قبل ايام شاهت مقطع في اليوتيوب للقمص زكريا بطرس حيث يبدأ يشرح مسألة تعدد الزوجات بالنسبة للنبي ص ثم زواجه بالقاصرات ولياليه الحمراء وقوته الجنسية التي تكاد تكون قوة مكينه ..! مستندا بهذا الى الموروث المسيئ الذي روى احاديث مسيئة وللاسف في الصحاح ثم فسر لنا المفسرون آيات الرحمن بصورة مسيئة تلقفها المغرضون والحاقدون من كتبنا وتفاسيرنا وصحاحنا وردوها علينا ولكن عندما رد الاخرون بضاعتنا إلينا ثارت ثائرتنا وقامت قيامتنا وهي بالحقيقة بضاعتنا ردت الينا فصرنا مثل ذلك القرد الذي جفل عندما راى نفسه بالمرآة حيث كان يظن نفسه توم كروز .. واليوم سنحاول الرد على موروثنا المسيئ اولا فهو بضاعة مزجاة حتى اذا ما نفضنا ذلك ونظفنا ثقافة الغبار التي نتبناها كثقافة مقدسة وهي بحقيقتا جهل مقدس متطاير يستغله الاخرون كمجال للسخرية والاساءه فسوف لن سيبقى احد يسيئ لا بطرس زكريا ولا حتى ابليس نفسه .... وسنبدأ بآيتنا موضوع البحث:
يقول الله تعالى:
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً [الأحزاب : 50]
اولا:
بدأت الاية بـ (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ) ولم تبدأ بـ (يا أيها الرسول ) ولم تبدأ بـ (يامحمد ) وهناك فرقا ً دقيقا ً بين صفة النبوة وصفة الرسالة وصفة الجانب الشخصي (محمد) .. وتوضيح هذه المصطلحات الاساسية مهم جدا لأنها من المفاهيم الاساسية بالقران الكريم ولأنها كاللأبواب الرئيسية التي منها ومنها فقط ندخل الى الطريق الصحيح كمقدمة صحيحه توصل الى غايات ونتائج صحيحة.
مفهوم النبي والنبوه :
1- النبوة هي : التمثل التطبيقي للمنهج النظري (الرسالة ) النازل من السماء,
النبوة : هي سلم من الارتقاء ترتقي فيه بسلم الخلاص الى الله تعالى ,وكلما ترقيت صعودا كلما صرت اقرب للتقوى وللطهارة واكثر صفاءً ونقاءً وأرق قلبا ً,
2- النبوة خلال تمثلها للرسالة وللمنهج تخطئ مرة وتصيب مرة وبتالي فهي صفة غير معصومة , ولذلك جائت كل ايات العتاب وتصحيح الاخطاء وتعديل المسارات بصيغة (يـا أيها النبي ...) ولم تأتي ولامرة بصيغة (ياأيها الرسول...)
3- النبوة هي صفة لا تملك حق التشريع فالتشريع اصلا ً موجود بالمنهج (الرسالة) والتشريع كله فيه , ولذلك عندما جرب (الـنـبـي محمد) ان يشرع بتحريم شي لم يشرعه (الـرسـول محمد) جائت الايات تحذره من أن يتجاوز خطا ً احمر هو ليس من صلاحياتهِ فنزلت :
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
4- النبوة بدأت منذ نزول الوحي من فترة الـ 40 سنه الى وفاته
5- النبوة هي الاعتكاف والتبتل والتنسك والترفع عن الدنيا ومتاعها وشهواتها
6- النبي قد تكون:
- ( اسم ذات ) لنبي معين بأسمه وقد تكون ( اسم صفة ) وساحه لمن يريد ان يدخلها ويحاول قدر امكانه ان يتمثل ماستطاع منها ... ومثال على ان النبي هي اسم صفه هو الاية (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) فكلمة (النبي ) هنا هو كل من تمثل صفات النبوة وهي ليست محصورة بالنبي محمد ص ...فكل من حاول تطبيق متطلباتها من النقاء والخلاص ستكون النتيجة هو ان يخرجه الله تعالى من الظلمات والتيه الى النور والهدى وهو معنى الصلاة هنا في هذه الاية لآن الله تعالى يقول بآية اخرى (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً)
- أما الاية التي تكون بها كلمة النبي كـ (أسم ذات ) هي:
(إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ)
حيث النبي هنا هو شخص محمد ص والذي يظهر جليا ً من خلال اسم الاشارة (هذا )
مفهوم الرسول والرسالة:
1- هي المنهج النازل من السماء... هي افعل ولا تفعل هي الحلال والحرام وكل الاوامر والنواهي الموجوده برسالة المنهج ,
2- صفة الرسول لها علاقة بالرساله وليس لها علاقة بالشخص ذاتهِ ,
3- صفة الرسالة صفة لـيسـت تأريخية تموت بموت الشخص الحامل لها لأن الرسالة اصلا ًلاتموت وبتالي فهي فوق التأريخ وفوق الزمكان فهي لاتتزمن بزمان ولاتتمكن بمكان لأنها ليست ماده اصلا ً بل تعاليم , صفة الرساله لاتموت خالده ولذلك فعندما يقول الله تعالى :
(َإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ)
يعني يردّون ما استشكل من مسائل مختلفه الى المنهج والرسالة وهي القران الكريم ولا يردونها الى شخص محمد ص ذاته ِ فشخصه ِ الكريم مات ودفن تحت الثرى صلوات ربي عليه ,
4- صفة الرسالة صفة تشريعية بأمتياز .. واحتكرت حصرا حق التشريع بالحلال والحرام وبأفعل ولاتفعل ,كل صفة (رسول) في القران الكريم تعني الرسالة والمنهج والقران حصرا ً,
5- صفة الرسالة تفصل كليات النص القراني
6- صفة الرسالة (محمد الرسول) تنحصر بتلك اللحظات والدقائق التس كان جيريل ينزل بهذا القران على صدر محمد الرسول ص من بعد الـ40 سنة وليس كل سنين عمرة من بعدها,
7- هذه الصفة التي امرنا بطاعتها حصرا بالقران الكريم لأنها تمثل المنهج ولأنها معصومه وفوق التأريخ ولذاك فكل أوامر الطاعة جائت بصيغة الرسول ولم يأتي أمر الطاعة ولامرة على كامل مساحة النص القراني مقترنا ً بصفة النبوة ولا حتى بصفة محمد الشخص ولننظر للآيات:
(قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ)
(َأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)
(أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)
8- كل كلمة (رسول ) في كامل مساحة القران الكريم تعني المنهج والرسالة !!
مفهوم محمد الشخص :
1-هي صفة محمد الرجل العادي البشر العادي بما تنبني عليها من هوية فردية شخصية معروفه بعينها وهو محمد بن عبدالله ص الهاشمي القريشي
(قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ )
2- هذه الصفة بمتد منذ ولادته الى وفاته ص
3- هذه الصفة تأريخية بأمتياز على عكس صفة الرسالة(محمد الرسول) التي هي المنهج التي تكون فوق التاريخ وحامله للتاريخ وليست محموله به.
اسمى صفة هي صفة الرساله (محمد الرسول) وهي تتضمن حتما ً صفة النبوة (محمد الرسول) زائد صفة الجانب الشخصي (محمد الشخص)
كل شخص يستطيع ان يتمثل شيئ من صفات النبوة اذا ارتقى بسلم الخلاص والصفاء والنقاء بنسب متفاوته ولكن طبعا التمثــُل التام الكامل كانت حصرا ً للنبي محمد ص ولايستطيع احد ان يدعي انه نبي الا كذاب أشر لأن النبوة عطاء رباني وجعل إلهي...( َقالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً) ويكفي الانسان فخرا ان تكون فيه شيئا ً من صفات النبوة بنسبة معينه .
وكذلك صفة الرسالة يستطيع أي انسان ان يتمثل ويتقمص جزء منها فهو يحمل الرسالة ويدعوا بها في كل المحافل بين اصدقائه في البيت في الجامعة في الفيسبوك وتويتر او على أي صعيد لكن لاشك ان التمثل التام للرساله كان عنده عليه الصلاة والسلام .
