هل من المفترض ان يؤدي العلم الى الفضيلة ؟ وفي نظري العلم لايؤدي الى الفضيلة العلم بحد ذاته يعد وسيلة نفهم من خلالها انفسنا والعالم من حولنا وقوانين الكون اما العلم بحد ذاته لايؤدي الى الفضيلة. وخذ على سبيل المثال رجل امي لايعرف القرأة ولا الكتابة ولايعرف شيئا عن الفلسفة ولم يسمع قط عن نسبية أينشتاين , ولكننا نجده يسجد ويركع ويعطي لكل ذي حق حقه ويصل الرحم ويضحي بكامل اجر يومه في سبيل لقمة يضعها في افواه اطفاله ثم يقطتع جزء منه لأمه العجوز و والده الكهل ..انها الفضيلة بعينها. تتجلى بوضوح في افعال هذا الرجل الامي البسيط الذي لم ينل من العلم إلا القليل.
بينما في المقابل نجد رجل آخر ناله حظه من العلم و درس في ارقى الجامعات ونال اعلى الشهادات العلمية. وله تاريخ طويل مع كتب الادب والفلسفة والتاريخ. هذا الانسان المثقف المتعلم هو نفسه وهو عينه الذي اباد الملايين من شعبه في كمبوديا بول بوت الشاب الكمبودي المثقف الذي درس وتعلم في فرنسا وحينما قدر له ان يحكم فقتل الملايين من الفلاحيين البسطاء من شعبه لينصب بعدها المشانق في الطرقات ليخنق بها نظرائه المثقفين .
في الحي البسيط يطل علينا ابن الفقير فيقدم للبشرية خدمات جليلة من اختراعات واكتشافات في المقابل نجد ابن الحسب والنسب يهيم على وجهه دون هدى ولايعرف طريقا للعظمة والانجاز.
الاخلاق هي التي تؤدي الى الفضيلة وليس العلم . الاخلاق والفضيلة تمثلان وجهان لعملة واحدة لكن الاخلاق هي الركيزة الاساسية للفضيلة والعلم يعتبر سلاح ذو حدين يحتمل ان يكون وسيلة للفضيلة وفي ذات الوقت لايستبعد ان يكون وسيلة لنشر القتل والفساد.
التعليقات (0)