مواضيع اليوم

السادات يرقص في قبره

mos sam

2009-08-19 10:53:56

0

طال الزمن وتعب العرب من الكفاح ضد الأستعمار وإسرائيل وأنفرط الصف العربي واحدا بعد الاخر. كانت البداية العلنية الأولى للانبطاح زيارة السادات لأسرائيل . والغريب انها جاءت بعد حرب أكتوبر1973التي أسترد فيها العرب بعض كرامتهم التي هدرت بهزيمة 1967 . وجد السادات سعادة في ترحيب أمريكا وأوربا بالزيارة ففتحت أمامه أبوات البيت الابيض الامريكي وأبواب وستمنسر والسانلزيه وبون وصالونات أوربا وامريكا الجميلة المليئة بالسيدات الانيقات الشئ الذي يعشقه السادات ليستعرض معهن رجولته وأناقته ويمتعهن بتدخين ببيبته في حضورهن . وهو بغني لنفسه فرحا وهو يتذكر الايام التعيسة ومؤتمرات القمة العربية والمؤتمرات الثنائية العربية التي يزايد فيها المجتمعون على بعضهم البعض دون تقديم المال والعتاد اللازمين لمصرالتي تتحمل العبئ الأكبر وتكون الخصم الاخطر والأوحد لأسرائيل . كما يتذكر وجوه الرؤساء العرب الكالحة ولابسي العباءة والعقال التي تذكرة بصحراء مصر الخضراء . ولسان حاله يقول مالي وهؤلاء البدو وبقايا العسكر الذين يقولون ما لا يفعلون فإذا حصلت على سيناء حتى منزوعة السلاح والسيادة من إسرائيل بالانفتاح فطز للعرب . وبترولهم ستأخذه امريكا منهم وتدفع بعض ثمنه لي دون إستجداء ملوك الورق وأشباه الرؤساء العسكر وهو يمنون عليه بدراهم معدودة مقابل تقبيل الأيادي وإفتعال الذل والشكر والامتنان . وتوارى الرؤساء العرب بعد زيارة السادات وراء مكاتبهم يحتجون في العلن ويباركون في السر , فخروج مصر من الصف العربي فيه إضعا ف للعرب ضد إسرائيل ولكن فيه إضعاف لموجات التحرر بين الشعوب العربية التي تنغص حياتهم بمطالب الحريات وحقوق الأنسان والديمقراطية . ولم يكن رد الشعوب العربية لزيارة السادات في الدرجة التي توقعها الملوك والرؤساء العرب رغم الدعاية والتطبيل والعداء الذي أظهروه للسادات فسرعان ما نفضت الحركات الأسلامية عن فصائلها الغبار وخرجت إلى السطح بعد فترة التواري التي اعقبت قضاء الرئيس عبد الناصر على الاخوان المسلمين . وكان ذلك صدمة للرؤساء والملوك العرب فرغم سد أبواق القاهرة الداعية للتحرير والوحدة والحريات وحقوق الأنسان التي كانت تنغص حياتهم قبل زيارة السادات لاسرائيل فوجئوا بخروج خطر أقوى وأشرس وهو نشاط الحركات الاسلامية ودعوتها إلي الجهاد وتحطيم الاصنام التي أمتد لهيبها إلى أمريكا وأوربا مما أنعكس على إستقرار الانظمة العربية وأمن الملوك والرؤساء وأصبحوا بين مطرقة الحركات الأسلامية وسندان التدخل الامريكي الاوربي المباشر في شئونهم وفرض السياسات عليهم . ولم تعد قضية فلسطين قضية العرب الأولى كما كانت لاكثر من نصف قرن ونزلت أهميتها ألى أدني درجات الاولوية والأهمية . وهكذا وجد الرؤساء والملوك العرب أن أسلم طريق هو الطريق الذي أستنكروه على السادات وهوالأنبطاح وإقامة العلاقا ت العلنية والسرية مع إسرائيل وقبول حلول الراعي الأمريكي لمشاكل الشرق الأوسط والتحالف مع الغرب للتفرغ للحرب ضد الأرهاب الاسلامي الخطر الحقيقي الذي يهدد ملكهم وسلطانهم . وهكذا بدات تتوالى عملية التطبيع بالاعتراف وفتح المكاتب التجارية والتجارة المباشرة والتعاون السري في كل المجالات قدوة بمصر. فسارعت الأردن ثم دول الخليخ والشمال الأفريقي وبعد خروج العراق من الصف العربي تحاول سوريا الأن اللحاق  بالركب وسلوك طريق التطبيع وسيتبعها لبنان . وترك الفلسطنيون لوحدهم يواجهون نهاية مصيرهم المحتوم وقد تمكنت حركات التحريرالأسلامية المتمثلة في حماس من السيطرة على غزة وتركت ما يسمى بالسلطة الفلسطنية بقيادة محمود عباس تحت رحمة إسرائيل في الضفة الغربية وأخيرا إستطاع عباس أن يجر كل شرائح فتح معه لللحاق بالعرب والأنبطاح أمام إسرائيل وأمريكا والهرولة لقبول ما تقدمه إسرائيل من فتات حتى ولو كان حكما ذاتيا تحت سيادة وأشراف إسرائيل على الجزء الذي تقبل اسرائيل تخصيصه من الضفة الغربية. وليست فتح التي أنبطحت فقط بل أننا نرى طلائع الأنبطاح تظهر بأستحياء في مواقف حماس وحزب الله . وانا أكتب هذا التعليق لا زالت الأخبار تتوالى عن السير في هذا الطريق حتى الرئيس أوباما رحب اخيرا بما تقترحه إسرائيل من حل للقضية الفلسطنية وهو الطريق السليم للسلام والتحالف من اجل الحرب ضد الأرهاب الاسلامي في العالم الاسلامي.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !