مواضيع اليوم

العلاقات الإقليمية الإيرانية التركية في زيارة روحاني لأنقرة

خالد الأحوازي

2014-06-10 21:40:22

0

تزامن زيارة روحاني لتركيا مع المحادثات النووية الإيرانية الغربية والتي من الممكن أن تعالج ملف طهران النووي بصورة كاملة تشير بكل وضوح الى حدوث تغيّر كبير في تبادل الأدوار الإقليمية في الفترة الزمنية القادمة حيث من الممكن أن يكون لإيران دورٌ كبير بمعية تركيا؛ خاصة بعد ثورات الربيع العربي والتغيّر الحاصل في خارطة التحالفات العربية ، فإنّ هذه الزيارة بصورة عامة والتحول في العلاقات الإيرانية التركية نحو الوصول الى نقطة تفاهم جوهري بين البلدين يشمل بقية الدول في الشرق الأوسط يمكن أن تصبح منقذاً للمنطقة برمتها بسبب ما تشهده هذه المنطقة من أزمات و أيضاً بسبب الدور الستراتيجي لكلا البلدين في التحالفات الإقليمية.

Image

يرى المتابعون للشأنين الإيراني والتركي ، بأنّ زيارة روحاني لأنقرة تأتي بعد حوالي ثمانية عشر عاماً من آخر زيارة رسمية بروتوكولية قام بها رئيس إيراني لأنقرة . وهي زيارة رفسنجاني التي قام بها عام 1996 ، لأنّ جميع الزيارات التي قام بها الرؤساء الإيرانيون السابقون مثل نجاد وخاتمي كانت عبارة عن زيارات عمل لا زيارات رئاسية ، وذلك لتفادي الالتزام بالبروتوكول الرئاسي التركي، الذي يُلزم الزائر الأجنبي الرسمي بالتوجه أولاً إلى قبر مصطفى كمال، وهذا ما يرفضه الجانب الإيراني ولم تسلم الحكومة التركية هذه المرة أيضاً من نقد الإعلام القومي التركي بسبب تحاشي الرئيس الإيراني زيارة قبر أتاتورك لكنّ الأوضاع الإقليمية وما يمكن للزيارة أن تحملها من مفاجئات بسبب إعتدال الرئيس روحاني التي طغت على جميع تلك المواضيع المطروحة للنقاش.

Image

لكن السؤوال الذي يطرح نفسه بألحاح هو هل ستحدث هذه المرة قفزة نوعية في العلاقات السياسية بين البلدين كما يحدث من قفزة نوعية في العلاقات التجارية والإقتصادية بين البلدين أم أنّ اختلاف الرؤى الإقليمية حول موضوعات الصراع السوري و التوجه التركي الإخواني من الربيع العربي وكذلك الموضوع الكردي سيمنع حدوث تطور نوعي في العلاقات الثنائية؟!

Image

من الواضح أنّ روحاني لم يذهب لأنقرة للسياحة أو لقضاء عطلته الصيفية لأنّ الرجل لديه ما يكفي من مشاكل داخلية عالقه مع خصومه المحافظين تمنعه من التنزّه في حدائق أنقرة. يبدو أنّ العمل الجاد بين طهران و أنقرة في هذه البرهة الزمنية ضروري و ملحّ للغاية لما تواجهه المنطقة من صراع و تعاظم دور الإرهابيين في دول الجوار(العراق و سوريا) فالوقت قد حان لوضع خارطة طريق تضمّ طهران وأنقرة و الدول العربية لوقف نزيف الدم في هذه المنطقة لما لإيران من دور إقليمي متعاظم و نفوذ كبير يمكنها أن تلعبه بشكل إيجابي لتنمية شاملة في منطقة الشرق الأوسط بعيداً عن التطرف و الإقتتال والصراعات الإثنية والعرقية طبعاً بعد التوصل الى اتفاق نووي إيراني مع المجتمع الدولي لإنقاذ المنطقة من مشاكل مستعصية يمكن أن تضعها نحو حافة الإنهيار.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات