تخلت العوائل العراقية عن رداء الخوف وتخلصت من عقدة الارهاب لترتدي حلة الامن والامان من جديد بعد سنوات عصيبة مرت بها لتستقبل أيام عيد الفطر المبارك بكل فرح وسرور من خلال خروجها الى الشوارع للتنزه واقامة الرحلات والجلوس في الحدائق مع اطفالها حتى الليل لتمارس عاداتها وطقوسها التي طالما كانت تحييها في مثل هذه المناسبات السعيدة وتضفي على حياتها طابعاً آخر من البهجة بعيداً عن مشاكل الحياة اليومية .
( بلادي اليوم ) تحدثت مع بعض المواطنين بشأن الموضوع وكان لها هذا التحقيق الصحفي .
فقال عباس عبد الجبار ياسين ( موظف ) وهو يتجول مع عائلته في شارع أبي نؤاس : لقد مرت علينا الكثير من الاوقات الصعبة التي لم نستطع ان نذهب الى اقرب متنزه في المناسبات السعيدة من اجل ادخال الفرحة لاطفالنا بسبب الارهاب الاسود الذي طال كل شيء جميل في بلادي ، فكانت الحسرة والالم تملء قلوبنا وايام الاعياد تمر من دون ان نفرح ونمرح في الحدائق مع عوائلنا ونقيم الرحلات حتى نغير ولو بشكل بسيط من روتين الحياة اليومية وانشغالنا بالعمل فقط حتى ضاقت بنا الدنيا من تلك الايام التي عشناه ولكن أجد الان ان الامن والامان قد عاد واصبح حلم التنزه أصبح حقيقة ورأيت الفرحة في عيون أطفالي تستعيد بريقها .
واضافت نهى حسنين حميد ( ربة بيت ) وهي تتنزه مع اطفالها في حدائق الزوراء حين قالت: في المدة الحالية نشهد بعض الهدوء والاستقرار الذي حرمنا منه في السابق عندما كنا نستقبل جميع المناسبات السعيدة بسبب الاضطراب الامني الذي كان سائد انذاك وبعد انقشاع سحب الظلم والظلاميون اخذنا نمارس حياتنا الطبيعية في الاستعداد لاستقبال هذا المناسبات حين وضعت مع زوجي برنامجاً متميزاً للعيد الذي تخلله زيارة الاهل والاقارب ثم التنزه في أجمل الحدائق مثل الزوراء وأبي نؤاس وكورنيش الاعظمية لنحاول ان نجعلها ايام لا تنسى وبعدها نستطيع ان نفكر في اقامة رحلة سياحة الى احدى المحافظات الشمالية والتي قد تكلفنا الشيء الكبير ولكن الاحساس بالسعادة من دون خوف يبقى هو ما كنا نفتقده واتمنى ان تدوم الفرحة والامن على الشعب العراقي انشاء الله سبحانه تعالى .
وأشار نور عبد الحسين عمار ( صاحب محل لبيع المواد الكهربائية ) وهو يزور احلى الحدائق في شارع فلسطين الى : ان الشعور بالراحة لا يرتبط بالمكان فبمجرد الاحساس به تكون جميع الامكان هي جميلة ومبهجة لذلك اجد نفسي في ايام الاعياد اينما أذهب أجد الراحة في اي مكان حتى ولو كنت اتمشى في أجمل الشوارع المهمة التي تعد من الامكان الجميلة للتنزه او أجلس مع عائلتي في حديقة عامة تجمع كل العوائل العراقية وذلك بسبب تبدل الامور والاحوال التي تغيرت ولم يعد هناك حاجز للخوف او التردد لان عصراً جديداً قد بدأ بعد زوال كل انواع الارهاب ولا بد للجميع ان يزوالوا تنزههم حسبما يريـدون وفي كل الامكان .
وأكدت باسمة حسن معلة ( موظفة ) وهي تتنزه مع اطفالها في حدائق ساحة ميسلون بقولها : انني افضل في عيد الفطر المبارك التنزه مع اطفالي في الحدائق التي تكون قريبة من بيتي بسبب ما تحويها من العاب وتسلية يحتاجه جميع الاطفال مع انهم يلعيون بهاً بين فترة واخرى ولكنهم يجدونها في ايام العيد وفي ظل وجود هذا الكثير من الاطفال صورة مغايرة للاوقات التي يعلبون به والتي ساهم هذا الامر في استغنائي عن الذهاب الى الامكان البعيدة ، صحيح ان بعض العوائل تحب ان تذهب الى الحدائق العامة وهناك من يذهب الى اماكن قرب نهر دجلة في حين انني افضل دائماً الذهاب الى الاماكن التي بها العاب ليقضي اطفالي ساعات بريئة في اللهو واللعب .
وشدد داود احمد بشير ( صاحب محل حلاقة ) على : العراقي بطبيعته الجميلة يحب الخير والمحبة والالفة مع الناس جمعاء والاعياد خير مثال على ذلك لانه يجدها مناسبة جميلة وعزيزة تمر به كل عام ولا يرد ان تمر من دون لقاء الاحبة والاقارب خصوصاً في مناسبات الاعراس التي لم استطيع ان اغادرها من دون ان اجعلها مناسبة عزيزي على قلبي حين قررت ان يكون زواجي في اول ايام عيد الفطر المبارك لنعيد ممارساتنا وتقاليدنا التي ورثناها وتربينا وترعرنا عليها ونحب ان نحافظ على نهجها في تلك المناسب لنقيم الحفلات خصوصاً حفلات الاعراس ولم يعد الامر مقتصراً على ايام الخميس فقد تحولت جميع الايام الى حفلات .
واعرب عن سعادته سعد حسين عباس ( طالب جامعي ) وهو يرى غالبية العوائل العراقية بدأت بالتنزه في الحدائق بعد الظروف الصعبة التي مرت عليها حين قال : منذ مدة والناس تمارس حياتها المعتادة والتنزه والخروج الى الحدائق والتي تعد احدى الممارسات المعتادة التي دأبت عليها بعد الامن والامان التي تعيشها حالياً ، اذ لابد للانسان ان يتغير من روتين الايام الذي يعيشه ليحاول ان يضفي على حياته المملة بسبب انشغاله بالعمل اليومي فقط طابعاً اخر غير الذي تعود عليه منذ الصباح حتى المساء والنزهة هي احد العلامات الفارقة في حياة الناس لكسر جمود الاحساس بالغربة ولابد من التجول في ايام الصيف الحارة والسهر حتى ساعة متأخرة اذ ان مثل هذه الاماكن التي تزدهر بها العاصمة الحبيبة بغداد وخاصة في الليل تكون اجواؤها معتدلة وجميلة .
بينما قال محافظ بغداد الدكتور صلاح عبد الرزاق ان السيطرات النموذجية في مداخل العاصمة والتي انجزت تصاميمها المحافظة ستساعد في الكشف عن السيارات المسروقة وذوي الهويات المزورة والحد كثيراً من الاختراقات الامنية .
واوضـــــح الدكتور عبد الرزاق خلال استقباله وكيل وزير الداخلية لشؤون الشرطة الفريق موفق ومدير المرور العامة اللواء محمد بدر ومدير السيطرات بالوزارة بمكتبه بديوان المحافظة في تصريح صحفي : ان محافظة بغداد انجزت مؤخرا التصاميم الكاملة بنصب السيطرات الخارجية للعاصمة والتي ستكون في مداخل بغداد , اذ تمثلت هذه السيطرات بنحو 6 مسارات لمرور السيارات بمختلف انواعها مجهزة باحدث التجهيزات والمستلزمات للحد من الاختراقات الامنية للمسلحين ومنع دخول المواد المريبة والتي تستخدم من قبل الجماعات الارهابية , كذلك ان السيطرات ستسهم في كشف الهويات المزورة للاشخاص عامة وكشف السيارات المسروقة فضلا عن تحديد السيارات الداخلة والخارجة من العاصمة والاشخاص المسافرين والعائدين للعاصمة وتحديد هوياتهم . واكد الدكتور عبد الرزاق ان هذه السيطرات الخارجية سيكون مسؤولا عنها نحو 12 جهة مشتركة من قوات الجيش والداخلية ودوائر الجوازات والجنسية والمرور والامن القومي والاستخبارات وغيرها من الدوائر والتشكيلات بكامل صنوفها مع تحديد اقامة نحو 140 منتسب في السيطرة الواحدة وتغييرهم بمناوبات دورية , مبينا ان منتسبي السيطرة سيقومون بفحص المركبات الداخلة والخارجة كافة وتشخيص اسماء السائقين وارقام لوحات المركبات واوصافها والتاكد من سلامتها في دوائر الدولة المعنية .
التعليقات (0)