السلفيون هم أبالسة الإنس في العصر الحديث ؟
شريعة الإسلام هي شريعة الله الواحد الأحد الأزلية ،المنبثقة عن عقيدة التوحيد التي ذكر بها كل الأنبياء عليهم السلام ، القائلين لأقوامهم عبر مختلف العصور: ( أُعبدوا الله مالكم من إلاه غيره) ، وهو ما تؤكده آيات بينات كثيرة أجمعت على أن الله قد شرع لنا نحن أمة الإسلام من الدين : ( ما وصى به نوحا و الذي أوحينا إليك و ما وصينا به إبراهيم و موسى و عيسى أن أقيموا الدين و لا تتفرقوا فيه ).
فأمة الإسلام قد وجدت نواتها الأولى في تلك الفرقة القليلة التي دعاها نوح إلى توحيد الله فآمنت ،و نجاها الله من الغرق في الفلك المشحون .
إن أمة الإسلام تستمد كل مفاهيمها العقائدية و الحياتية و التشريعية، من معايير الله العزيز الحكيم و موازينه العادلة التي قد أوحى بها إلى كل أنبيائه عليهم السلام، و ذكروا بها أقوامهم و حفظوها أتباعهم في كتب و مجلدات مثلت مرجعا للراسخين في العلم و الموحدين عبر كل العصور.
و سعى أعداء التوحيد من الكفار و المشركين و المنافقين دوما إلى إخفاء النسخ الأصلية للوحي أو إيجاد كتب موازية قصد طمس حقائق التوحيد و تشويه مفاهيمه الواضحة استجابة للشيطان الذي كان قد توعد أبناء آدم عليه السلام بدعوة ضعيفي الإيمان منهم قصد ( تغيير خلق الله ) وهو ما يتوافق و مشيئة الله في تمحيص الموحدين المؤمنين بالبعث و النشور ممن هو في شك من الساعة ، إذ لا وجود لمخلوقات من الجن و الإنس من تنكر الله بل هناك من هو في شك من البعث
و النشور .
إذ الشيطان نفسه لا يشك في الله الذي خلقه و لكنه في شك من حكمة الله في خلق إنسان وصفته الملائكة بالقول ( أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك ) لكنها على خلاف إبليس نزهت الله عن النقصان لذلك هم ( لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يأمرون ).
بينما إبليس قد جمع مع الشك في حكمة الله معصية الله عز وجل ، لأن الشك في كمال الله يقود بالضرورة إلى معصيته ، وهو ما يتوافق مع عقيدة السلفيين الذين يتوهمون عدم كمال شريعة الله و ما بعث الله الرسل –حسب زعمهم - إلا ليتمموا شريعة الله الناقصة و يبينوها و يوضحوها للناس ، ما يجعلهم يلتقون مع عقيدة إبليس الفاسدة في التشكيك في حكمة الله و كمال شريعته .؟
و هكذا صار السلفيون على مر الدهور و الأزمان يشكلون بكل نزعاتهم أبالسة الإنس، منطلقهم العقائدي الأساس التشكيك في كمال شريعة الله بدعوى الاجتهاد و تطور الشريعة بتطور الدهور و الأزمان... وهو مدخل شيطاني لتغيير خلق الله و شريعته الغراء و إلباس الحق بالباطل.
و كتبوا ملايين الكتب التي البسوا بها عن الناس دينهم الحق ، حتى صار الموحدون قلة قليلة ، إذ (لا يؤمن أكثر الناس بالله إلا وهم مشركون ) و الناجون من مكر هؤلاء السلفيين الأبالسة هم : ( قليل من الأولين و قليل من الآخرين ).
التعليقات (0)