السؤال القديم الجديد :هل نحن مجبورون  أم مخيرون ؟

والقائلون بالجبر يفتحون الباب لاتهام  الله سبحانه  بالظلم إذ كيف يجبرنا ثم يحاسبنا ؟ والذين يقولون بالاختيار يفتحون الباب أمام الملحدين الذين ينفون وجود الله أصلا .

وأنا أرى المسألة  ليست لغزا وإنما هى معقولة مقبولة . أنت أيها الإنسان ولدت بلا اختيار وستموت بلا اختيار وتنام بلا اختيار وتصحو بلا اختيار ..أى أن هناك

أشياء تحدث ولا يد لك فيها هذه الأشياء قدرية أنت مجبور عليها وفى هذا رحمة من الله فهناك أمور كثيرة تولاها الله تعالى عنا ...وإلا قل لى بربك :هل تستطيع أن تدير حركة قلبك وأمعائك وأجهزتك الداخلية؟

استمع إلى وحى ربك فى سورة الأنبياء:"قل من يكلؤكم بالّيل والنهار من الرحمان بل هم عن ذكر ربهم معرضون "42 إذن فالإجبار هنا رحمة ومصلحة.

أما الأمور التى يمكن أن تكون بيدك  وتخضع لظروف الزمان والمكان  فربك لايجبرك ولكن يرشدك فيقدم لك منهجا قويما لو اتبعته سعدت وأسعدت ثم يقول لك سبحانه:"فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"

واعلم أنك لن تفعل شيئا بدون إرادة الله ...لأن إرادتك من إرادته وبتعبير آخر :(الله أراد لك أن تريد  وشاء لك أن تشاء ) ومن هنا كان الاختيار ومن هنا كان الثواب والعقاب .

نحن مخيرون فيما تملكه أيدينا ومجبرون فيما لانملك وهذا هو الحق "لئلا يكون للناس على اللله حجة "النساء 165 والله تعالى أعلم