وما يشهده العراق اليوم من وضع استثنائي خطير بسبب طبيعة التحديات التي كانت ومازالت تقف بوجه المشروع والمشاريع الرامية الى اعادة العراق الى حضيرته العربية والاقليمية والدولية والتي تجاوزت حدود الوطن الى مشاريع اقليمية ودولية معقدة ومتداخلة، تتطلب من السياسيين للمحافظة على مشروع الدولة والتمسك بالوحدة والحرص على التماسك والتلاحم والتعاضد بين ابنائه وقواه السياسية لان هذه المقدمات تمثل الضمان الاكيد والوحيد لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة، ويمكن اعتبار التحزب والتمحور الطائفي والسياسي والتنازع على المصالح الحزبية والشخصية من اهم عوامل الفشل التي تقود الدولة الى الانهيار والانكسار لانها بالنتيجة تؤدي الى العمل الفردي وهذا ما يسهل على العدو الذي يقف على الابواب امكانية الوصول الى اهدافه واحلامه والعبث بمقدساتنا وثوابتنا وتمزيق وحدتنا لانه عدو مسعور ومصاب ومعبأ بأمراض الحقد والضغينة والكراهية، والشيء المؤكد ان الخطر الداهم يحيط بالجميع ولا يستثني طرفا دون آخر واذا ما حدث لا سمح الله وانقلبت المعادلة من جديد فإن الجميع سيكون خاسرا ولا يوجد طرف افضل من الآخر وليس هذا المنطق من تنبوءات الغيب بل هو مصداق لما يجري اليوم من استهداف لابناء الشعب العراقي من اطراف كركوك الى حدود الفاو فهو لم يفرق بين عربي او كردي او تركماني ولم يستثنِ المسلم دون المسيحي ولم يفجر الشيعي ويترك السني بل اختلطت الاشلاء وامتزجت الدماء وشكلت بمجموعها نهرا من دجلة والفرات يرتوي من دماء جميع العراقيين.
ان الوقت لم ينتهِ بعد، وان كنا في مراحله الحرجة، وبإمكان السياسيين ومن يتصدون الى العمل ان يقولوا كلمتهم ويترفعوا عن صغائر الامور والحقد الشخصي والسياسي ولا يتعاملوا مع الظروف الحرجة على انها فرصة عندما تكون التحديات مصيرية، واعتقد ان هذا المنطوق ليس للاستهلاك الاعلامي او للمزايدات بل تجسد على ارض الواقع من قبل كتل سياسية ديدنها خدمة المواطن وبناء الوطن ومن هنا فإن بإمكان الكتل الاخرى ان تحذو حذوها للوصول الى ضفة الامن والامان، ولأننا نعيش ايام عيد الفطر المبارك فإننا نجد ان الدعوات والامنيات للسياسيين بتكثيف الاتصالات واللقاءات بين القيادات السياسية للوصول الى حل حازم للأزمة الراهنة بين القوى السياسية وتقديم عيدية سياسية للشعب العراقي بدل العيدية النقدية تمثل أفضل العيديات لأن العيدية النقدية يمكن الحصول عليها اذا ما استقر الوضع السياسي والاقتصادي والامني لابناء الشعب العراقي وتصبح من البديهيات، لكن ما فائدة العيدية النقدية في بلد كل شيء يسير فيه الى الهاوية والاحتراق؟
مقالات للكاتب عباس المرياني
التعليقات (0)