صفة النبوه ليست لعبه ولا كلمة تقال فهي ساحة قاسية جدا حيث ينبغي لمن اراد ان تكون فيه نسبة من النبوة ان يطبق مجموعة شروط وهي ان :
1- يترفع عن متع الحياة الدنيا و زينتها ولو كانت بالحلال فمثلا فالنبي ص كان مفروضا عليه فرضا قيام الليل وليس الموضوع إختيارياً كما يحصل معنا نحن البشر العاديين أي ان النبي عندما يرجع من صلاة العشاء (وهي فريضة ) الى البيت يأكل لقمة او لقمتين وبمجرد ان ينهى اخر لقمة وقال الحمد لله قام وفرش السجاده وكبر ودخل ليضلي قيام الليل الى ماقبل الفجر..لأنها فرض عليه وليس سنه ... فإن وجد مجالا نام ساعه قبل صلاة الصبح او ان شاء زاد فواصل قيام الليل وصلى الفجر بوضوء القيام .. لأن الله يقول له:
(يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً)
والنبي ص يفعل هذا يوميا لأنه فرض علية ذلك وإن تقاعس يكون عاصيا ً ومخالفاً وفوق هذا معصيته ليست كمعصيتنا.. فهو نبي وتتضاعف بـ2 وهذا يعني ان لا مجال البته لأي حالة جنس ممكن ان يمارسها مع زوجاته فهو قد طلق الدنيا وزينتها..!! أوليس من زينة الدنيا الجنس ومتع الحياة الاخرى ,,, فهو لا يخرج ليلا للسهرات مثلا ً ولايستطيع ان يخرج مثلا مع احدى زوجاته الى مطعم او كوفي شوب كما يخرج احدنا مع زوجته بسهرة معينه ليلا ً. كما انه لايجد الوقت اصلا لمثل هذا ولا حتى هو يرغب بهذا فالانسان كلما اقترب من الله تعالى كلما تخفف من متاع الحياة الدنيا وزينتها ولو كانت بالحلال , ولذلك يقول الله تعالى (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) فنفسه الشريفة ص تكاد تكون مليئة بالروح (مليئة بالصلة والقربى من الله تعالى ) وهذا ديدن اغلب الانبياء ولذلك فعيسى ولأنه مملوء بالروح لايستطيع ان يتزوج مطلقا ً .... لايستطيع !! وهذه الحالة من السمو الروحي والايمان العالي قد تكون حتى مع بعضنا نحن البشر العاديين فنحن قد نسمع درساً ايمانيا قويا ً فيه عمق يهز الوجدان فيرجع احدنا الى البيت ولاتستفزه كل اغراءات الزوجة بتلك الليله ! ولكن طبعا في اليوم التالي يفقد تلك الروح العاليه وتنخفض عنده فيفعل الافاعيل في الليلة التالية لها مباشرة فيجعلها اكثر من حمراء بل ناريه !!! لكن الفرق بيننا وبين الانبياء وخصوصا النبي محمد ص انهم وانه يعيشون تلك الحالة الشفافه الممتلئه من الروح والايمان على كامل مسيرة حياتهم وليس حالات استثنائية مؤقته كما يحصل معنا نحن الصعاليك .
ثم بعد ذلك يتنزل عليه جبريل بالقران وكلما نزل عليه الوحي زاد ارهاقا ًلأن هذا القران ثقيل جدا ثقيل بمعانيه ودلالاته معنويا وثقيل فعلا ً وعملا ً وحسا ً كيف لا والله تعالى يقول للنبي ص :
(إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً) فهو دائم التفكر بمعانيه مشغول الفكر بأعماقة يرى الجنة والنار بأم عين عقله ويتفكر بملكوت الله تعالى في السموات والارض ثم الاسراء والمعراج ودورة كقائد امة وكقاضي ومفتي وسياسي وعالم اجتماع وعالم نفس ... افبعد هذا كله يبقى لديه ميول لدنيا اومتاع ؟؟ فيميل الى نساء او جنس اوغيره كما يفترى عليه انه كان يطوف على نسائه بغسل واحد !! كما روي ذلك الموروث ثم يتهم بأنه ص زيرا ً للنساء ويتزوج بالقاصرات وهذا لعمري رأي جامح وقول قادح وعمل غير صالح لأن زواج النبي ص كان ضيقا ً ومحصورا ً جداً وكل إمرأه كانت طامعة وطامحه بمقام النبوة وهو الـ الانسلاخ من متاع الدنيا وليس طمعٌ بشخصة الكريم ص... كما سيتبين ذلك بعد قليل .
لنرجع الى آيتنا موضوع البحث اذن الخطاب بدأ بـ ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ ) فالمساله اذن ساحة خلاص وانسلاخ من متاع الدنيا وزينها ,والخطاب لم يبدأ بـ (يامحمد) مثلا ً ولو كان الامر كذلك لكنا نتكلم عن محمد الشخص العادي الذي ينام ليلا ً ولأصبح حاله كمثل حالنا نحن البشر العاديين ولكن بما ان المسالة بدأت بـ (ياايها النبي ) فالمسأله تعني خلاص ونقاء وصفاء وطهارة .. وهو مايعني حاله اشبه ماتكون بحالة الرهبنه عند النصارى ولكن بصورة ارقى بكثير .
