مواضيع اليوم

العشق الميت

Riyad .

2015-03-03 09:43:23

0

العشق الميت

العواطف لغة قبل أن تكون غريزة وفطرة تتجلى فيها معاني الإنسانية في أبهى الحٌلل , العشق حالة فريدة يعيشها البعض ويخشها آخرون ويفتقدها الكثير من البشر  , العشق الحالة الفريدة تمثل الشيء الكثير للنفس البشرية فالعاطفة وقود العشق والعشق البداية الفعلية لرحلة الذكريات والأمل والخيال والتأمل والألم أيضاً .

في قديم الزمان احتضنت الأرض عٌشاق وعاشقات كتبوا للبشرية أروع القصص في العشق والوفاء والإخلاص , حكايا وقصص قصائد ولقاءات وأمنيات يخالطها الم الفراق بقدرة القدر , عشاق الزمن القديم كانوا يسيرون وفق العاطفة الإنسانية لا تورعون عن إخفاء العشق ولا يخشون أحداً ينثرون حروف البيان على صفحات الحياة وكأنهم يتخذون من قول أبي تمام  "نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ** ما الحب إلا للحبيب الأولِ" دستوراً للعشق والوفاء , تلك الحقبة الماضية حقبة العٌشاق ليست طارئة على المجتمع العربي بأكمله وليست خيالاً بل حقيقة فهي ناتج طبيعي للفطرة الإنسانية التي لم تغيرها ظروف الزمان والمكان القاسية آنذاك  .

العشق لم يمت بل بقي تتناقله الأجيال جيلاً بعد جيل ولكل جيل طريقته في العشق والحٌب والوفاء , فالشعراء واكبوا حِراك العٌشاق فكتبوا أروع القصائد مصورين حياة العٌشاق وعشقهم بكلمات منظومة  تٌضيء الحياة إلى الأبد  .

قاعدة العٌشاق وعبر الزمن لا تتغير فهي مبنية على أسس وقواعد معينة يضعها العاشق ويصنعها من تلقاء نفسه تلك الأسس والقواعد أختصرها المتنبي صاحب اللغة والبيان في بيتِ جميل ورائع كروعة العٌشاق وأحلامهم وأمنياتهم وشقاوتهم أيضاً "وما كٌنت ممن يدخلٌ العشقٌ قلبه ... ولكن من يبصر جفونك يعشقِ" المتنبي.

قاعدة المتنبي المٌجملة في البيت السابق توارثها العٌشاق فبنو صروح العشق و ارتفعت في سماء الحياة أمنيات وأحلام وكلمات كانت وقود للعشق وخلاصته الفريدة وتناقلت الأجيال قصص وقصائد العشاق الذين لم يكونوا يتوقعون أن قصائدهم ستفتح على الأجيال القادمة  نيران العشق وحمم الفراق !.

في زمن العولمة يأخذ العشق طابعاً أخر فالعٌشاق لهم طريقة مختلفة جداً عن السابق وعشقهم لا يتجاوز النشوة أو النزوة أو رسالة عابرة تناقلها المجتمع ووصلت للعاشق عن طريق الصدفة فأرسها كمبادرة لعشيقته التي هي الأخرى تعلم أن عشقهما مجرد نزوة ونشوة وعاطفة كاذبة ليست بالصادقة .

العشق في زمن العولمة مختلف كلياً عن السابق فالعشق مرهوناً بالمصالح والنزوات والشهوة الحيوانية التي لم تجد لها طريقاً سوى الدخول من بوابة العشق الذي أصبح وأمسى ميتاً , عٌشاق اليوم قد يصدقون في بعض الأحيان لكن في الغالب يكذبون ويخدعون أنفسهم وعواطفهم .

العشق عملية إنسانية بحته تفاعل بين الزمان والمكان والأرواح وعولمة المجتمعات جعلت من العشق ضرباً من الخيال إذا صدق وحقيقة إذا كان الكذب والخداع هو السائد , فهنيئاً لعشاق الزمن القديم وهنيئاً لمن عشق بصدق وإخلاص في زمن بات فيه العشق محاطاً بهالةِ من الكذب والخداع  !.







التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات