مواضيع اليوم

الطاغية و ضربات الناتو الإنتقائية!

دانيا الديب

2011-09-19 14:39:25

0


سوريا وشعبها وأرضها تذبح ومنذ الخامس عشر من مارس من الوريد إلى الوريد والشعوب العربية والعالمية تقف مكتوفة الأيدي تراقب وتشجب وتنتظر.....تنتظر ماذا؟ هولوكوست سوري جديد؟ أم إبادة ما يقارب 80 بالمائة من الشعب السوري الثائر. هذه الثورة السورية التي فاقت برقيها وسلميتها ما يوصم العرب به في الغرب من عدائية وعنف وباستشهاد عدد من قادة دول ال G8 عندما قال: التاريخ الثوري الإنساني يتكرر لأني أرى أتباع غاندي ومارتن لوثر كينغ Marching through-out the streets of the Syrian cities and towns!!! ترجمته تطوف شوارع المدن والقرى السورية الثائرة.... الدم السوري القاني وأشلاء شهداء الحرية من نساء ورجال وأطفال قد اختلط بدماء إخوتهم من الشهداء العسكريين الذين رفضوا/يرفضون تصويب نيرانهم المميتة إلى صدور أبنائهم وإخوتهم وأخواتهم من المتظاهرين لأن هؤلاء الأبطال يؤمنون بأن الجيش السوري الأبي هو من الشعب و موجود لحماية الشعب وحماية حدودنا البرية والبحرية والجوية ولإسترجاع سيادتنا على أراضينا المحتلة وليس لحماية رموز الديكتاتورية والفساد وآلة القتل المتمثلة بالشبيحة والمرتزقة (من إيران وجنوب لبنان) والكيانات الإجرامية الأخرى للفرقة الرابعة تحت قيادة السفاح ماهر الأسد أو كما باتت تعرف اليوم وعلى مستوى العالم بفرقة الرعب و الموت والدمار. لا داعي للتذكير وكما قالت المعارضة السورية السيدة ليندا غابرييل أنه من أكبر الأخطاء التي ترتكب حالياً هي إدخال الجيش إلى مناطق المدنيين لملاحقة المتظاهرين، هذا أدى لفقد ثقة الناس بالجيش والإساءة لهيبته، وكل هذا هو نتيجة الإصرار على الحل الأمني الذي لم ينجح إلا بجر البلد إلى الأسوأ. فنرجو من العقلاء سحب الجيش فوراً إلى ثكناته وإلى مواقعه المفترضة على الحدود مع العدو.

 
أجمع الشعب السوري المنتفض ومعه المعارضة بكل أطيافها والرأي العام العربي والعالمي على شجب تدليس ودجل الإعلام السوري الذي أصبح يردد من ضمن شعارات الثوار الأساسية "كاذب... كاذب... كاذب... الإعلام السوري كاذب" سؤال لم يجيب عليه أحد من أبواق الطاغية يتم طرحه منذ نصف سنة على بداية الثورة السورية "لماذا لا يسمح بدخول الإعلام المحايد" وأسوأ الإيمان أن يسمح للإعلام الروسي والصيني بالدخول أو هل لأن بقية الأمم وشعوب الأرض تحبك مؤامرة كونية ضد سوريا كما يقول الطاغية وفريقه الديبلوماسي والإعلامي الفاشل. لماذا هذه المؤامرة الكونية؟ هل أصبحت سوريا الأسد دولة نووية وتكنولوجية متطورة ورائدة تحتكر صناعة الأدوية واللقاحات و السفن الفضائية والأقمار الصناعية الشديدة التطور وهل أصبحت سوريا الأسد بثقلها الإقتصادي والتكنولوجي والعسكري تشكل أكبرخطر يهدد مجموعة دول ال G8؟؟؟؟ هذا هراء ما بعده هراء أصبح يستخدم إعلاميا بطريقة تهكمية لاذعة لكل مناصري الطاغية والسذّج من أتباع نظرية المؤامرة والفوضى الخلاقة!!!