ثانيا :
الفرق بين (إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ...) وبين (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ..)
ثم تستمر الاية بـ (أَحْلَلْنَا لَكَ ..) ولم يقل الله تعالى مثلا (حرمنا عليك .. ) كما فعل الله تعالى معنا نحن البشر العادين فقال لنا (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ..) وهناك فرق كبير بين الدلالتين..
فعبارة (إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ...) تـُضييق وتـُخفض ساحة النساء المحللات الى ادنى مستوى فتجعل ساحة الحلال والنساء المحللات ضيقا ً حرجا ً وتفتح باب الحرام والمحرمات من النساء واسعاً جداً.... في حين ان اية (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ..) هي تضيق ساحة الحرام وتفتح الباب واسعا ً للحلال .
لنظرب مثال:
اعتبرني مفتي (ولا اطمح ان اكون كذلك) عندما اقول لك مثلا حرام عليك الخيار والطماطه والجزر فماذا يعني ذلك ؟؟ يعني فقط الخيار والطماطة والجزر لايحق ان تأكلها أما باقي الفواكه والخضراوات فكل منها ماتشاء وكيف تشاء ...
ولكن عندما اقول لك : حلال عليك الخيار والطماطة والجزر فأنا هنا ضييقت عليك المسألة جدا وحصرتك في زاوية ضيقة جدا فأنت هنا لايحق لك ان تأكل من الخضروات والفواكه الكثيره الا ثلاث اصناف فقط هي الخيار والجزر والطماطه ....
وكذلك الامر بالنسبة للنبي ص فقد قال له رب العزة (إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ...) وهذا تضييق شديد جدا عكس الحاصل معنا حيث التضييق هو بمسألة المحرمات من النساء والباقي كلهن حلال ...وهذا يعني ان ساحة النساء المسموح لزواج منهن ضيقة جدا وفرص النبي ص ابتداءا ً مع النساء عموما ضيقه جدا جدا ً . وهذا عكس ما يشاع تماما كون النبي ص سمح له ربه ان ينكح مايشاء وبأعداد مفتوحة .
ثـــالـثـا ً:
بعد التضييق الاول في ساحة المسموح من النساء سيبدأ الله تعالى بتفصيل المسموح وهذا يعني فيما يعني تضيق اخر صلوات ربي عليه ولنبدأ بالمسموح فقط من النساء :
1- (أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ)
زوجاتك الاتي تزوجتهن بمهر ودفعت لهن أجر المقدم, بالمناسبة كلمة (الزوجه) تعني المزاوجه والمطابقة مع الزوج الاخر في العقيدة وفي الافكار والدين على عكس (المرأة ) التي لاتعني التطابق في الدين والعقيدة والافكار... مثال (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ) ولم يقل الله تعالى (زوجة نوح وزوجة لوط) بسبب عدم التطابق الفكري والديني والعقائدي في حين ان آيتنا ذكرت نساء النبي ص بكلمة زوجة (أَزْوَاجَكَ) والتي تعني تطابق كامل وشهادة من الله تعالى انهن متطابقات تماما ومتزاوجات تماما مع النبي ص على عكس ماقالته طائفة اسلامية حيث تسب وتلعن زوجة النبي ص ولـــــكن : طالب الحق يكفية دليل وطالب الهوى لايقنعه ألف دليل.
2-(و َمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ)
هنا يتكلم ربنا عن الصنف الثاني المسموح به وهن النساء الاتي تزوجهن ص بدون ان يدفع لهن اجر المقدم والمهر بل فيئ من لله تعالى وعطاء منه ,
دلالة ملك اليمين :
بالمناسبة كلمة (ملك اليمين) ضاع في تفسيرها الكثيروفسرها الموروث على انها اسيرات الحرب اللاتي ا ُسرن في الحرب حيث يتوزعن كمقتنيات بيتية وكالاثاث والهدايا على الصحابة وبأعداد مفتوحة وبدون عقد زواج وهذا لعمري اساءة كبيرة للقران وللنبي وللرسالة.. فالتعامل مع الاسرى نساء ورجال فيالقران الكريم يكون على شكلين:
أ- اطلاق السراح بدون قيد او شرط...
