العلامة الحسيني انتقد تعطيل الحكومة وهيئة الحوار
وحذر من اللعب بنار التوتير الامني في الشارع
ألقى سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني خطبة الجمعة في مصلى بني هاشم وتناول فيها أهمية فريضة الحج ماديا ومعنويا .
وقال : بالاضافة الى معاني شعيرة الحج من الناحية الدينية والعقائدية ، فان لهذه الفريضة أهمية مادية ومعنوية كبيرة ، اذ ان توجه الحجيج إلى مكة من كل اقطار الارض يدل دلالة واقعية على ان الاسلام دين الجمع لا التفرقة ، ودين التقريب بين الناس ، فيشكل موسم الحج فرصة للامم لتلتقي على التوجيه الصحيح لاحياء الحق وإنكار المنكر.وبهذا المعنى تسقط احدى ركائز الفكر التكفيري او التفرقة بين المذاهب والاعراق والاجناس ، فالناس في الاسلام سواسية ، لا فضل لاحد على احد الا بالتقوى .
كما ان للحج بعدا معنويا آخر ، هو الجمع بين كل طبقات المجتمع ، فامام طاعة الله عز وجل ، لا فرق بين امير ومامور ، ورئيس ومرؤوس ، وفقير وغني ، ورجل وأمراة ، وشاب وشيخ . يتساوى الجميع ، وتزول الفوارق الاجتماعية ، ويحل محلها خضوع الكل لمعاني التقوى ، للاستزادة منها في الحياة الدنيا ،أملا برضى الله سبحانه وتعالى في الحياة الآخرة .
وفي الشأن السياسي رأى العلامة الحسيني أن الوضع في لبنان يتجه الى مزيد من التصعيد بسبب سلوك المعنيين بالازمة السياسية ، فلا احترام للمواعيد الحكومية في مجلس الوزراء ، ولا التزام بموجبات هيئة الحوار الوطني ، ما يدل على ان القيادات تتصرف في هذه المناسبات كمحطات لتصفية الحسابات ، فتتعطل الحكومة وهيئة الحوار الذي طالبنا به مرارا وتكرارا .
نجدد الدعوة الى المسؤولين الى بذل المزيد من الجهد لمعالجة الازمة السياسية في البلاد ، والى عدم الاكتفاء بانتظار المبادرات العربية والصديقة . فالمساعي الخارجية المخلصة ، لا سيما العربية منها ، لا تكفي لحل المعضلات اللبنانية ، اذا لم تتضافر معها الجهود المحلية ، وخصوصا من الفرقاء السياسيين المعنيين .
كما نكرر تحذيرنا الجميع من اللعب بنار التوتير الامني في الشارع ، وندعو الجيش للتشدد في الحفاظ على الامن في مختلف المناطق اللبنانية ، فالمؤسسة العسكرية هي اليوم محط انظار جميع اللبنانيين للحفاظ على الاستقرار .
ان الاعتداءات الارهابية المتمادية في بغداد ، والتي طالت دور العبادة والتجمعات السكنية ، تدمي القلب وتصيبنا بالاسى والحزن ، نظرا لما تخلفه من خسائر وفواجع . ولكنها في الوقت نفسه تدفع العراقيين للتفكير باسبابها وبمسببيها . ان الاحتلال الاميركي لهذا البلد خلق البيئة المناسبة لحصول اكبر واوسع تدخل ايراني في العراق ، بحيث تحولت ارض الرافدين الى ساحة لتصفية الحسابات الاميركية الايرانية ، فتارة يتفقون وطورا يختلفون ، وفي كل مرة يدفع العراقيون الثمن من دمهم . لقد كشفت وثائق ويكليكس تاريخ وتفاصيل هذا التواطؤ الاميركي الايراني ضد الشعب العراقي ، وجاء ترشيح نوري المالكي رغم تاريخه الاجرامي بحق العراقيين ، لتجديد ولايته الحكومية كدليل جديد على هذا الواطؤ.
لقد أيدنا النداء وجهه خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز لقادة العراق من اجل الاجتماع في العاصمة السعودية الرياض عقب موسم الحج تحت مظلة الجامعة العربية. لاننا نعتقد ان لا خلاص للعراق الشقيق الا بالعودة الى حضنه العربي والخروج نهائيا من مستنقع الدم الذي وضعه فيه التآمر الاميركي الايراني .
أما في فلسطين فان استمرار الحرب الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني وممثلي سلطته الوطنية ، عبر الاجراءات القمعية ، وعمليات التهويد ، والاعتداءات بالقتل وجرف الاراضي والتهجير ، توجب على الفصائل الفلسطينية كافة انجاز المصالحة الوطنية برعاية عربية ، لان قدر فلسطين ان تكون في الحضن العربي ، منعا لاستغلال قضيتها من ايران كما اشار اخيرا رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس.
ايها الاخوة والاخوات
في هذه الايام المباركة يثبت النظام الايراني مرة جديدة ابتعاده عن قيم وموجبات ديننا الحنيف من خلال المضي في سياسة قمع المعارضين وقتلهم تحت مسميات قانونية زائفة مثل احكام الاعدام التي تصدرها محاكمه من دون اساس شرعي او وضعي .ان ما تكشفه تقارير منظمات حقوق الانسان عن الفظائع التي يرتكبها جلاوزة حكم الملالي ضد المعتقلين ، وخصوصا عمليات الاغتصاب، تقشعر له الابدان. ولكنه يبشر بان ليل الظالمين لن يطول. وكلما توحش النظام اكثر كلما باتت نهايته قريبة باذن الله .
ان مأزق نظام الملالي في الداخل يزيده شراسة في الخارج ، وخصوصا في الدول العربية التي يتدخل في شؤونها . وآخر اختراقاته تمت على المستوى الاعلامي ببث الدعاية التضليلية عبر تلفزيونات يملكها او يمولها ، للتحريض ضد الاستقرار في الدول العربية .
من موقعنا المرجعي نحذر أبناءنا واخواننا الشيعة في كل الدول العربية من الاضاليل الايرانية وكلنا ثقة ان النظام الذي سقط داخل بلاده في امتحان الشرعية الشعبية لن ينجح تمرير اضاليله على العرب بكل طوائفهم ومذاهبهم ، وخصوصا الشيعة منهم.
ان هذا العمل الدعائي التضليلي يتطلب مواجهة على المستوى نفسه ، وبالوسائل عينها ، اي بسلاح الاعلام . من هنا دعوتنا للدول العربية الى تقديم كل الدعم المادي لاقامة الوسائل الاعلامية المناسبة للاصوات العربية الاصيلة الموجهة لشيعة العرب ، وفي مقدمها المجلس الاسلامي العرب ، للدعوة الى الوحدة الاسلامية ونبذ التفرقة ورفض التدخل الايراني في الشؤون العربية ، ومقاومة تهديد الامن القومي العربي .
http://an-lb.com/?id=8684
القسم الاعلامي
المجلس الاسلامي العرب
الجمعة:5/11/2010
التعليقات (0)