الصحفي البريطاني ظروف اعتقاله لدى حكومة الانقلاب
غزة – روى الصحفي البريطاني بول مارتن اليوم الإثنين بعض التفاصيل عن ظروف وأسباب اعتقاله من قبل الحكومة المقالة في قطاع غزة مدة 26 يوما ما بين شهري شباط وآذار من هذا العام.
وقال مارتن لصحيفة الغارديان البريطانية إنه في اليوم الأول وضع في العزل الإنفرادي ومنعت عنه الكتب ولم يسمح له بورقة وقلم، وتعرض للتهديد بالقتل عدة مرات، وأن تلك الأيام الـ 26 التي قضاها في الاعتقال في غزة بدت دون نهاية وأنه كان على قناعة أن الموت هو أكثر ما كان يتوقعه في تلك الأيام.
واضاف مارتن أن المدعي العام العسكري الذي استدعي إلى مكتبه كان يقول له: أنت لست شاهدا بل متهم، وعن سبب اعتقاله يقول مارتن إنه جاء ليدلي بشهادته لصالح شاب اسمه محمد كان قد أجرى مقابلة معه... هذا الشاب على حد قول الصحفي البريطاني كان عضوا في جماعة مسلحة كانت تطلق الصواريخ محلية الصنع باتجاه المناطق المدنية الإسرائيلية، وقد ترك الجماعة المسلحة مما جعل جميع المسلحين ينظرون إليه نظرة عدائية... ثم أخذ محمد ينتقد الهجمات الصاروخية باعتبار أنها غير مجدية... ويقول بول مارتن على لسان محمد: صواريخنا التي تطلق باتجاه المدنيين لا تعدو سوى ذريعة للإسرائيليين كي يهاجموننا.
ثم يمضي الصحفي البريطاني متسائلا إذا ما كانت المقابلة التي أجراها مع محمد قد عرضته للخطر علما أنه كان عرضة للخطر اصلا، لكنه يؤكد أن المقابلة تمت بقرار من محمد بعد أن أعطي الوقت الكافي لتقدير مخاطرها كما يرى مارتن أن المقابلة كانت وسيلة حماية أكثر منها تعريضا للخطر لأن الأنظمة القمعية في جميع أنحاء العالم تخشى من تعميم مثل هذه الأخبار وأن الخطورة تكون أكبر إذا ظلت أخبار المعارضين لهذه الأنظمة طي الكتمان ولم يتسنى لأحد أن يطلع عليها.
ويتابع مارتن أنه قبل اعتقاله كتب إلى المدعي العام العسكري في غزة وإلى قيادة حماس يبلغهم أن لديه دليل على أن محمد لم يقترف ذنبا... ويشير إلى أن قطاع غزة يعج باللافتات التي ترحب بالأجانب وتضمن حمايتهم، وأن حماس بررت انقلابها في قطاع غزة ضد حركة فتح بأنه جاء من أجل فرض النظام والقانون، كما يشير إلى نجاح الحركة في تحرير مراسل ال بي بي سي آلان جونستون الذي كان مختطفا لدى مجموعة مسلحة لا تنتمي لحركة حماس، غير أنه عاد وذكر أنه رغم ذلك كله فقد عمدت حركة حماس إلى اعتقال العديد من الصحفيين ومنعهم من التغطية.
وعن التحقيق... يقول بول مارتن إن ستة من المحققين كانوا يوجهون له تهما بالتجسس لصالح المخابرات السرية البريطانية أو جهاز الموساد الإسرائيلي وأن ذلك ستكون عقوبته الموت، كما اتهمه المحققون بأنه كان يتواجد داخل مستشفى مدينة غزة إبان الحرب الإسرائيلية في شتاء عام 2008/2009 ليرى إن كان قادة حماس يختبؤون في المستشفى، لكنه يؤكد أنه لم يكن ممكنا له ولا لغيره من الصحفيين أن يتوجهوا إلى مدينة غزة أثناء القتال... ويضيف أنه عاد إلى مدينة غزة بعد عدة أيام من توقف القتال.
ويستغرب مارتن كيف أن المحققين اتهموا ابنته البالغة من العمر 21 عاما أنها كانت تشارك في تدريبات عسكرية في مدينة حيفا بناء على صور لها وهي تمارس رياضة الطيران بالمظلة في مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا.
وعن الإدانة والتبرئة لمن يتهم بالتجسس يقول بول مارتن إن ذلك لا علاقة له بالحسابات السياسية إذ لم تشفع له السنوات الطويلة التي أمضاها في دعم حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وفي أفريقيا... ويورد دليلا على أنه ما زال يتهم بالترويج لصالح الفلسطينيين بعد أن صور القتل البشع لفتى فلسطيني عمره 12 عاما في غزة أثناء الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
التعليقات (0)