرتباطه بأوربا أقتصاديا وثقافيا وبأنضمام أحدى دوله أخيرا ألى المعسكر الغربي لم تعد هناك صعوبة في أنضمام الشمال الأفريقي الى الشرق الأوسط الجديد . لكن مع كل هذا فأن أنتصار الأنظمة الصديقة للغرب في الشرق الأوسط الجديد لن يكون طويلا لأن أمريكا والدول الغربية بعد زوال الحواجز وسيادة العولمة وهجرة الملايين من العرب والمسلمين أليها ومطالبة الرأي العام الغربي بنشر الديمقراطية أخذت أمريكا والدول الغربية تشعر بأن الأنظمة العربية التقليدية والدكتاتورية اصبحت عبئا ثقيلا عليها لأوضاعها السياسية الدكتاتورية وأنعدام الديمقراطية ووجود السلطة في أيدي النخبة القليلة التي تتمتع بكل خيرات المنطقة وثرواتها مما خلق معارضة قوية لها بين جماهير هذه الدول العربية التي تلاقي عطفا وتأييدا من مواطني أمريكا والدول الغربية وخاصة المواطنين الجدد المسلمين والعرب .وعلى ضوء هذه المستجدات كان لا بد من ربط مشروع الشرق الأوسط الجديد بالمناداة بالديمقراطية وأطلاق الحريات وحماية حقوق الأنسان لتخدير شعوب المنطقة والعالم وخلق القلاقل لأتخاذها ذريعة للتدخل والوجود العسكري في المنطقة برا وبحرا .بالأضفة إلى أن ربط الشرق الأوسط الجديد بنشر الديمقراطية جعل الأنظمة العربية الصديقة لأمريكا والغرب تتخوف من اهداف أمريكا والدول الغربية من هذا المشروع وأصبحت تزداد إنبطاحا وتنازلا وتساند السياسات الغربية في فرض سيطرتها على ما يسمى في الغرب بمنطقة الشرق الاوسط الكبير ومساندة الدول الغربية لاحتلال العراق وافغانستان والتدخل في الباكستان والسودان واليمن ومقاطعة إيران وتقطيع أوصال العالم الاسلامي في برنامج مرسوم .
ولكن التغيير المحتم وانتشار الوعي القومي الديمقراطي بين الشعوب العربية والاسلامية لا بد أن يفرض نفسه في النهاية وليس أمام الأنظمة العربية خيار سواء تأخير هذا المصير.
التعليقات (0)