مكتب وسط المدينة وعلى واجهته كتبت وبخط واضح هذه العبارة
شركة الفهود للاستيراد والتصدير /بإدارة الخبير أبو فهد
الشخصيات
1-المدير العام/في الخمسين من العمر ضخم الجثة ذو شخصية مهيبة وملامح صارمة
2-مساعد المدير العام/شاب لم يتعد الثلاثين مجتهد ومثابر له شخصية جذابة وطريقة عجيبة في الإقناع
3-عدد من الرجال المسلحين ينتشرون على طول المسافة من الشارع العام حتى باب غرفة المدير العام
4-عدد من الرجال يقفون أمام الحديقة العامة المواجهة للمكتب
5- شاب في الثلاثين من عمره
6- شخصيات أخرى ستأخذ دورها خلال العرض
المشهد الأول
يدخل مساعد المدير(الذي يطلق عليه السيد المدير ساعدي الأيمن)
مسلما بطريقة ملفتة للنظر وفيها الكثير من التملق: صباح الخير والورد والياسمين إستاد
المدير /بنصف التفاتة وبتهكم :وعليكم السلام
المساعد /لقد أمرت بطلبي (شبيك لبيك المساعد بين ايديك)
المدير /يكمل التفاتته قائلا وبلهجة فيها مسحة من الأسى واليأس:منذ زمن ولم يأتنا زبون
المساعد/والله استاد في الحقيقة والواقع أو بالواقع والحقيقة(قبل أن ينتهي المساعد من تلعثمه صرخ به المدير :ماذا أصابك اليوم ليس كما عرفتك من الهمة والنشاط عسى أن تكون بخير
المساعد /العفو استاد المسالة ليست بهذه السهولة كنت أتصور الجماعة لم يتركوا مكانا إلا وذهبوا إليه ولم يعثروا على المطلوب
المدير/بانزعاج يخلع سترته ويمسح على ربطته الزرقاء وبعصبية :أنت دوختني بالأمس جعلت الدنيا قمرا وربيعا واليوم تقول لاشيء يااخي حرك نفسك قليلا ادفع إن تطلب الأمر ذلك دعهم يتحركون إلى أكثر من منطقة
المساعد/إن شاء الله سيدي نحتاج يوم يومين
المدير /خذ أسبوع المهم العمل جيد أريد هذه المرة زبون دسم وعلى المرام
المساعد/دعاءكم أستاذ وبعض الدولارات أنت تعرف إن هذه العملية تكلف الكثير
المدير/خير إن شاء الله أريد قليلا من الهمة
المساعد/تأذن لي أستاذ بالذهاب
المدير / تفضل بكل سرور
(يخرج مساعد المدير من المكتب ويذهب مباشرة إلى مكتبه الذي يقع مقابل مكتب المدير يدخل ويدفع الباب بقوة رافعا سماعة التلفون):الو أبو سمير اخبر الأولاد وتعال بسرعة (مع السلامة)
يخرج المدير العام وخلفه أربعة حراس ويدخل أبو سمير صاحب المهمات الصعبة كما يسميه المدير يدخل مع شابين على مساعد المدير
=السلام عليكم بشر المدير تعبان وفكرته عنك سيئة واحتمال تفصلون
=ياساتر ولماذا سيدي ماذا بدا مني
المساعد/الكثير انتم مقصرون بعملكم والمدير يقول هذه الأيام الوضع تعبان
لجماعة/استاد عندك فكره وتخفيها علينا إننا لم نترك منطقة تعتب علينا ولحد هذه الساعة وقبل أن تصل بقليل فتشنا المدينة منطقة منطقة ولكن دون فائدة
المساعد/ هذا الكلام لاينفع في شيء غدا تصل البضاعة وإلا مصيرنا لا يبشر بخير والمدير اقسم أن يفصلنا من العمل
أبو سمير وجماعته/يخرجون وهم يتمتمون بكلمات غريبة وبصوت مسموع
المساعد/لاتتمتمون المدير يقول :إذا كان هناك عمل فهناك أجور
المشهد الثاني
يدخل المساعد إلى غرفة المدير وعلى وجهه ضحكة المنتصر :صباح الخير استاد
المدير/صباح الخير ماشاء الله وجهك اليوم يبشر بخير
المساعد /وحقك استاد اليوم سوف تطير من الفرح وتصعد للسقف وتسقط على الأرض
المدير مقاطعا المساعد/ أريد الزبدة
المساعد /لازبدة ولاشي
المدير /انتبه هل نسيت من تخاطب
المساعد /مع حضرتك استاد
المدير اختصر
المساعد/ العفو استاد
المدير باسترخاء :العفو للمساجين
المساعد: وآنا مسجون بأفكارك وولهان
المدير :المهم
المساعد سلامتك استاد
المدير وبعد
المساعد/استاد الفرحة أعمت عيوني وقلبي
المدير/ هل المزرعة احترقت
المساعد /استاد يامزرعة
المدير/ هل السيارات وصلت للميناء
المساعد /استاد صيد ثمين جدا ثمين
المدير/البضاعة المطلوبة على المواصفات
المساعد/ عليك نور وصلت البضاعة ومثل ماتريد
المدير /هل قبضتم على أسامه بن لادن
المساعد/ يااسامه ,ياراغب علامة
المدير /هل فاز العراق على جزر الواق واق
المساعد / استاد تسمح لي أن أقول بان دمك خفيف
المدير /قل وخلصني لا اتحمل أكثر
المساعد/استاد خلال زيارتي سوق المدينة اقصد ونحن نمر بالسوق رأينا شاب عمره 30 سنه تقريبا وهتفنا هذا هو الصيد الثمين
المدير/ بلهفه شديدة وبعد
المساعد/ وقفنا على جانب الطريق نراقب وأرسلنا (أبو سمير) بحجة شراء الكتب من المكتبة التي يقف عندها الشاب
المدير /جيد وبعد
المساعد/كنا نرى ولانسمع لان المسافة لم تكن قريبة وأبو سمير يتكلم بصوت منخفض,لكن وحسب مارايناه إن الأمور تسير على مايرام بدليل إن الشاب تقدم باتجاهنا
المدير/وما علاقة هذه بتلك