 
هذا النظام الديكتاتوري الفاسد لم يبقى بيده سوى الورقة الطائفية الخاسرة ليلعب بها بعد أن فشل فشلا ذريعا بمغازلة سيدة وجوده إسرائيل وخاصة بعد أن صرح اللص رامي مخلوف ابن خال الطاغية والذي يمتلك أكثر من 70 % بالمائة من الإقتصاد السوري لصحيفة ال NEW YORK TIMES بأن أمن اسرائيل هو من أمن سوريا ولذلك وبعد أكثر من أربعين عاما سمح (في ذكرى النكبة) لشباب فلسطينيين لاجئين مغرر بهم بالإقتراب من حدود الجولان بل ونقلوا ببصات مدنية تحت إشراف المخابرات السورية العسكرية المجرمة ليعبروا حدودا كان الجميع يظن أنها مزروعة بالألغام ولكن على ما يبدو أنها كانت مزروعة بالأزهار والرياحين والخزام الجولاني السليب الذي روي بدماء هؤلاء الشهداء الفلسطينيين المغرر بهم وكانوا وقودا إضافيا يقدم إلى المحرقة الإسرائيلية-الأسدية. ما جرى كان تطبيقا حرفيا لرسالة اللص الفاسد رامي مخلوف ابن خال الطاغية للحبيبة إسرائيل مفادها أنه إذا سقط نظامنا فستتحول جبهة الجولان الوديعة و الهادئة على مر عقود من الزمن إلى بوابة من بوابات جهنم الحمراء التي ستفتح على الدولة العبرية. وفيما يتعلق بالأقليات أستشهد بهذا التعليق الذي قرأته على مدونة السيد سليمان الحكيم "مظاهرة يوم الجمعة 16 سبتمبر يوم انتصارنا كسوريين بكل أدياننا على الطاغية المجرم بشار الفاقد للشرعية لأنه يكمن في خروج تظاهرتين الاولى في مارماريتا المسيحية والاخرى في السويداء الدرزية...الاقليات كانت بحاجة الى الاعلان عن المجلس الوطني لتنطلق لانها تريد ان تعرف البديل. روابط المظاهرات موجود وموثقة على اليوتيوب" وأنا أضيف إلى ذلك أن الأكراد والآشوريون و الدروز والإسماعيلييون يتظاهرون منذ بداية الثورة وهناك الكثير من المعتقلين منهم ولا ننسى وقفات و اعتصامات نقابات المحامين والمهندسين في المدن التي يتواجد فيها المسيحيين والدروز والأكراد والإسماعيليين كمدن السلمية والقامشلي والسويداء ومرمريتا وغيرها.....

 
بعد سقوط آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من المعتقلين والنازحين من كل الطوائف بدأت أصوات المعارضة بكل أطيافها وأصوات المتظاهرين في الداخل تطالب بالحماية الدولية حتى أن إحدى الجمع سميت بجمعة الحماية الدولية....الحماية الدولية لا تعني تدخل حلف الناتو أو مجلس الأمن الدولي عسكريا. بل تعني دخول مراقبين دوليين وإعلام محايد والصليب الأحمر لتغطية ما يجري وحماية المدنيين، ولكن هناك الكثير من أقطاب المعارضة وخاصة المخملية منها بدأ يفكر بأن على الناتو و بمشاركة مقاتلات من السلاح الجوي الإماراتي والقطري و التركي والسعودي بتنفيذ عمليات جوية انتقائية يتم فيها ضرب مقرات المخابرات السورية والفرقة الرابعة ومقرات الشبيحة الأمنية المسؤولة بشكل مباشر عن قتل المتظاهرين وهناك من هو قلبا وقالبا مع تفاصيل هذا التقرير الديبلوماسي الخطير المسرب من أروقة حلف الناتو :

كشف دبلوماسي روسي أن حلف شمال «الأطلسي» بات في مرحلة البحث عن مصادر لتمويل الخطة العسكرية لإطاحة النظام السوري, مؤكداً أنه أنجز جميع الخطط التفصيلية, وفي مقدمتها الغارات التكتيكية وقائمة الأهداف المنوي مهاجمتها. وأكد الدبلوماسي, العضو في البعثة الروسية لدى الحلف, حصول البعثة على «وثائق توحي بأن الخطة شبيهة إلى حد التطابق بالخطة التي نفذت في يوغوسلافيا السابقة وأدت إلى اعتقال الرئيس سلوبودان ميلوسوفيتش وأركان نظامه . أي تنفيذ قصف جوي مركز على مدى بضعة أسابيع يطال مراكز القيادة والسيطرة وينتهي باستسلام أركان النظام السوري وسوقهم ك «مجرمي حرب» إلى «محكمة خاصة بسورية» يجري إنشاؤها بالتزامن مع تنفيذ الغارات». ونقل موقع «الحقيقة» السوري الإلكتروني, عن المصدر قوله «إن المعطيات الموثقة التي حصلنا عليها توحي بأن الحلف وضع جميع الخطط التفصيلية اللازمة للعملية, بما في ذلك تلك المتعلقة بالتفاصيل اللوجستية والغارات التكتيكية وقائمة الأهداف المنوي مهاجمتها, ولم يتبق سوى الغطاءين القانوني والسياسي والمالي». وأوضح أن الغطاء الأول يقتضي استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي, فيما يستلزم الثاني تأمين تكاليف العملية. وبشأن النقطة الأولى, كشف المصدر أن قيادة الحلف وضعت خطتين: خطة أساسية (أ) وخطة بديلة (ب), بحيث يتم اللجوء إلى الثانية في حال استخدمت روسيا والصين, أو إحداهما, حق «الفيتو» لإحباط صدور قرار من مجلس الأمن, ما يعني أن الحلف قرر إطلاق عمليته حتى من دون غطاء دولي. وتأخذ الخطة (ب) بعين الاعتبار إمكانية دخول «حزب الله» وإيران على خط الأزمة من خلال فتح جبهة مع إسرائيل, وبالتالي تحول المواجهة إلى «حرب إقليمية مفتوحة». وأشار المصدر إلى أن الحلف يقدر الوقت اللازم لإتمام العملية بشهرين, مع تكلفة تصل إلى 15 مليار دولار, مؤكداً أن اتصالات سرية جرت في هذا الصدد على أرفع المستويات بين الدول الأساسية في الحلف, وبشكل خاص الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا من جهة, وبين دول الخليج .. من جهة أخرى. ووفقاً للمصدر, تشمل قائمة الأهداف السورية في المرحلة الأولى من الضربة العسكرية أكثر من ثلاثين موقعاً أبرزها: محطة الاستطلاع الجوي الأولى في منطقة شنشار جنوب حمص, ومحطة الاستطلاع الجوي الثانية في منطقة مرج السلطان في غوطة دمشق الشرقية,,,,,, ومحطة الاستطلاع الجوي الثالثة في منطقة برج إسلام شمال اللاذقية. ويهدف ضرب هذه المحطات إلى شل قدرتها على التقاط الأهداف المعادية البعيدة, ومنعها من إعطاء القوى الجوية والدفاع الجوي إنذاراً مبكراً من هجمات جوية معادية. كما تشمل قائمة الأهداف أيضاً, استهداف بطاريات صواريخ «أرض جو باتسنر1» التي تعمل على مستويات منخفضة والتي باعتها روسيا إلى سورية قبل عامين من أجل حماية المواقع الاستراتيجية الأكثر أهمية, وبطاريات صواريخ أرض ¯ جو بعيدة المدى, لاسيما « فولغا» و» أنغارا» ( إس إي 5) و «غرونبل» (إس 10) و»بوك» ( إس 11), وخاصة المنصوبة منها حول دمشق. وتشمل قائمة المواقع المستهدفة في المرحلة الأولى أيضاً, القواعد الجوية التي تضم الطائرات الأحدث, وبشكل خاص في الضمير والناصرية والشعيرات وأبو الضهور وخلخلة, إضافة إلى مراكز الاتصالات التابعة للأركان العامة. أما بالنسبة للمرحلة الثانية, فتشمل القائمة استهداف مواقع قيادة الحرس الجمهوري في منطقة جديدة شيباني ومنطقة دمر في سفوح جبل قاسيون الغربية, وقيادة «الفرقة الرابعة» (التي يقودها شقيق الرئيس ماهر الأسد) في منطقة يعفور غرب دمشق, وقيادة المخابرات العسكرية الجديدة في البرامكة وكفرسوسة بدمشق, وقيادة المخابرات العامة في كفر سوسة وقيادة المخابرات الجوية في باب توما, وقيادة الفرقة الأولى في قطنا, وقيادة الفرقة السابعة في زاكية, وقيادة الفرقة الثالثة في القطيفة. وكشف المصدر الروسي أن موسكو أبلغت دمشق منذ أكثر من أسبوعين خطة «الأطلسي», مرجحاً أن يكون ذلك هو السبب الذي دفع النظام السوري إلى تصعيد حملة القمع في محاولة لإنهاء الاحتجاجات والسيطرة على الأوضاع في أسرع وقت ممكن.

 
الأيام القليلة القادمة ستثبت أيا من السيناريوهات المذكورة أعلاه ستكون أكثر موائمة ليتم تطبيقها على أرض الواقع وفي النهاية القرار هو بيد الثوار وبيد الشعب الثائر الذي سوف لن يركع ولن يعود إلى حقبة ما قبل الخامس عشر من مارس مهما كانت التضحيات ومهما زادت حدة البطش والقتل والتعذيب و التنكيل والإعتقال.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !