السيد السيستاني يخالف إجماع الأمة لأنه عالم بالفلك ؟
يدور الحديث كثيرا عن الاختلاف الذي يحصل بين علماء المسلمين في تحديد اليوم الاول من الشهر الهجري وخاصة في أول يوم من شهر رمضان وفي تحديد اليوم الاول من العيد سواء أكان في عيد الفطر أو عيد الاضحى ، وفي تأمل بسيط لهذه الحالة ومن خلال ما سطره الفقهاء في كتبهم الفقهية ورسائلهم العملية نجد أن منشأ الاختلاف هو تحقق الرؤيا من عدمها وهذا راجع الى اختلاف في بعض المباني الفقهية للعلماء ولعل أهمها هو وحدة الأفق أو أصل ولادة الهلال وبعيدا عن الغور في الحديث عن هذه القواعد الفقهية لأنها ليست من مختصاتنا بل نحيلها الى أهلها فهم أدرى بها .
ولكن يمكننا الحديث عن قضية مهمة أجمع عليها العلماء وهي أحدى وسائل تحقق الرؤيا الشرعية للهلال وهي ( شهادة العدلين ) وهذا ما نصت عليه كتب الفقهاء يعني انه مجرد ان يشهد اثنان من العدول برؤية الهلال فتتحقق الرؤيا الشرعية والمقصود بالعدول هم الملتزمون ولو ظاهرا بثوابت الشريعة فكيف اذا كانت الشهادة صادرة من علماء مراجع بل يوجد إجماع لديهم على تحقق الرؤية الشرعية من خلال المشاهدة المباشرة لكثير من المؤمنين وفي أماكن متعددة ومختلفة من بقاع العالم او في البلد الواحد .
وهذا ما حصل فعلا في هذه السنة 1433هـ الموافق 2012 م إذ أجمع علماء الأمة بمختلف مذاهبهم ونحلهم على ان يوم الاحد هو اليوم الاول من شهر شوال وبه يكون أول ايام عيد الفطر المبارك بعد ان تحققت الرؤيا الشرعية وبالعين المجردة ، إلا ان السيد السيستاني خالف هذا الاجماع مع انه ذكر في كتابه منهاج الصالحين الجزء الاول الفصل السادس صفحة 335 انه تثبت رؤية الهلال بشهادة العدلين فلا ادري هل ان جميع هذه المراجع التي قالت بتحقق الرؤيا هم غير عدول ومنهم المراجع الكبار في النجف الاشرف كالشيخ النجفي والسيد الحكيم وعلماء ايران وغيرهم كثير ؟؟
والبعض يدفع هذه الشبهة ويقول ان السيد السيستاني عالم بالفلك وهو أقدر على تمييز بداية الشهر من غيره من العلماء الذين لم ينالوا حظهم من هذا العلم وهنا يأتي التساؤل هل للسيد السيستاني او اتباعه ان يدلونا على كتبه ومؤلفاته في الفلك ؟؟ حتى تدرس لذوي الاختصاص ويستفاد منها مريدو العلم ، ولعلنا نجد فيها نظريات فلكية جديدة يفاد منها العلماء ويفيدون بها طلبتهم ، ولعلنا نجد في تلك الكتب النظرية الفلكية التي من خلالها يفتي السيد السيستاني بعدم تحقق رؤية الهلال مع إجماع الأمة على مشاهدته أم إن هذه الكتب غير مطبوعة وعنوانات فقط كمثيلاتها من كتب الاصول وغيرها من الكتب التي لم ولن ترى النور .
التعليقات (0)