المساعد/ استاد لاتستعجل تأتيك القصة عندما وصل الشاب وسلم علينا قلت للجماعة انتم اذهبوا مهمتكم انتهت اتركونا لوحدنا ولك القصة بالتفصيل0
المشهد الثالث
اخذ المساعد الشاب إلى اقرب مقهى وطلب له الشاي ثم سأله: عذرا أين تعمل حضرتك
الشاب/ والله استاد (عطال بطال )
المساعد /بعد أن سمع كلمة أستاذ رتب من جلسته واخذ نفسا طويلا من سيجارته وقال,نعم اتفضل كمل
الشاب/ تخرجت من كلية الإدارة والاقتصاد ولا يوجد تعيين وأنا عسكري والآن أتمتع بإجازة سبعة أيام وغدا التحق
المساعد / إدارة واقتصاد (وعطال بطال )
الشاب /آلاف مثلي أستاذ
المساعد/ اترك الآلاف ودعنا في وضعك
الشاب/ أمر خدمة قال لي صاحبك قبل قليل انتم محتاجين شاب في الشركة
المساعد/ صحيح محتاجين ,وأنت هدية نزلت من السماء
غدا تأتي إلى الشركة وتتفاهم مع المدير
الشاب/ غدا التحق للجيش
المساعد/ ياجيش لاتفكر بشيء اسمه جيش
الشاب/ لااستطيع أستاذ أنا بحياتي لم أتغيب ساعة واحدة والضابط يحبني ويريد خاطري
المساعد ونحن سوف نحبك ونريد خاطرك,لاتفكر بأي شيء روح وتعال غدا وهذا العنوان
يخرج ورقه صغيره ويكتب فيها عنوان الشركة
الشاب في أمان الله استاد
المساعد في أمان الله مع ألف سلامه
المشهد الرابع
المساعد/ بلهجة ذكية اخذ الشاب إلى الزاوية البعيدة من القاعة وهمس في أذنه بصوت مسموع متعمدا ذلك لغاية في نفسه التي هي نفس المدير العام: سوف تدخل على السيد المدير وعندما يسألك اجب بصريح العبارة (يعني لاتترك شيء إلا وتقوله) وحاول أن تخاطب المدير بكلمة استاذ لأنه يموت على هذه المواصفات
الشاب /يعني تقصد أتملق
المساعد/ كيفما تحسبه احسبه ,وقبل أن تدخل أنصحك نصيحة لله وواضح عليك انك مؤدب وابن عائلة وابن عائلة تفضل ادخل
(يدخل الشاب على المدير وهو لايتذكر من نصائح المعاون أي شيء)
الشاب /السلام عليكم استاذ
المدير /وعليكم السلام أهلا وسهلا أتفضل أستريح
بقليل من الارتباك يجلس الشاب على الكرسي ويبقى صامتا
المدير /صبحك الله بالخير
الشاب / الله بالخير استاذ
المدير / طبعا عرفت لماذا أنت هنا
الشاب/ لأجل الوظيفة طبعا
المدير وعرفت الشروط المطلوبة
/الشاب لا والله لكن المساعد قال أشياء من هذا القبيل
المدير /انتبه لما سأقوله لك (أنت تعرف هذه الدائرة لها سمعتها وتاريخها معروف فالمطلوب أن تعتني بالمظهر مثلا تلبس قاط ورباط وحتى إن طبيعة العمل الذي ستقوم به يتطلب أن تملك سيارة وبيت أو على الأقل شقة مؤثثة وربما حارس شخصي أو حراس حسب طبيعة العمل0
الشاب /استاذ الله يخليك أنا لااملك مصروف يوم وتريد كل وتريد كل هذه الأشياء مني
المدير /انت لاتخسر شيء كل المصاريف من الشركة حتى تعرف إن شركتنا عالمية والذي يعمل عندنا لايرى إلا الخير خصوصا إذا ثبت إخلاصه
الشاب /والهذ لا ادري أنا في حيرة وكلامك أستاذ على الرأس لكن هذا الصرف له مقابل أم هو لله والله لا ادري
المدير /لا طبعا ليس لله ولكن تسهيل أمر وأنت تعرف الشركة فيها أسرار وهذه هدية مقابل أن تحفظ الأسرار ,وهناك شيء ثاني حتى لاتدخل بإشكال وأنت إنسان متدين,وحتى نمنع هذا الإشكال توقع على كمبيالات بالمبالغ وتسدده من الراتب وعلى راحتك
الشاب / استاذ رحمة الله على والديك أنا لا اضمن حياتي إلى غد وتريدني أن انتظر سنين أسدد
المدير / لايذهب تفكيرك بعيدا هناك حل يوجد عندنا في الشركة وهذا الحل يفيدك ويفيدنا خلال الدوام سوف تأتيك ترقية وعلاوات وإكراميات حسب نشاطك وهمتك واحتمال يسقط نصفهن أو كلهن0
الشاب /والله لا ادري أستاذ أعطني مهله أسبوع أفكر
المدير /يااسبوع الحالة لاتتحمل يوم غدا صباحا تأتي و تستلم الوظيفة وأبوك الله يرحمه ولا و داعي للوهواس
الشاب/ استاذ الله كريم لكن
المدير لا لكن ولا أي شيء قوي قلبك و الله يسهل خلي عينك بعين الله
الشاب/ ونعم بالله /مع السلام استاذ
المدير مع ألف سلامه لاتنس غدا صباحا نجتمع ونتحاور والباقي على الله
المشهد الخامس
في السابعة تماما كان الشاب واقفا على باب المدير الذي يتأخر كعادته(في هذه الإثناء يأتي مساعد المدير وبحركة بهلوانية يتفاجأ بها الشاب :صباح الخير استاد
الشاب وكان صاعقة وقعت على رأسه :ص,ص صباح النور أهلا أهلا استاد
المساعد / أراك مرتبكا و اعتيادي البارحة لم تنم الليل كله تفكر المهم النتيجة
الشاب أي والله البارحة للصبح لم أذق طعم النوم اقلبها يسرة ويمنة وفي كل مرة اتاكد إن المشكلة ليس لها حل
المساعد/ وهل رفضت الفكرة
الشاب لا لكن كلام المدير مثل الحلم وأخاف أفز وارى ه نفسي
المساعد مقاطعا: بالعكس كلام المدير واقعي بشرط تكون مخلص ولا تناقش على الصغيرة والكبيرة
