السلطة نجحت في كسب التأييد الدولي قلق إسرائيلي من نجاح العمل الدبلوماسي الفلسطيني

القدس المحتلة – القدس اون لاين - يبدي مسؤولون كبار في القيادة الاستخباراتية الإسرائيلية تخوفهم من تطور العمل الدبلوماسي والسياسي الفلسطيني، والذي يرون أنه بات يمهد الطريق لإقامة دولة فلسطينية، رغماً عن إسرائيل.

وقالت صحيفة (هآرتس) العبرية، أمس: إن رئيس الاستخبارات العسكرية عاموس يادلين، ومدير (الشين بيت) يوفال ديسكين وغيرهما من كبار مسؤولي الاستخبارات قالوا خلال لقاء مع وزراء في اجتماع الحكومة الأمنية الـمصغرة، أول من أمس: إن السلطة الفلسطينية تسعى إلى دفع إسرائيل إلى التوصل إلى تسوية تفرض عليها فرضاً من قبل الـمجتمع الدولي.

ونقلت الصحيفة عن هؤلاء: الهدوء الحالي في الضفة الغربية الذي نجحت السلطة الفلسطينية في تحقيقه، يدفع الـمجتمع الدولي إلى مطالبة إسرائيل بالتقدم في العملية السياسية.

وقالت الصحيفة نقلاً عن يادلين وديسكين: الفلسطينيون يريدون الاستمرار في بناء دولتهم على الأرض وفي الوقت نفسه العمل مع الولايات الـمتحدة والاتحاد الأوروبي لإجبار إسرائيل على القبول بذلك.

وقد يكون بيان الاتحاد الأوروبي الأخير حول القدس، هو ثمرة من ثمرات الجهود الدبلوماسية التي يتخوف منها الإسرائيليون.

ومما أثار قلق الإسرائيليين تمسك الرئيس محمود عباس بموقفه الرافض لاستئناف الـمفاوضات قبل أن تنفذ إسرائيل ما عليها من استحقاقات نصت عليها خارطة الطريق، ومنها البند الأول الـمتعلق بالوقف الكامل للاستيطان.

ودفع موقف الرئيس عباس هذا رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى القول أمام الكنيست قبل أيام: إن الفلسطينيين لا يريدون التفاوض، بل إن نتنياهو أشار إلى الحملة الدبلوماسية التي نشطت فيها السلطة الوطنية، لكنه قال: لا يمكن أن يكون هناك حل حقيقي للقضية الفلسطينية دون مفاوضات مع إسرائيل.

إضافة إلى ذلك، فإن الخطة التي أعلنها رئيس الوزراء سلام فياض لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية خلال عامين، باتت، أيضاً، تقلق بال الإسرائيليين، حتى إن أحد الكتاب الإسرائيليين قال في مقالة له نشرت في صحيفتي (الغارديان) البريطانية و(هآرتس): وكأن التاريخ يعيد نفسه، إذا كان الإسرائيليون أعلنوا عن دولتهم قبل واحد وستين عاماً رغماً عن العرب، فيبدو أن الفلسطينيين يريدون تكرار ذلك وبناء دولتهم رغماً عن إسرائيل.

وقال رئيس الوزراء سلام فياض، خلال لقائه صحافيين محليين، أمس، في رده على هذه القلق الإسرائيلي: نعم نحن نواصل كل يوم تنفيذ الخطة التي أعلناها.

وقال فياض في حديثه، الذي سينشر كاملاً يوم غد: هذا البرنامج ليس سراً، وطبعاً القصد منه التأثير على الـمجتمع الدولي، واستكمال البناء بأعلى درجة ممكنة؛ مما يضع العملية السياسية تحت ضغط شديد وهائل لإنهاء الاحتلال، كون هذا الأمر جزءاً من العمل النضالي الفلسطيني.

وأضاف : هذا الأمر ليست اختراعاً للبارود، وإنما أجندة واقعية، وجزء مهم من العمل الدبلوماسي أن تضع إسرائيل في مواجهة الـمجتمع الدولي، بعدما كان العالـم يعتبر أننا نحن العقبة.