في أكتوبر 2007 نشر الشيخ الدكتور ياسر برهامي القيادي السلفي البارز مقالا بعنوان (تصريحات العريان وخلل الموازين) يبدي فيه اعتراضه وتعجبه من تصريحات منسوبة للدكتور عصام العريان القيادي بجماعة الإخوان المسلمين حول إمكانية اعتراف الإخوان "أو حزب الإخوان" المزمع قيامه في حال وصوله للسلطة بدولة إسرائيل واتفاقيات كامب ديفيد معتبرا ذلك التفافا على ثوابت الجماعة ومبادئها ومما جاء فيه: لا ندري كيف يعبر حزب الجماعة -لو أنشئ- عن مواقف تضاد ثوابت الجماعة ومواقفها التاريخية التي ضحى شهداؤها بالأمس بأرواحهم من أجلها في مشاركات بطولية حاولت منع قيام دولة إسرائيل ساعة قيامها، وظلت من أعظم أسباب انجذاب الشباب لهذه الجماعة. موضحا أنه إن كان له رؤية حول هذه التصريحات فهي على سبيل محاولة الاستفادة لأنفسنا، والنصيحة لإخواننا من هذه التجربة العجيبة في المشاركة السياسية، وآثار الانزلاق في هذه اللعبة دون ثوابت في المرجعية وبصيرة في الموازين ..
ويضيف: من هذا المنطلق نقرر أن رفض أهل الإسلام لاتفاقاتٍ مع أعداء الإسلام المغتصبين لبلاد المسلمين، والتي تقرر حقهم في أرض المسلمين وأن يعلو عليها كلمة الكفر إلى الأبد، وأن ينشأ أبناء الإسلام على أن وجودهم بهذه الصورة هو وجود حق وعدل ووعد تاريخي، وليس وجود بغي وظلم إن عجزنا عن إزالته اليوم لم نفقد عزيمتنا ولا عزيمة أبنائنا وأحفادنا عن إزالته غداً، موضحا أن هذا الرفض نابع من نصوص قرآنية قاطعة تحدد علاقة المسلمين بغيرهم وتبين نظرتهم للأرض كلها خاصة أرض الإسلام وخاصة الأرض المقدس.
لم يقف الشيخ برهامي عند هذا الحد من الانتقاد لموقف الإخوان الجديد وقتها بل قال ما نصه: نرى في مثل هذه التغييرات في الموقف كيف يَحُول الله بين المرء وقلبه، فيتخبط بين الحق والباطل، وينطفئ نور البصيرة حتى ينعدم التمييز بين ما يصلح أن يقال أو يعرض، وبين ما يكون في قوله أو عرضه تعريض لإيمان الإنسان للخطر، وزلزلة لهويته وولائه وانتمائه.
وفي مقال آخر نشر منتصف عام 2010 جدد برهامي صراحة دعوته إلى التخلي عن معاهدة السلام مع إسرائيل وداعيا إلى الامتناع عن تصدير الغاز حسب الاتفاقيات التي أبرمها نظام الرئيس السابق حسني مبارك كما دعا إلى إنشاء جيوش مسلمة قوية لا تعتمد في تسليحها وتدريبها على الأعداء فيقول ونحن إذ نعلن براءتنا من اليهود ومَن والاهم، ومن أفعالهم نرى أن من واجب المسلمين وحكوماتهم ما يلي:
1- مناصرة المسلمين المحاصرين في غزة وإمدادهم بكل أنواع المساعدات.
2- العمل على إيجاد جيوش مسلمة قوية قادرة على الدفاع عن بلاد المسلمين، ولا تعتمد في مصادر تسليحها وتدريبها وتخطيطها على الأعداء.
3- العمل بكل طريق لإخراج جنود الكفار -وقواعدهم العسكرية من جميع بلاد المسلمين- من الأمريكان وحلفائهم حلفاء اليهود ومسانديهم في عدوانهم
4- سحب الأرصدة المالية الرسمية والخاصة من البنوك الربوية الأمريكية والأوروبية وعامتها يهودية، وبورصاتهم واستثمارها في بلاد المسلمين .
5- منع الوقود والغاز من الوصول إلى اليهود وحلفائهم.
6- نفض اليدين تمامًا من دعاوى السلام والمفاوضات والمبادرات بأنواعها بما فيها حل الدولتين؛ لأن ذلك فيه إقرار بحق اليهود في أرض فلسطين، وهي ليست ملكًا لأحد حتى يبيعها لهم بالثمن البخس، بل هي أرض الإسلام والمسلمين في كل مكان، وإعداد الأمة ليوم مواجهة آت لا محالة، وأول ذلك الإعداد الإيماني التربوي لأبناء الأمة والبعد عن إلهائهم بالملهيات والتوافه، وكل هذه الامور يمكن العمل بها لو تحققت الإرادة، وما لا يمكن في وقت من الأوقات من البعض يجب عليه السعي إليه واتخاذ الخطوات المؤدية إليه، وليس السير في عكس هذا الاتجاه والتعلل بالعجز والضعف الذي يزيدنا ضعفًا وعجزًا.
وإذا كانت جماعات ليست ذات جيوش نظامية وبتسليح محلي محدود قد أرهقت جيوش الأعداء متحالفين، وجيوش الاحتلال بكل عتادها وعددها عند وجود الإرادة السياسة؛ فكيف بالدول؟! ا.هـ
التعليقات (0)