الشاب /أما الملابس والسيارة والراتب والشقة والحماية معقولة كل هذا لله وليس هناك فخ
المدير /لا يسرح عقلك بعيدا صدقني المدير عدل مثل خط مستقيم صائم مصلي ويعرف الله معقول اختارك أنت من دون البشرية كله لأجل أن يورطك معقولة
الشاب /لا لكن أحس أنا مامرتاح ونفسي تقول هناك شيء خطير سوف يقع
المساعد/ النفس أمارة بالسوء وأنت شاب لطيف وواضح عليك ابن حلال والله لولا حب المدير لك لكان الآن واحد غيرك على باب المدير ينتظر الخير
(في هذه الإثناء يأتي المدير ويدخل إلى مكتبه بسرعة وقبل أن يغلق الباب ينادي على المساعد الذي ابتعد إلى الوراء عند قدوم المدير دع الشاب يدخل بسرعة)
المساعد/ أمرك استاد
يلتفت المساعد إلى الشاب وبلهجة المنتصر: اتفضل المدير بانتظارك
يدخل الشاب بهدوء ويغلق الباب بارتباك متوجها نحو مكان المدير بخطوات قلقة وقبل أن يدعوه المدير للجلوس يقول بصوت بارد وغير مسموع:صباح الخير استاد
المدير (بنفس القاط والرباط يرفع عينيه بجرأة المنتصر ويضع نظارته على الطاولة ): صباح الخير تفضل أستريح لماذا تقف هكذا
يجلس الشاب على احد طرفي الأريكة الفاخرة متمتما؛شكرا أستاذ
المدير :الشكر لله صبحك الله بالخير
الشاب الله بالخير استاد
المدير / التعب واضح على عينيك
الشاب أي والله استاد الليل كله أفكر بهذه الورطة وأقول بيني وبين نفسي معقولة كل هذه الأمور حقيقة أو أنا في حلم
المدير بضحكة المنتصر / لا حقيقة إن شاء الله وحتى لو حلم لو افترضناه حلم انتم المثقفون تقولون دائما الحقيقة تبدأ بحلم أم أنا على خطا
الشاب /لا حشاك أستاذ من الغلط لكن احتاج إلى يقين لكي يرتاح ضميري
المدير/سوف ندخل في الفلسفة وبصراحة آنا لا اقدر عليكم شباب هذا الزمان
الشاب /يبتسم
المدير اضحك ملعون أبو الدنيا (أنت ماسامع :عش أيامك عيش لياليك خلي شبابك يفرح بيك) افرح أتمتع بحياتك ومادمت نظيفا فلا تخاف إلا من الله سبحانه تعالى صدقني الحياة فرصة والرجل الذي يستغل هذه الفرصة
الشاب /والله كلامك صحيح استاد لكن ليطمئن قلبي
المدير : اطمئن وسوف ترتاح راحة وكأنك في الأحلام اسأل عني كل منتسبي الشركة من المساعد إلى الفراش الكل يحبني ويدعو لي بالخير
الشاب /اخبرني المساعد عنك استاد
المدير إذن لامبرر للخوف توكل على الله
الشاب/ نتوكل
( يمد المدير يده إلى الشاب مصافحا ومتمنيا له الخير والموفقية والشاب بدوره يشكر المدير)
المدير /الآن تذهب إلى المساعد وتعطيه هذه الورقة وهو يتصرف
الشاب/ شكرا استاد في أمان الله
المدير في أمان الله
المشهد السادس
يدخل الشاب إلى غرفة مساعد المدير وبعد أن يسلم عليه يسلمه الورقة
المساعد /أستريح لماذا تقف هكذا
يجلس الشاب وهو يفرك أصابعه من الخجل والارتباك
المساعد /صبحك الله بالخير
الشاب الله بالخير استاد
المساعد/ بشر سمسم ماش
الشاب /هذه الورقة بيدك وفيها كل شيء
المساعد /صحيح الورقه إذن مادام الورقه من المدير إذن سمسم وليس ماش
الله بالخير
الشاب /الله بالخير
(المساعد يفتح الورقة ويقرا ثم ينظر إلى الشاب قائلا الله بالخير
الشاب بانزعاج الله بالخيراستاد
المساعد مخاطبا الشاب /عندك استعداد تسمع عندك أعصاب قوية
الشاب/ هل حدث شيء لاسامح الله
المساعد طبعا حدث شيء اسمع
رقم واحد /يصرف للشاب ألف دولار واعتبار ذلك مرتبا شهريا قابلا للزيادة( يرفع المساعد عينيه من الورقه ويقول للشاب الله ربك )
رقم اثنين/ تصرف له سيارة آخر موديل
رقم 3/ تسلم له الشقة الفلانية وتوؤثث بأفخر الأثاث
رقم 4يصرف له مبلغ ألفين دولار لشراء الملابس وماشاكلها) يرفع المساعد عينيه ويقول :وماشاكل وماذا تعني بذلك
رقم 5/يخصص له اثنين من حمايتي يكونان حارسين شخصيين يرافقانه أين ما يذهب(حماية يعني أنت بمثابة وزير
رقم 6 /يصرف له مبلغ مفتوح إذا رغب بالزواج
رقم 7تنفذ هذه التعليمات فورا
الشاب في ذهول/ معقولة هذا الذي اسمعه معقولة لا اصدق
المساعد /لا صدق يجب أن تصدق وهذا كله شيء قليل
الشاب /ريحتني الله ايريحك
المساعد تفضل اذهب إلى الصندوق ليصرف لك حسب الورقه وتبدأ العمل من هذه الساعة وهذا مكتبك مشيرا إلى غرفه جنب غرفة المدير
الشاب /شكرا استاد صارت زحمه عليك
المساعد / لا بل رحمة هذا حقك والمدير يفتخر بك وانك سوف تقدم خدمة للشركة
(وقبل أن تخرج وعن الحلال والحرام محتاجين توقيعك الكريم على هذه الأوراق
يوقع الشاب على الكمبيالات ويودع المساعد
المساعد قوي عزيمتك ودع أيام الفقر والعوز واحسب حسابك لكل خطوة ولاتفكر إلا بعملك وصدقني العمل شرف وليس عيبا أن يجتهد الإنسان في عمله ويكون نفسه
الشاب/ شكرا استاد في أمان الله
المساعد في أمان الله
المشهد السابع
(مكتب مؤثث بعناية جيدة طاولة في آخر المكتب قريبة من الجدار الملاصق للحديقة العامة, وعلى يسار المكتب دولاب من الخشب الصاج مقطع إلى ست خانات وفيها أوراق وسجلات,وفوق الدولاب مزهرية تحمل أنواع الأزهار الاصطناعية , وكل شيء مرتب وحسب الأصول وفي الزاوية البعيدة جهاز تلفزيون وستلايت مع جهاز حاسوب وشبكة انترنت ( ومقابل الطاولة قريبا من الباب تسترخي بعض الحيوانات الملونة والمنحوتة بطريقة ملفتة للنظر ومن السقف المصبوغ باللون الوردي تتدلى ثريتان في طرفي السقف وكل ثرية تحمل ماشاء الله من المصابيح وفي الوسط تتدلى مروحة تعمل مع جهاز السبلت لتبريد هواء الغرفة)
يجلس الشاب على كرسيه مرتديا قاطا اسودا وربطة عنق حمراء ومن جيب سترته في الجهة العليا يبرز راس القلم الفضي وفيما الشاب مشغولا ومذهولا باحواء الغرفة يطرق الباب بهدوء ,يعدل الشاب جلسته ويخرج القلم من سترته ويقرب إليه ورقة ويضع القلم بهيأة الكتابة وينادي :اتفضل ادخل
(تدخل فتاة في العشرين من العمر يزين شقرة وجهها حجاب وردي تتخلله خطوط بيضاء غاية في النعومة
صباح الخير استاد
الشاب/ صباح الخير أمر خدمة
الفتاة/ عفوا أنا السكرتيرة
الشاب- سكرتيرة
الفتاة / الم يخبروك باني مكلفة من المدير للقيام على خدمتك
الشاب /لا العفو لكني فوجئت أهلا وسهلا
الفتاة /عن إذنك غرفتي بجانب مكتبك وأي شي تحتاج فقط اضغط على الجرس
وعندما همت الفتاة بالخروج وقبل أن تفتح الباب سألها الشاب بشيء من اللطف: العفو أختي الاسم بالخير
الفتاة / ياسمين ,ياسمين مال الله
الشاب /وآنا اسمي محمد عبد اللطيف
الفتاة / بابتسامة غريبة, استاد الله يخليك وهل هناك من لايعرف اسمك
الشاب / والله لم افهم شيئا
الفتاة/ ابحث وأنت تعرف مع السلامة أنا في غرفتي
الشاب/ مع السلامة وبذهول ينظر يمينا ويسارا ثم يضحك ضحكة طويلة عندما يقرا اسمه على لافتة أمامه على الطاولة ثم يمسك بالهاتف ويضغط لا على التعيين
يطرق الباب لتدخل الفتاة / نعم استاد أمر خدمة
الشاب /وبذهول أيضا لا لا شيء شكرا لكني افحص الجهاز
آسف للإزعاج
الفتاة / لا أبدا لم انزعج هذا عملي ,تحتاج شي بعد
الشاب/ لا شكرا شكرا جزيلا
تخرج الفتاة ويرن التلفون يرفع الشاب السماعة الو من يتكلم
المساعد /معك المساعد
الشاب أهلا وسهلا استاد اتفضل أمر خدمة
المساعد / استغفر الله خادم ربك لكن أحب اسأل عليك كيف الأوضاع إن شاء الله مرتاح
الشاب/ الحمد لله على كل حال
المساعد/ إذا تحتاج إلى أي شيء لاتخجل ولا تتردد
الشاب/ شكرا لكني مللت من الجلوس بلا عمل
المساعد/ اصبر ,رتب أمورك وان شاء الله خير
الشاب/ والله استاد أنا الآن مرتبك ولكن إن شاء الله يتحسن الوضع
المساعد/ السكرتيرة موجودة أي شي تحتاج التلفون وتوجد كافتريا بالحديقة فيها أشكال وألوان
الشاب /لا اعرف أشكرك أنا لا انسى فضلك
المساعد /هذا ابسط شي نقدمه لكل منتسب نحن بالخدمة استاد
مشهد ثامن
يكلف الشاب بعقد صفقة تجارية لشراء سيارات ,تخبره بذلك السكرتيرة عبر البريد اليومي
الشاب/ وهو يقلب الأوراق تقع عيناه على صفقة شراء السيارات فيقف مذعورا من شدة الفرح ,وعندما يعلم انه المسؤول الأول والأخير عن إدارة هذه الصفقة يفقد توازنه من الفرحة فيسقط من الكرسي فتضحك السكرتيرة وتغادر,ثم ينهض ويعدل من قيافته ويشعر لأول مرة بأنه يعمل فعلا ويقدم خدمة للشركة
ثم اتصل بالمساعد /الو صباح الخير استاد
المساعد/ صباح الخيرات أهلا ماهي الأخبار
الشاب/ خير إن شاء الله حبيت أقدم لك شكري وامتناني وأرجو أن توصل شكري للمدير العام
المساعد/ أنت تستاهل كل خير والله يعطيك على قدر النيات وأنت الظاهر نيتك صافية
الشاب / أشكرك استاد مع السلامة
مشهد تاسع
يستعد الشاب للسفر ( يخبره المساعد بان كل شيء جاهز الجواز والتأشيرة وما عليه سوى أن يستعد للسفر صباح الغد متمنيا له النجاح والموفقية ويوصيه بان المظهر الخارجي واللباقة سر نجاح كل عمل وعليه أن يستفيد من علاقاته بالآخرين لعقد صفقات أخرى مع رجال الأعمال هناك)
وبعد مرور شهر على سفرته التاريخية هذه يعود الشاب وقد أحرز تقدما في كافة النواحي وفي جعبته صيد وفير وأفكار ستنفع الشركة في المستقبل ,وبعد أن ارتاح يوما من تعب السفر اتصل به المساعد
المساعد/ الو من أهلا أهلا سفرة سعيدة موفق إن شاء الله
الشاب/ شكرا جزيلا الله يسعد أيامك
المساعد/ بشرماهي آخر الأخبار ادري أنت تعبان من السفر لكن والله اشتياقي إلك جعلني اتصل بيك
الشاب/ أشكرك من كل قلبي
المساعد/ الكلام بالتلفون لاينفع أراك لاحقا مع السلامة
الشاب/ مع السلامة شكرا استاد
المساعد / العفو نسيت أخبرك المدير وكأنما يعلم بالأحداث وأمر أن يقدم لك كتاب شكر وأنت تدري عندنا بالدائرة كتاب الشكر والتقدير يعني 2000دولار
الشاب/ والله اشعر بالخجل أشكركم من كل قلبي
المساعد /ي هذا تعبك وعلى رأي المدير كل واحد يأخذ على قدر تعبه والله العالم و أنت تعبت وتحملت من السفر ومخاطر السفر, واليك هذا الخبر
الشاب / خير وهل هناك أكثر مما أنا فيه
المساعد /لا شي بسيط المدير يقول دع صاحبنا يحضر نفسه للزواج ولايفكر بالمصاريف
الشاب/ أنا عاجز عن شكرك استاد ومحتار كيف اعبر عن فرحتي
المساعد/ صدقني مدير الشركة إنسان طيب جدا وعنده خير كثير لاتفكر حاول أن تتعامل مع الأحداث بروح رياضية
الشاب/ شكرا على كل حال أراك لاحقا مع السلامة
(يضع الشاب سماعة التلفون ويرتدي سترته ويعدل من هندامه ويخرج )
يتقدم الشاب بعد فترة إلى الفتاة التي كانت معه في الكلية ,ويتفق مع أهلها فيتزوج بعد شهر ويستمر مع زوجته إلى أن يرزقه الله بولد0
مشهد عاشر
تدخل السكرتيرة إلى مكتب الشاب وتضع على الطاولة البريد اليومي , وعندما فتح الشاب البريد وجد صفقة لشراء أدوية وسوف تدوم السفرة عشرة أيام ولحسن حظ الشاب تكون هذه الصفقة فال حسن على الشركة فتتضاعف أرباحها وبقرر المدير العام مكافأة الشاب بما يقرر,وبعد أن يشعر الشاب بلذة المال ونشوة الانتصار وان الحياة كانت قبل ذلك هباء منثورا ,بعد ذلك يقرر المدير العام البدء بأول الخطوات في لعبته الشيطانية وثم الإيقاع بالشاب في الفخ 0
بعد ستة اشهر من الآن تدخل عليه السكرتيرة بالبريد المعتاد ليجد هذه المرة صفقة غريبة وعندما يسال السكرتيرة عن ذلك تجيب بكل هدوء
السكرتيرة/لاداعي للعصبية
الشاب /طبعا من يرى هذه المصائب كيف لا يفقد أعصابه
السكرتيرة/ أهدا قليلا وآنا احل الإشكال
الشاب/ يااشكال يابطيخ هذه مصيبة وسوف تأكل الأخضر واليابس
ولماذا لم يخبرني المساعد من البداية
السكرتيرة/ ومنذ متى المساعد يعرض عليك ويخبرك
الشاب/ على الأقل تصير عندي فكرة حتى أحس لي مكانة وقيمة
السكرتيرة/ صدقني قيمتك موجودة ومكانتك يعرف بيه الصغير والكبير
الشاب/ مخدرات يابنت الناس مخدرات
السكرتيرة / مخدرات استغفر الله يامخدرات
الشاب /تعالي اقرئي مصيبة ستقع على راسي
السكرتيرة وهي تنظر إلى البريد/ وابتسامة مفتعلة: ها هذا المسحوق أنت تسميه مخدرات طبعا حقك لكن صدق هذه ليست مخدرات
الشاب/ إذن ماهذا هل أنا اكذب
السكرتيرة/لا حشاك من الكذب لكن صدق هذا المسحوق علاج للأطفال وللشباب وينفع في العمليات الكبرى
الشاب/ يصير خير وصدقيني (الفار بده يلعب ابعبي) أحس بعدم الاطمئنان
السكرتيرة/ خليك مرتاح واعلم إن المدير يخاف الله والشركة كلها في عنقه وآلاف العوائل تعيش من فضل الشركة
الشاب ونعم بالله
مشهد 11
في غرفة المساعد
الشاب / صباح الخير استاد
المساعد/ صباح الخير أهلا وسهلا تفضل أستريح
الشاب/ أمر خدمة
المساعد/ أي والله سمعت أمس عصبي بسبب كيس من الادوية
الشاب /لا ولكن للتأكيد
المساعد / لا طبعا من حقك ومن حقك تناقش وتعطي رأيك والكل بخدمتك لكن أنت تؤذي نفسك ولا داعي للقلق
الشاب / لم يحدث شيء أزمة وتعدي
المساعد/ أحسنت هذا الكلام المفيد خليك على الخط الشاب/
المساعد /أنت تعرف الشركة فيها أناس خبراء والمدير عنده عيون حتى في الدول وعندنا نشاط وعندنا عيون ونحسب حساب لكل مايجري بالعالم شركتنا واسعة وأكثر عملنا إنساني ولانفكر إلا بخدمة الناس لذلك تواجهنه الكثير من المشاكل
الشاب/ وأنا حاضر وبخدمة كل محتاج
المساعد / صدقني كل شي تعمله الشركة فيه حكمة وفائدة للناس أتصدق قبل يومين واحد قتل شاب
الشاب/ قتل شاب
المساعد/ نعم شاب والقاتل موجود عندنا بالشركة
الشاب / واعتيادي عاقبتوه بالفصل أو السجن
المساعد/ بالعكس قدم له مكافأة وكتاب شكر وتقدير
الشاب /عجيب
المساعد/ إذا عرف السبب بطل العجب
الشاب /أول مرة اسمع القاتل محترم عندكم
المساعد/ وماهي الجريمة
الشاب/ مهما يكون
المساعد/ هذا الشاب اغتصب أمه
الشاب/ سبحان الله صحيح الدنيا فيها العجائب
المساعد/ عيش وشوف
الشاب /ياالله أنا ذاهب هل تأمر بشيء
المساعد/ مشكور ماتقصر اخبارك عال العال
الشاب / مع السلامة
المساعد /مع السلامة
مشهد 12
في مكتب المدير العام
يدخل المساعد إلى مكتب المدير وفي عينيه ابتسامة المنتصر
المساعد/ صباح الخير استاد
المدير / أهلا وسهلا اليوم على وقت خير إن شاء الله الأمور حيدة
المساعد/ عجيب إستاد راح أسمعك عجائب وأعجب كل العجائب الشاب صار شايب
المدير /ماهذه الخفة
المساعد/ خليني استاد افرح خليني وديني وين تريد وديني
المدير/ الله الله على هذا الشعر
المساعد/ وبروح بهلوانية وحركات صبيانية الذي صار صار والطير الآن طار وغدا بالمطار ترحل الطائرة
المدير / الزبده أريد الزبدة
المساعد (بعد أن يجلس على الكرسي): استادنا العزيز صاحبنا دخل بالقفص والقفص مقفول والمفتاح بيدك أنت تأمر ونحن أنفذ
والولد مستعد يبيع أهله ضربتان ويقع بالقاضية
المدير /أحسنت بارك الله فيك أريده أن ينضج على نار هادئة واصرف على راحتك
المساعد/ وداعتك استاد صار مثل العجينة
المدير /عرفت الخطوة القادمة
المساعد/ الخطة كما تريد والأسد أكل الطعم وسوف تسمع الأخبار
المدير / لا أريد واحد يعرف بالخطة غيرك حتى السكرتيرة لان المعركة سوف تشتد والشاطر الذي ينتصر في الأخير أريد السرية التامة
المساعد/ لا احتاج الوصية أنا تربيتك
المدير /أنت أبو المهمات الصعبة ياصعب
المساعد/ شكرا على هذا الإطراء
المدير / اذهب الآن رتب العمل وحاول أن توقف المكافآت للشاب وتجمع لي ديونه عن طريق الكمبيالات حتى القلم الرصاص سجله عليه
المساعد /سوف اجعله لايعرف الجمعة من الخميس
المدير / صحيح انت أبو المهمات الصعبة والله لايسلطك على الناس
المساعد/ وحقك إستاد أنا إنسان طيب وأحب الخير للناس ولأجل عينيك اعمل المستحيل
المدير / انت رجل والرجال قليل
المساعد / أنا بخدمتك
المدير / توكل من اليوم وأريد النتيجة
المساعد/ أمرك أستاذ مع السلامة
المدير مع السلامة لاتنسى موعدنا غدا
المساعد/ يصير خير مع السلامة
مشهد 13
في شقة الشاب
الشاب لزوجته بعد نهار متعب: ادري انت وحدك بالبيت والوحدة تقتل لكن هانت شهر شهرين وأتفرغ ( ينظر إلى ولده حسن ثم ينحني ليقبله ,فتقاطعه زوجته: الله يسمع منك اصبر والله كريم المهم انت مرتاح وراحتنا من راحتك
الشاب/ اعلم إنكم متضايقون من وحشة البيت تحبين نذهب إلى اهلك كم يوم إلى أن أسافر وارجع
الزوجة/ أمس أخبرتني إنها آخر سفرة
الشاب/ هذه المرة السفر بأمر المدير شخصيا المدير
الزوجة / أخاف السفرات وأنا اشعر بالتعب والخوف من المستقبل
الشاب /لا يستطيعون لأني اشترطت عليهم إن هذه آخر سفرة ووافق المدير على شروطي
الزوجة /إذن نتحمل والله كريم
الشاب / وصدقيني الخير في الطريق وكل شيء سيتحسن
الزوجة/ أتحمل أشكال وألوان وبعدين تعودت وصارت عندي خبرة
الشاب / أنا لا امزح
الزوجة/ وأنا أيضا لا امزح
الشاب/ المهم سوف أغادر أوصيك بالطفل خيرا
الزوجة/ نحن بخير انتبه أنت إلى نفسك ( عندما قال مع السلامة بكت ولم تستطع أن تحبس دموعها )
الشاب/ مع حسرة طويلة أرجو أن لا تبكين سوف أتوكل على الله
الزوجة / مع السلامة وهذه الدموع ليست جديدة تعودت على ذلك منذ زمان
الشاب/ لن أخطو خطوة واحدة حتى تجف دموعك
الزوجة( تمسح دموعها بحركة خفيفة وتقول الله معك الله معك
الشاب / اقسم عليك بالله العظيم أن تكوني راضية عني
الزوجة/ والله راضية لكن قلبي يلعب هذه المرة وأخاف يحدث أمر يؤذيك ويؤذينا
الشاب/ والله هذه آخر مرة وسوف أكون عند كلامي
الزوجة /أنت تدري يا اعز من عمري إننا بدونك لانساوي شيئا
الشاب /الله الله على هذا الشعر
الزوجة/ من شدة خوفي عليك وعلى ابني الله ايخليك لاتتاخر أكثر
الشاب /خلي عينك بعين الله و ماتخسر
الزوجة/ الآن أنا مطمئنة سافر مع السلامة
الشاب/ يا الله مع السلامة وأي شي تحتاجين اتصلي بالبيت مع السلامة
الزوجة / الله الحافظ مع ألف سلامة الله معك
مشهد 14
في مكتب المساعد
يدخل الشاب وفي يده رزمة من الأوراق يضعها على الطاولة ويقول: والله لم افهم شيئا ممكن توضح لي المشكلة
المساعد / وبأسلوب بارد وطريقة ماكرة وبعد مقدمات ولف ودوران وهات وخذ : مارايته يجب أن يكون
الشاب/ أستاذ معقول الذي اسمعه منك
المساعد/ معقولة ونص صدق هؤلاء الشباب كلهم يحبون الخراب للبلد ويجب أن نقضي عليهم قبل أن يتحولون إلى داء ثم نندم ويوم لاينفع الندم
الشاب/ أستاذ هؤلاء شباب تعرف ماذا يعني الشباب الدنيا امامهمم فيهم من يفكر بالزواج ومنهم من يحلم بالوظيفة فما لداعي إلى القتل أليس التوبيخ والتخويف أفضل
المساعد/ صدقني هؤلاء سرطان على البلد
الشاب/ والله ذبحتني بالبلد يابلد نحن همنا الشركة نشتري بضاعة ونبيع ولايهمنا أي شيء آخر
المساعد بامتعاض / هؤلاء إذا بقوا يعني ننتهي وهذا الخير والمال والجاه والسيارات والخدم والحشم يذهب في لحظه واحدة صدقني هؤلاء
الشاب / يعني الدنيا لاتستقيم إلا بالقتل
المساعد / طبعا هؤلاء يحاولون سرقة أتعابنا
الشاب/أرجوك أستاذ لا أتحمل المزيد وأرجو أن تعفيني من هذه المهمة
المساعد/ أنت الظاهر لم تفهم الفكرة
الشاب/ يافكرة الله ايخليك أنا خلصت عمري أخاف أن اذبح دجاجة
فكيف اذبح أناس شرفاء
المساعد/ هذه أوامر المدير والمدير إذا يسمع كلامك يزعل وإذا زعل المدير ينتهي كل شيء
الشاب/ هل هذا تهديد يعني ترفضني من العمل الرزق بيد الله
المساعد/ أنت نسيت وضعك قبل العمل معنا واليوم أنت تعيش كالملوك وصدقني أنت لو تبقى كل عمرك ماتحلم مجرد حلم
الشاب/ أستاذ لا استطيع أن اقتل أي شخص فإنهم أبرياء وحتى لو لم يكونوا أبرياء
المساعد/ طيب هناك تكليف آخر هناك شخصان فاسدين ونريد تأديبهم بان نخطفهم فقط
الشاب/ أستاذ لاتحاول معي أرجوك لاتحاول
المساعد /طيب هل تستطيع أن تزرع عبوه في مسطر العمال لان هؤلاء يوميا يخرجون بمسيرات ولاتاتي منهم سوى المشاكل في باب الشركة وعيون الناس علينا وصدقني كلهم لا يجيدون القراءة والكتابة فهل من المعقول أن نساوي بينهم وبينك أنت الرجل المثقف الواعي
الشاب / أرجوك استاد لاتحاول لأني سوف اترك المكتب فورا
المساعد/فكر على راحتك وأريد الرد غدا
الشاب / أستاذ لا أفكر ولا أي شي آنا رافض الفكرة جملة وتفصيلا ابحث عن غيري أخي يعني ألا يوجد في الدائرة إلا أنا
المساعد/ لأنك تملك كل المواصفات ويقول المدير أنت أكثر واحد مدلل بالشركة وصرف عليك أموالا كثيرة
الشاب/ يعني المدير يساومني
المدير / كيفما تحسبها احسبها المهم المدير يريدك انت الذي تنفذ الواجب وليس سواك وهذه إرادة المدير وإرادة المدير فوق كل اعتبار واحتمال المدير يريد أن تدفع جميع الكمبيالات وأنت وحظك
الشاب/ أستاذ وما علاقة هذا الأمر بالمدير بعظمة لسانه قال تستطيع أن تدفع من الراتب واحتمال تسقط بالتدريج
المساعد/ هذا الكلام صحيح إذا وفيت بالتزاماتك أما إذا لعبت بذيلك فالكلام يصير خطر واحتمال 000
الشاب/ ماذا يحدث فليحدث المهم أنا ابرىء ذمتي
المساعد /تدري بكلامك هذا سوف تهدم بنيان عان ونصف
الشاب/ يابنيان تسمي هذا بنيان هذا انتقام هذه كارثة وقعت على راسي
المساعد /طيب أعصابك لنسمع رأي المدير ثم نقرر
مشهد 15
في مكتب المدير
يدخل المساعد إلى مكتب المدير وجسمه يرتعش من كلام الشاب وموقفه الذي خيب كل آماله
المدير/ ماذا حدث تكلم بهدوء
المساعد/ استاد كارثة مصيبة
المدير/ تكلم ماذا حصل الدنيا هل انقلبت الدنيا
المساعد / والله أحسن
المدير/ يا أخي سوف انفجر خبرني وخلصني
المساعد( بعد أن يسترخي ويضبط أعصابه بصعوبة): الشاب استاد انقلبت أحواله واتضح انه إنسان ليس على المرام
المدير/ يعني هل كثرت غياباته وزادت مشاكله
المساعد/ استاد الله يخليك الشاب تغير وصار شوكة بوجهي ولا ينفذ أي طلب
المدير / يعني تمرد
المساعد/ نحن الآن في ورطة أخاف يهرب ويكشف كل أمورنا
المدير/ لاتخاف صدقني لن يكون لديه الوقت لأي عمل
المساعد/ وكيف يا أستاذ إذا هو قرر أن يقاطعنا
المدير / اسمع سوف نقرر نحن أولا ,سنخطف زوجته وابنه ونأخذ كل شي بالبيت من فلوس وسلع ثمينة ثم نحرق الشقة يجب أن تتم العملية هذه الليلة
المساعد / استاد الله يخليك كيف انفذ المهمة وهو موجود بالبيت
المدير/ حرك دماغك فالمسالة سهلة جدا
المساعد /نحن طلابك وأنت الأول والأخير
المدير/ تذهب إلى غرفته وتحاول أن تجعله مطمئنا وان المسالة انتهت ووجدنا من يقوم بالمهمة وتحاول بالكلام والعمل تؤخره بعض الوقت شغلهم ,وبهذه الطريقة نكسب المزيد من الوقت
المساعد/ أستاذ حقا أترخص أستاذ
المدير /الها معك احسب حسابك
المساعد/ إن شاء الله خير أستاذ مع السلامة
(يجتمع المساعد مع مجموعه من الرجال المختصين بجرائم القتل ويخبرهم بالخطة والعمل بسريه تامة)
مشهد 16
في مكتب الشاب
يدخل المساعد مبتسما وفي عينيه علامات المكر والخبث
السلام عليكم
الشاب/ عليكم السلام خير إنشاء الله
المساعد /بضحكة مصطنعة خير كل الخير
الشاب/ تدري أنا بدأت اكره الدنيا وكل ما فيها
المساعد/ لاتفكر بشيء وكان شيئا لم يكن
الشاب/ لا استطيع أن أنسى انه كابوس والله لو لا زوجتي وابني لرميت بنفسي من الشباك حتى اخلص من هذه الدنيا
المساعد/ لا تفكر بأي عمل فالمدير اصدر امرأ بإعفائك من هذه المهمة وكل ما أراده المدير هو اختبار ك ومعرفة مدى إخلاصك
الشاب/ المطلوب
المساعد/ المدير هو أبو الكل والشركة شركته وهو الآمر الناهي وواجبنا الطاعة
الشاب /الزبدة
المساعد/ الزبده انت تبقى مكانك والمدير يقول على راحته
ويستمر الحديث إلى وقت متأخر ,وقبل حلول الظلام أراد الشاب الذهاب إلى البيت كعادته ,ولكن المساعد يمنعه قائلا: اليوم عشاك على حساب المدير
الشاب/ وماهي المناسبة وان خيري كله من المدير
المساعد(مجتهدا) : احتمال يريد أن يصلح الخطأ ويوصل لك فكره بأنه راض عنك
ويوافق الشاب على العشاء ويستمر غيابه عن البيت إلى الليل
وبعد أن اطمأن المساعد على إن العملية قد نفذت بالتمام والكمال يتظاهر بالنعاس فيطلب الشاب من المدير أن يأذن له بالذهاب إلى البيت
المدير / الله معك إنشاء الله صافي لبن
الشاب( بتعب وحزن) صافي لبن مع السلامة
المدير/ مع السلامة نراك صباحا
مشهد 17
في غرفة المساعد
يدخل الشاب وقد جن جنونه هجم على المساعد ومسكه من قميصه صارخا: جبان توقعت كل شيء ولكن تصل بك النذالة تهجم على البيت وتخطف ابني وزوجتي وتحرق البيت وتعمل عملك الدنيء
المساعد/ هدئ أعصابك ودعنا نفهم الأمر
الشاب/ اليوم اقلب الدنيا على راسك ورأس اهلك أين المدير أريد أن أراه ويهجم بعصبية على مكتب المدير ويدخل وخلفه المساعد يحاول منعه والشاب يضرب بيديه يمينا وشمالا وهو يصرخ بوجه المدير: هل هذه هي الرجولة جبان ماذنب ابني وزوجتي
المدير / اضبط أعصابك لنفهم ماذا تريد
الشاب/ يا أعصاب ابني وزوجتي اليوم اقلب الدائرة على رأسكم
المدير /اسكت وإلا أسكتك بالقوة
الشاب/ ا تقتلني ماذا تنتظر
المدير/ ينادي على المساعد ويخبره أن يتصرف
المساعد/يخرج بسرعة ويعود ومعه أربعة رجال أقوياء ينهالون على الشاب ضربا إلى أن سقط مغشيا عليه
وبعد أن استفاق ووجد الدم يسيل من جميع أجزاء جسده صرخ ولكن هذه المرة بصوت خافت :جبناء ماذا تريدون مني
المدير / نريدك أن تعقل وتفكر مثل باقي الناس لان العناد لايفيد
الشاب/ ابني وزوجتي
المدير / ابنك وزوجتك بالحفظ والأمان لاتتصور إننا وحشيين لهذه الدرجة
الشاب/ وماذا تسمي هذا الذي يحدث
المدير/ أنت السبب كانت الأمور تسير على مايرام ولكنك انحرفت عن الطريق
الشاب/ أريد أن اطمئن على ابني وزوجتي
المدير/ بشرط أن تنفذ الأوامر ومثل ما أريد منك
الشاب/ حرام عليك انت لا تملك قلب إنسان
المدير / حرام عليك أنت, لأنك ضيعت فرصة العمر وأنا صاحب فضل عليك
الشاب / خذ كل شيء فقط ارجع رجع ابني وزوجتي
المدير / إذا وافقت على الشروط سوف تراهم وتأخذهم معك والا لن ترى أي شيء
الشاب/ وبهستريا/ حرام عليكم جبناء جبناء ويبصق على وجه المدير
المدير/ وبغضب يشير على المساعد خذه واريه ما يعجبه
المساعد/يأخذ الشاب بمساعدة الجلاوزه ويحملونه إلى قاعة كبيرة أسفل الشركة ,قاعة كبيرة تفيض بالماء إلى الركبة وفي الزاوية البعيدة من الباب حوض من التيزاب وفي الطرف الآخر القريب من الباب مشنقه تعلق بها شاب يصرخ من شدة العذاب بواسطة (الكيبل) ,وآخر يكهرب بسلك وهو في وسط الماء البارد
المساعد /يقول للشاب : أي طريقة تختار تريدان تموت بالتيزاب أم بالكهرباء أم بالمشنقة يقول المدير أنت حر
الشاب/ ينهار من بشاعة المنظر ويصرخ من أعماق قلبه المعذب
حرام عليكم لا أريد أن أموت
المساعد/ يعني تقبل بشروط المدير
الشاب/ وبغصة نعم أوافق ولكن أخرجوني من جهنم
المساعد/ احملوه (يحمله الرجال إلى خارج القاعة ثم إلى غرفة المدير
المدير/ ها ماهي الأخبار
المساعد /كل شيء على التمام والولد فكر وقرر التعاون معنا
المدير /عال عال الآن نستطيع أن نقول انتهت الأزمة وكل شيء رجع إلى وضعه الطبيعي
الشاب / أنا مستعد انفذ كل شيء ولكن أمهلوني يوم واحد أرى ابني وزوجتي وارتاح لأنني مرعوب ولا استطيع أن أفكر
المدير/ لك أسبوع بشرط أن يذهب معك حرس يأخذك ويعود بك كل شيء يصير يجوز تنهزم
الشاب/ انهزم بعد كل هذا الذي رأيته
المدير / من باب الاحتياط
الشاب /موافق الآن تسمح لي
المدير/ مشيرا على المساعد أوصلوه بالسيارة لأنه في كل الأحوال صديقنا وبيننا زاد وملح زاد وملح
الشاب/ من رخصتك استاد
المدير أتفضل
مشهد 18
في شقة الشاب
يدخل الشاب إلى البيت فيجده مؤثثا ويجد زوجته وابنه هناك تستقبله زوجته بمرارة وهي ترى على وجهه علامات الحزن والأسى
وبعد منتصف الليل يخبر زوجته بخطته في الهرب من الشقة ويقترح عليها أن تتسلل من الباب الخلفي وتهرب باتجاه بيت أهلها هي والطفل ثم يتدبر أمره بعدهم وفعلا يقوم بمراقبة الحرس الذي جاء معه وفي غفلة تهرب زوجته مع ابنها وعندما يبتعدان ويغيبان عن الأنظار يبدأ بجمع حاجياته البسيطة ويتجه إلى جهة الحرس فيرتد من شدة الصدمة يرى أكثر من عشرة مسلحين
(اتضح إن المدير ساورته الشكوك وأرسل وراءه المزيد من الحرس)
ولا ينتظر الشاب أكثر من نصف ساعة حتى قرر الهرب من نفس الطريق الذي هربت منه زوجته مع الطفل مستغلا قوته البدنية
وفعلا خرج من الباب الخلفي معتقدا انه سوف يتخلص من الحراس وبعد أن ابتعد خطوات عن الباب أطلق ساقيه للريح راكضا بأقصى سرعته ولكنه ما إن يبتعد قليلا حتى يسقط بفعل أكثر من ثلاثين طلقة لم تدعه أن يتفوه بأية كلمة
التعليقات (0)