مواضيع اليوم

الشعوب التي ابهرتنا

ابورفاد العليي

2011-04-24 18:39:09

0


 

اولا اعتذر عن هذه الغيبة الطويلة بسبب الانشغال بالوضع في ليبيا . قبل الثورة البوعزيزية التونسية كنت اعد العدة لكتابة العديد من المقالات التي تنتقد الشعوب العربية المستكينة النائمة الغارقة في ثالوث الجهل والفقر والمرض ( والمرض هنا ليس مجرد مرض الجسد فقط بل معه المرض الفكري الثقافي والايدولوجي ايضا ) ولم اكن اتوقع ابدا بأن طبقات النوم والاستكانة والتكاسل والتخاذل واللامبالاة تخفي تحتها بركان يغلى من الممكن ان ينفجر في اي لحظة . وحين انفجر البركان التونسي المسمى (بركان بوعزيزي) حدث عندي ارتباك . هل اواصل نقد هذه الشعوب ؟ ام اتريث قليلا وانتظر نتائج ما يحدث الان ؟ ام القي كل تلك المقالات في سلة المهملات واتجه في الاتجاه الاخر واركب في قافلة هذه الثورات واتحول بين عشية وضحاها من ناقد لهذه الشعوب الى ممجد لها ؟ علما باني لست من الذين يسيرون في فلك ايدولوجية معينة لا يخرجون عنها ابدا ولا يتبدلون مهما تبدلت الامور من حولهم متصلبون على رايهم سواء كان خطأ ام صوابا . بل انا من الذين يصفون الاحداث كما هي فان تغيرت الاحداث تغيرو معها واعتقد ان الكاتب لابد ان يتصف بالمرونة مع الاحداث ويبحث عن احقاق الحق وابطال الباطل خير له من يدافع عن ايدولوجية معينة سواء كانت على الحق ام على الباطل فهذه هي الحرية الحقيقة ان تكون حرا من كل الافكار والايدولوجيات لتكون امينا في فكرك وكتاباتك ولذلك حين فاجأتني هذه الشعوب لم يكن يسعني سوى ان ارفع لها القبعة واقدم لها التحية وبغض النظر عن نتائج هذه الثورات في المستقبل الا ان ما فعلته هذه الشعوب كان معجزة بكل المقاييس وكان انجازا ضخما لم يكن احد يتصوره او يتخيله ابدا فانا لم اكن اتوقع ابدا ان يحدث ما حدث واي انسان يقول لي انه كان يتوقع هذه الثورات الكاسحة ،لن اصدقة ابدا ، فما حدث كان فوق التوقعات والتخيلات والتصورات وابعد من الطموحات . فان تهتز العروش وان تندثر الاصنام بكل هذه القوة والسرعة وممن ؟ من شعوب لم يكن يرجى خيرها . هذا مالا يتصوره عقل ولا يستوعبه عاقل . والذي يثير اعجابي واعتقد انه كان سبب نجاح هذه الثورات ان هذه الثورات كانت بدون ايدولوجية ابدا فالذين قامو بها لم تكن لهم ايدولوجية ظاهرة ولا باطنة و كانت اهدافهم واضحة وبسيطة فلم تكن لهم اهدافا خفية ولم يضمرو في انفسهم شيئا لا نعرفه ولم يكونو من اتباع جهة سياسية ولا دينية ولا قبلية ولا طائفية ولذلك حقق لهم الله ما ارادوه في سرعة البرق برغم انهم طلبو المستحيل . الا انهم نالو المستحيل . وكمثال بسيط وسهل راينا قبلهم القاعدة وهي تثور وتقاتل وتستخدم كل انواع الاسلحة حتى الصلوات والادعية لتنال عشر ما نالته هذه الشعوب لكنها لم تحقق شيئا بل كانت النتيجة كارثية وانتصر عليهم الحكام نصرا ساحقا علما بأن القاعدة اخذت وقتا طويلا جدا نسبة الى ما اخذه هؤلاء الثوار بل ان الاجمل من ذلك كله اننا لم نرى القاعدة تختفي تماما من الساحة الا حين ثارت هذه الشعوب فلم نرى لها وجود ولا اثر ولم يسمع بها احد اثناء هذه الاحداث واصبحت نسيا منسيا . كما ان اصحاب الاحزاب السياسية (واؤكد على كلمة اصحاب) الذين افنو اعمارهم بحثا عن السلطة وامتلئت وجوههم بالتجاعيد بسبب السياسة اصبحو في ظل هذه الثورات كمثل (خيل الحكومة) ومعروف في مصر معنى كلمة خيل الحكومة .فهذه الشعوب الثائرة حققت قول الله تعالى (فاما الزبد فيذهب جفاء) وما اكثر هذا الزبد في واقعنا العربي لكن هذه الشعوب اذهبته جفاء

ابورفاد العليي الكناشي السليمي




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !