الداحس نثرة تظهر بين الظفر واللحم فينقلع منها الظفر .الداحس اذن حالة مرضية وقد اقترب التعريف من ما اصطلح عليه اهل شنقيط وجنوب المغرب من اعتبار كل شخص غير مرغوب به وبكلامه بانه داحس من الدواحس .وقد تبين لنا بالملموس والواضح أن أنظمة الحكم في عالمنا العربي المتعاقد مع التخلف تنتمى الى الحالة المرضية "الداحس" فهى بمثابة الورم الذى يصيب الجسد .وفعلا فان المشخص لحالة العالم العربي يجد الاورام المتناثرة في جسده .أورام لم تصب منها الأقلام ولا الأفكار كما لم تفلح الثورات في اقتلاع هذه الأورام .وكنا في السابق قبل أن نستفيق على كذبة التغيير باسم الحركة الإسلامية المسيسة نسمع خطابات الامام الخميني حول اجتثاث الورم السرطانى الخبيث والمقصود بعبارته الثورية "الكيان الصهيونى " .والأصح أن الورم الحقيقي الى يجب اقتلاعه من الجذر هو ورم الأنظمة الحاكمة او الحكومات العربية .وأخيرا ننصح إخواننا في إيران الذين تجمعنا بهم إرادة البقاء تحت نير التخلف ان يوقظوا هممهم ليقتلعوا بكل ثورية خمينية مقاولة "حزب الله" الذى بدوره تحول لورم يغطى أو يدافع عن بقايا أورام النظام السورى . وللعجب أو قل الاستغراب أن النظام الايرانى وجد نفسه مدافعا عن فساد حكومات .دافع عن المالكى وأرسلت إيران الأسلحة .أما "قم" فقد اختارت تأييد فتاوى السستانى .الذى عول على عصائب أهل الحق لتدافع عن حف أريد به باطل . نجمل القول في حالتنا العربية "المدحوسة"أن : الأنظمة العربية الان وقعت في شر فعلها ،فهى لم تتمكن من إصلاح نفسها منذ ظهورها "الوطنى" .فكانت النتيجة وهى طبعا منطقية ظهور التوجهات الأكثر ريديكالية التى هالها حالة المرض فتقدمت بحلول لعلاج الاورام .فكان السلاح وظهرت الفتاوى وخرج كل داعية يدعو لراية حكم بديل ولو على حساب مشاعر الأمة العربية . فالنظام السياسي في مصر فضح نفسه وأعاد صياغة نظام جديد بلباس قديم . أما النظام السورى فهو نظام فاسد ومنهار وسقوطه مسألة وقت فقط .أما نظام المالكى فقد أثبت بلادته بتركيزه في حكمه على أقلية أمعنت في استعمال التاريخ لأغراض طائفية .فكان حكم المالكى شبيه بالنظام الديني الكثلكثي الذى عرفته أرويا ماقبل النهضة . خلق المالكى تيارا أو لوبيات من اللصوص تاجروا بقضايا العراق ،فتغير البلد من بلد المليون عالم ومثقف ودارس متعلم إلى بلد ينساق أبناءه وراء ترهات من صناعة رجال دين لايفقهون من أصول الدين إلا البكائيات على الأطلال . والبكائيات لم تنهتهى في عالمنا العربي ،فحتى أهل الجزائر تباكوا بفرح على نصر فريقهم ،الذى أبدع في تزيين صورة نظام مرتهل .ولولا "ماكياج" الكرة لكان النظام نسيا منسيا .وهو النظام الذى أسس لبدعة الانقلاب على الشرعية وهو الحكم الذى أوحى للنظام المصرى الجديد المختفى وراء جبة "ال مبارك "بالتنصل من كل تفاهم مع الشعب . دواحس العرب يرفضون التغيير كما يكرهون بقاء أنفسهم خارج الديمقراطية .لذلك نجدهم يبدعون للاستمرار رغم الأورام وقد تحقق ذلك فعلا في بلد المليون شاعر كما يقال .اذ كتب للنظام القبلي العشائرى الاستمرار والبقاء في السلطة تحت يافطة الديمقراطية .في حين تولد عن غياب القذافي ظهور" قذافيون دواحس العرب لن ينتبهوا أن الإبقاء على سياسة اللاصلاح واللاتغيير سيفتح الباب على مصراعيه لدخول دواعش العرب
التعليقات (0)