العلماء يعترفون بفشلهم أمام "الإيدز"
في تقرير نشره موقع سي إن إن أعلن الباحثون أن عدد الإصابات بالإيدز يزداد يوماً بعد يوم، وعلى الرغم من المليارات التي تنفق إلا أنهم فشلوا في إيجاد علاج ناجع له حتى الآن. فقد قالت مراكز الوقاية والسيطرة على الأمراض الأمريكية إن هناك المزيد من حالات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري (HIV) بين الأمريكيين، وبمعدلات أكثر مما كان يعتقد في السابق. وأشار كيفي فينتون، مدير قسم الايدز في الوكالة، إلى تسجيل قرابة 56 ألف حالة إصابة جديدة بفيروس المرض العام الماضي، أي بزيادة قدرها نحو 40 في المائة عن تقديرات سابقة.
وكانت الوكالة قد رجحت إمكانية تسجيل قرابة 40 ألف حالة إصابة جديدة سنوياً، إلا أن التقديرات استندت على بيانات محدودة ووسائل أقل دقة، وتعتمد مراكز الوقاية والسيطرة على الأمراض CDC حالياً تقنيات حديثة قادرة على تحديد الإصابة بالفيروس خلال خمسة أشهر، عوضاً عن اعتمادها على نماذج إحصائية، كما كان الحال في السابق. إن تشخيص الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري كان يستغرق سنوات منذ التقاط الفيروس. ويقول هذا الباحث: أن يصاب 56 ألف أمريكي سنوياً بالفيروس، تدق بالضرورة ناقوس الخطر، ويدعونا جميعاً لليقظة والحذر.
وانبرى رئيس مؤسسة الرعاية الصحية للايدز، مايكل وينشتاين، لانتقاد الإدارة الأمريكية حيث قال: هذه الأعداد تشكل إدانة مريرة لكيفية فشل الولايات المتحدة وجهود CDC في مكافحة المرض. وطالب إدارة واشنطن بتخصيص 200 مليون دولار للكشف عن 10 مليون شخص يتوقع أن يصابوا على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
تقول مراكز الوقاية والسيطرة على الأمراض: إن هناك أكثر من مليون أمريكي حامل لفيروس نقص المناعة البشرية، وأن ربعهم يجهل إصابته. وجاء في التقرير أن 53 في المائة من الإصابات الجديدة وقعت بين الرجال "المثليين" و"ثنائي الميول الجنسية - Bisexual".
ويمثل الأمريكيون من أصول أفريقية 45 في المائة من الإصابات الجديدة - أي 25 ألف إصابة جديدة سنوياً، ما يعني أنهم أكثر عرضة للإصابة بالفيروس بواقع سبعة أضعاف، عن الأمريكيين البيض. هذا وقد كشف تقرير صدر الثلاثاء أن حدة تفشي الايدز بين الأمريكيين من أصول أفريقية، في بعض مناطق الولايات المتحدة، تماثل انتشار الوباء في بعض دول أفريقيا. ويهدف التقرير الذي أعده "معهد الايدز الأسود" بعنوان : "المهمشون- سود أمريكا: أقلية منسية في الايدز الدولي"، لنشر التوعية والتذكير بأن الوباء مازال قائماً في أمريكا، وتحديداً بين السود.
وقال فيل ويسلون، مؤسس المعهد المعني بشؤون الايدز وفيروس نقص المناعة البشري (HIV)، إن الايدز في أمريكا اليوم مرض السود فقط. ويوضح التقرير رغم أن السود يمثلون نسبة واحد بين كل ثمانية أمريكيين، إلا أن معدل الإصابة بينهم يصل إلى واحد من كل اثنين من حاملي للفيروس في الولايات المتحدة. واستند التقرير على البيانات الحديثة القاتمة التالية والصادرة عن UNAIDS و"مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية" الأمريكي.
وقال د. أنتوني فود، مدير المعهد القومي للحساسية والأمراض المعدية، في فيلم وثائقي صدر عن شبكة CNN مؤخراً حول السود في أمريكا: "خمسة في المائة من كافة سكان واشنطن العاصمة يحملون الفيروس، وهذا معادل لدول مثل أوغندا أو جنوب أفريقيا. ووضع التقرير نظرية مفادها أنه في حال تشكيل سود أمريكا لدولة خاصة بهم، فأنهم سيحتلون مرتبة أعلى من أثيوبيا (420 ألف إلى مليون و300 ألف) وسيقبعون خلف ساحل العاج (750 ألف)، من حيث معدل حاملي (HIV).
كيف نقرأ هذا التقرير كمسلمين؟
أحبتي في الله! هذا هو الواقع الذي تعيشه أمريكا اليوم، فعلى الرغم من التطور التقني والعلمي الهائل، إلا أنهم فشلوا تماماً في إيجاد علاج ناجع لمرض الإيدز الذي حصد أرواح الملايين حتى الآن. فقد اتخذوا إجراءات الوقاية، وإجراءات التوعية، وعكفوا في مختبراتهم على البحث والدراسة لإيجاد اللقاح الفعال، وأنفقوا بلايين الدولارات لمكافحة هذا الوباء القاتل، وفعلوا الكثير وعلى الرغم من ذلك لازال المرض يتطور ولازالت أعداد المصابين به تزداد يوماً بعد يوم.
إنهم فعلوا كل ذلك وسيفعلون الكثير إلا أنهم لن يستفيدوا شيئاً، لأن العلاج بسيط وسهل ولا يكلف شيئاً، لقد عالج النبي صلى الله عليه وسلم هذا الوباء قبل حدوثه بتحذير يتضمن كلمات قليلة، إلا أن نتائجه كانت رائعة، حيث نرى اليوم وبفضل تعاليم الإسلام أن الدول الإسلامية هي الأقل تضرراً من هذا المرض، حتى إننا نجد في بعض الدول الإسلامية أعداداً لا تكاد تُذكر للإصابة بهذا المرض وذلك إذا ما قارناها بالدول غير الإسلامية.
إن التحذير النبوي يقول لنا: (لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا) [رواه ابن ماجه]. وقد تحقق الوعد النبوي، فنحن نرى الفاحشة جهاراً اليوم من خلال الفضائيات ومواقع الإنترنت، ولذلك فقد تفشى مرض الإيدز وهو مرض جديد غير معروف من قبل، تماماً كما أخبر بذلك الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام!
لقد عالج القرآن هذه الظاهرة بتعليمة واحدة من خلال هذه الآية: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا) [الإسراء: 32]. فانظروا معي إلى عظمة هذا النداء، فقد صوَّر لنا الله الزنا على أنه فاحشة وأنه أسوأ طريق يمكن للإنسان أن يختاره، ولذلك فقد كان من نتائج هذا النداء الإلهي أن المسلمين حصنوا أنفسهم من هذا المرض وغيره.
واليوم يقف الغرب بكل وسائله عاجزاً أمام ظاهرة الإيدز، لماذا؟ لأنه لم يستجدب للنداء الإلهي، ولأنه اختار طريق الفاحشة، فمهما فعل من احتياطات لن يفلح في علاج الإيدز إلا إذا التزم طريق الله تبارك وتعالى. إن هذا الحديث يمثل معجزة في هذا العصر، فمن الذي أخبر النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم عن ظاهرة الأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم، أي أنه ستظهر أمراض جديدة مع ظهور الفاحشة والإعلان بها؟
لو كان محمد صلى الله عليه وسلم يريد الشهرة والمجد والمال والسلطان، ألم يكن الأجدر به أن يبيح لقومه شرب الخمر والزنا وهم الذين كانوا يشربون الخمر ويرتكبون الفواحش في الجاهلية؟ ولكننا نجده يحرم بشدة شرب الخمر، ويحرم بشدة الفاحشة والشذوذ الجنسي، وقد أثبت العلم ضرر هذه الأفعال، فهذا يدل على أنه رسول مرسل من عند الله الذي يعلم السر وأخفى، هذا الإله العظيم يريد لنا الخير والسعادة في الدنيا والآخرة.
نسأل الله تعالى أن يثبتنا على الحق وأن يزيدنا علماً وعملاً بما علمنا وأن يجنّبنا مزالق الهوى والضلال: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران: 8].
التعليقات (0)