ب- أو فداء .. حيث يـفُـتدى بالاسير المحارب اسير مسلم عند العدو المعتدي
(فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا)
أما كلمة (ملك اليمين) فهي صيغة فعلية وليست اسميه تأخذ معناها من سياق الاية المحيط بها يعني مثلا عندما اقول (أكلت) هذه صيغة فعلية غيرواضحة ولكن عندما اقول (اكلت تفاحة) تتوضح المسألة وهنا في آيتنا (و َمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ) تعني الصنف الذي تتزوجه بفيئ على عكس الصنف الاول الذي تتزوجه بأجر ومهر .
سأضرب مثال:
رجل يريد ان يتزوج امرأه لكنه لايملك مال لكي يتزوجها فتقول له تلك المرأة المحترمة سأساعدك بتكاليف الزواج كي تتزوجني فلا اريد مهر وأنا من سيدفع اثاث البيت وانت ادفع ماتستطيع ان تدفعه فأن لم يكن عنك شيئ بالمرة فلا تقلق انا من سيدفع ...هذه الحاله تسمى ملك اليمين فأنت ايها السيد تزوجتها دون ان تدفع فلساً احمر ... فعش حياتك ايها المحظوظ !!
3- (َبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ)
الصنف الثالث هن القريبات من النساء فبعد ان انهى الله تعالى الغريبات من النساء التي دفع لهن الاجر والاتي لم يدفع لهن الاجر بل بفيئ وعطاء من الله تعالى (ملك يمين)
الان بنات العم والعمه وبنات الخال والخاله ولكن بشرط قاسي جدا وضيق جدا وهو ان يكن مهاجرات فبنات عمك وعمتك وخالك وخالتك الاتي لم يهاجرن حرام عليك ان تتزوج بهن اطلاقا ً وممنوع عليك ذلك ...على عكسنا نحن البشر العادين حيث مسموح له ان يتزوج بنات عمه وخاله ولو كنّ غير مهاجرات ... طبعا الهجرة تعني الهجرة المادية وهي من مكة الى المدينة او الهجرة المعنوية وتعني هجر المعاصي والاثام وغيرها .
4- (وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ)
هنا تسكب العبرات .. وهنا يكمن الكهف الذي تاه به الكثيرون ففسرها الموروث خطأ وبأساءه بالغة ثم استغل ذلك التفسير المسيئ من قبل شذاذ الافاق فخرجت الاساءات من مثل الرسوم الكاركاتورية او الفيلم المسئ وهو بحقيقته مبني بمعظمه على موروث سيئ موجود بكتبنا مع اضافات اخرى من عندياتهم.
فكل الذي فعله منتج الفيلم المسيئ انه وضع المرآة بوجه الموروث المسيئ فثارت ثائرة الموروث لأنه لم يقبل ان يرى صورتة القبيحة الحقيقية فأنتفض انتفاضة الغوغاء وظرب ظربة الجبان رافضا ً ان يتقبل وجهه القبيح لأنه ظن ان وجهه وجه المها .
الان لنبدأ : الصنف الرابع المسموح هو إمرأة مؤمنه ..
أ- ( المرأة ) نكره وليست معرّفه :
حيث تنفتح ساحة تلك المرأه التي ستهب نفسها للنبي لتشمل أي امرأه بزمن حياة النبي ص ولتشمل ايضا ً أي إمرأه تهب نفسها للنبي ص حتى بعد وفاة النبي ص ولو كان اليوم في 2012 مثلا ً وسأثبت ذلك بعد سطور قليله على عكس تفاسير الموروث التي سجنت مفهوم (وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ) حيث سجنت دلالاتها بـ زينب التي كانت زوجة لزيد ثم وهبت نفسها لمحمد كما يقول الموروث وهذا خطأ .
فزينب وهبت نفسها للنبي محمد وليس لمحمد الشخص وهناك فرقا بين الدلالالتين كما اوضحنا آنفا ً
تلك المرأه المؤمنه التي توجد بأي جيل وبأي زمان ومكان وليست محصورة بزمن النبي ولا بزينب ... تلك المرأة وهبت نفسها لمقام النبوة وليس لشخص محمد ص بدليل ( وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ) فالله تعالى لم يقل : وهبت نفسها لمحمد ولو قال ذلك لكانت المسألة تتعلق بزينب ولكانت المسأله تأريخية بأمتياز ولأصبح القران العظيم كتاب تأريخ عادي يسرد احداثا تأريخية حالهُ كحال ِ أي كتاب تأريخي ألفه شعيط ومعيط ..
ب – الوهب بالاراده الحرة وبالاختيار
: (وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ)
اذن تلك المرأة المؤمنه التي تريد دخول تلك الساحة بأرادتها(إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ) ينبغي ان تملك الدافع الاختياري لدخول تلك الساحة ثم ان تقبلها الساحة ايضا وهي دلالة (إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا) ونلاحظ بوضوح شديد ان الله تعالى لم يقل (إن اراد محمد ان يستنكحها ) بل (النبي) وهو مايعني تأكيد ثاني على ان الساحة التزويج هو بساحة النبوة وليس شخص محمد ص.
ج- دلالة : ( لك ) في الاية (خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ)
هنا نلاحظ دقيقة ولطيفة اخرى وهو ان الله تعالى قال ( لك ) وليس ( له ) وهناك فارق بين الكلمتين فالله تعالى يـُفترض انه يتكلم عن صفة النبوة ( ياايها النبي انا ..) (إن وهبت نفسها للنبي ) وعلى هذا المنوال يفترض ان الله تعالى يقول (خالصة له ) له : يعني للنبي ولمقام النبوة ولكن الله تعالى ارجع هنا الجانب البشري لمحمد كونه رجل فحل فما دامت ( المرأة المؤمنه ) ارادت ان تدخل ساحة النبوة بشروطها فلاتدخلها الا من باب واحد وهو النبوة ومقام ساحة النبوة وليس على اساس الفحوله ..
فبعد ان ترغب هي بدخول ساحة النبوة والنبوة تقبلها ساعتئذ ممكن ان تعيش مع كمحمد الرجل ومحمد الزوج وليس كنبي .. يعني شرط الزواج من محمد الشخص والرجل لايتم إالا عن طريق باب النبوة في الانقطاع والتبتل وترك زينة الحياة الدنيا من ملذات الحياة وجنس وغيرها فهي مادامت دخلت اصلاً على اساس الانقطاع لله تعالى والرهبنه له فهذا يعني ان الجنس صفر !!! فغاية التزويج اصلا هو من مقام النبوة وليس من مقام الشخص محمد ....!! ولهذا ..و لذلك قال الله تعالى (لك ) ولم يقل له (له) وهنا رجعت الامورالى حالتها الطبيعية الاولى كرجل وكذكر.
دلالة (خالصة ً) في الاية (خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ)
كلمة (خالصةَ) تعني ان حالة الزواج منك بكونه لا يتم إلا على اساس التبتل والانقطاع والترهبن وليس الجنس ووطلب متاع الحياة الدنيا هو حالة خاصه بك ياأيها النبي محمد .. فعليه انت يا ايها النبي وحدك تنفرد بهذه الحاله لأنك نبي وكونك نبي .. فغير الناس ليس مفروضا ً عليهم ان يتزوج بعضهم من بعض على اساس الرهبنه والانقطاع والتبتل لله وعدم الجنس لأن الناس يتزوجون لكي يمارسوا الجنس ولأنجاب الاولاد وللخروج والسهرات والسفر الى اخره ...
وثانيا : تهني ايضا ً ان كل النساء الاتي سيتزوجن من مقام النبوة سيكن ّ خالصات لمقام النبوة وبتالي سيكنّ لك وحدك فأنت الوحيد النبي وغيرك أناس عاديين وبتالي فلا يحق لأحد كائنا ً من كان ان يتزوجهن بهن من بعد ابدا ً لأنهن ببساطة متزوجات من المنهج وليس من الشخص !!
وبتالي لا يحق للنساء ان تهب نفسها لمقام شخص معين لأن ذلك الشخص ينبغي ان يكون نبيا ً !! ولكن من حقها ان تهب له الجسد وهذا مايعني حالة الزواج الشرعي العادي حيث تتنازل فيها المرأة عن حقوقها في المهر والاجر ...
د - الوهب للمقام وليست للشخص
تلك المرأة وهبت نفسها لمقام النبوه وهو مقام الصفاء والنقاء والطهارة والقرب من الله تعالى ...
والتي تهب نفسها لمقام النبوة ينبغي توفر شرطان اساسيان ومهمان جدا
اولا: ان تنطبق عليها شروط قاسية جدا لكي تكون هناك فرصة لدخول ساحة النبوة
ثانيا: ان تكون هي راغبة بالدخول لهذه الساحة والمهم بعد ذلك ان الساحة نفسها تقبلها.
وتلك الشروط القاسية تدخلها تلك المرأة بأرادتها هي وان دخلتها فتلتزم بها وترعاها حق رعايتها ولكن ابتداءً يجب ان تنطبق عليها تلك الشروط تماما وهي :
1- لاتخضع بالقول ..( َلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ )
1- الاسقرار في البيت وعدم الخروج منه ...(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ)
2- عدم التبرج بداخل البيت ولو للنبي ص الذي يحلُ لها اصلا ً .. فهي مادامت لا تخرج من البيت (وقرن في بيوتكن) هذا يعني ان لا احد من الرجال ستتبرج له إلا النبي ص فجائت الاية لتؤكد لهن ّ عدم التبرج !! على عكس المرأة العادية التي تتزين وتتبرج وتتعطر وتلبس لباس السهرة مع زوجها لقضاء ليلة معينه .. يمارسان معا ً حالة حب معينه ..
في آيتنا (وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) الله تعالى اعتبر التبرج والتزين والتعطربداخل بيت النبوة جاهليه..!! وينبغي لمن ارادت دخول ساحة النبوة والترهبن ان تترفع عن هذا .... فالتبرج تفعله المرأة العادية مع زوجها اما انتنّ يانساء النبي فلا يحق لكنّ هذا وهو محرم عليكن ّ فالنبي اساسا ً مترفع عن متع الحياة وزينتها فأن تبرجتِ وتزينت ِله ترك قيام الليل وهو فرض عليه واشتغل بِكنّ .. فتكون النتيجه معصية سيضاعف له العذاب مرتين فأنتن يانساء النبي دوركنّ ان تساعدن النبي ص في ان يقوم بمهام النبوة الثقيله لا ان تسرقنّ اوقاتهِ علما ًانكن انتنّ ايضا غير مسموح لكنّ متاع الحياة الدنيا وزينتها اصلا ً يعني بالمحصلة النبي وازواجه يعيشون حالة اشبه ماتكون بالرهبنة عند النصارى ..فالرهبنة مفروضه على النبي وازواحه وهي ساحة مفتوحه لمن اراد بشرط مراعاتها حق الرعاية .. مع خلاف بسيط هو ان التي تدخل ساحة النبوة وساحة الصفاء والنقاء والطهارة تسميتهن تكون زوجات النبي او امهات المؤمنين وليس راهبات !!.
(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)
3- سيئآتهن بضعفين على عكس الشخص العادي
يعني كما يقول المثل : الغلطه بكفره !!!
(يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً )
وكذلك الحسنات بضعفين إن اتقين ... (وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً)
4- ان تكون الحياة الدنيا وزينتها ليستا غايه او هدف او طموح لهن ّ بل انقطاع تام من الدنيا وزينتها الى الاخرة بروعتها وتحمل كل ذلك لله وفالله وبالله
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً)
وهنا نسأل كيف يطمح الانسان للحياة الدنيا ؟ وماهي زينة الحياة الدنيا ؟
دلالة الزينة :
كل شيئ جميل بأعين الناس فهو زينة .. فالمال زينه .. والجنس زينه.. واللباس والطعام والاكل والشرب زينه وسيارة المارسدس والبورش مثلا زينه والسفريات والسهرات زينه ... تخييل ان من تريد ان تبقى بساحة النبوة عليها ان تترك كل هذا ولو كان حلالا ً وبالحلال !!! ويـُفترض ان ينخفض مستوى زينة الحياة الدنيا الى ادنى مستوى اوالى نقطة الصفر تقريبا ً ولذلك فأكاد اجزم ان النبي ص لم يمارس الجنس بعد خديجة مطلقا ً !!! لأنه هولايرغب بذلك اصلا ًو لايريد ذلك اصلا ً ولايملك مزاج لذلك ولا الوقت لذلك ولانه وهو الاهم كان يمارس التلذذ بالقرب من الله تعالى وهي لعمري لذة لاتدانيها لذه ولا شهوة ولا متعة ولو كانت الجنس ذاته ..
التفكر متعة وشهوة لا تدانيها لذة وشهوة :
إن للفكر متعة والتفكر شهوة لاتدانيها شهوة... انها الافكار تداعب العقول.. انها استنباط الحكم انها لذة الدليل والحجة والبرهان التي تنتشي بها فتكون نشوان ..انها مناورات العقل الذي يتحرك بين جنود الاراء فتقفز مرة وتنخفض مرة فيأتيك رأي فتصرعه بالحجة ويأتيك فكر فتغلبة بفكر اقوى وهكذا ...
اذا كان الواحد منا قد يغوص بمسألة فكرية شائكة على الفيسبوك فيرجع الى البيت وقد استحوذت على عقله..فينشغل بها ويقلبها ذات اليمين وذات الشمال .. وعبثا ً تحاول زوجته المسكينة استفزاز ملكاته الغرائزية الماديه ولكن دون جدوى فهو مشغول بلذة الفكر لذة التقرب من الحقيقة .... كل هذا قد يحصل مؤقتا ً مع الكثيرين منا فكيف بالنبي ص الذي يعيش هذه الحاله من المشاعر الروحانية العالية وبصورة دائمة وليس مؤقتة وبعمق اكبر وليس بسطحيه سمجه ؟؟
من جديد أكاد اجزم ان مستوى العلاقة الزوجيه الجنسية في بيت النبوة كان منخفظا ً جدا إن لم يكن معدوما ً وهذا يثبت مسألة التنسك والانقطاع لله تعالى في بيت النبوة للنبي وازواجه وهي حاله قريبة جدا ً من مايسمى بالرهبنه عند النصارى .
مسألة البقاء بهذه الساحة وبهذه الشروط القاسية جـُعلت على التخيير بالنسبة لزوجات النبي حيث خيرن بين البقاء بساحة النبوة او الخروج منها بالتسريح والطلاق ؟ فقال الله تعالى :
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً)
وكأن الامر الالهي بالانقطاع والتنسك المفروض على النبي يراد به ايضا ً ان يفرض على بيت النبوة وازواجه .. فالتي تريد الحياة الدنيا وزينتها وتريد جنس واولاد ومال وحياة زوجيه حمراء وسهرات فليس لها نصيب مع النبي تخرج خارج ساحة النبوة وهذا لايعني دخولها النار معاذ الله بل قد تدخل الجنه ولكن هذه هي مواصفات الدخول بساحة النبوة والتزواج بالنبوة وليس بمحمد الرجل ....فالتي تختارالبقاء فحي هلا بها والتي تختار الخروج من هذا الساحة فتـَتطلق ولها متاعها ومؤجلها والتسريح الجميل .
5- بعد موت محمد الشخص يبقين ازواج النبي بلا زواج ولايحق لها ان تتزوج بعده ابدا ً
فقال :
(وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً)
والسبب لأنهن متزوجات من ساحة النبوة وليس من ساحة محمد الشخص . علما ان الاية آنفاً ذكرت صفة الرسالة (رسول الله ) وهذا يعني ان الباب تـُرك مفتوحا لكل من ترغب بدخولها في كل زمن فهي ساحة مفتوحة و ممتدة بكل جيل وبكل عصر .
- ازواج الرسول .. مسألة مفتوحة لأي امرأة وبأي جيل حتى بعامنا هذا 1012
الان قد تسأل احدى النساء في عامنا هذا 2102 فتقول لماذا كانت للنساء بزمن النبي حصراً لهن الفرصة بالزواج من النبي في حين انني انا بسنة 2012 لا املك تلك الفرصة ؟؟؟
نقول لها ولكل النساء وبكل جيل تستطيعين ان تكوني زوجة للنبي (ساحة للرسول) ولو كان الفارق بينك وبينك بين محمد الشخص أكثر من 1400 سنة !!!
أما كيف ؟؟ فهي ان تزوجين نفسكِ للمنهج وللرساله ولساحة الرسالة وتطبقين تلك الشروط القاسية التي ذكرها القران (قرن في بوتكن + عدم التبرج + عدم الخضوع بالقول +لاتتزوجين باي رجل +تتحملين ان تكون سيئتكِ مضاعفة + هجر الحياة الدنيا وزينتها بكل شهوتها من جنس وملبس ناعم واكل وشرب وسهرات ..الخ) إن قبلت هذه الشروط وقبلتك الساحة ايضا ً فأنت زوجة الرسول ونسميكِ أم المؤمنين .. وبامناسبة هل تذكرون عندما قلنا ان ان صفة الرسالة صفة خالده فوق التأريخ والذي يرتبط بها هو يرتبط بالمنهج.... فهنا ايتنا تفتح مسألة الزواج وتنقله من ساحة النبوة الى ساحة الرسالة وبتالي ينفتح الموضوع ليشمل كل نساء العالمين بعد موت محمد الشخص ..فمحمد الرسول باقي وخالد بخلود المنهج ..... ولنقرأ الاية التي تثبت ما نقول :
(وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً)
فالله لم يقل (وما كان لكم ان تأذوا نبي الله) ... بل قال : (تأذوا رسول الله )
فمحمد الرسول خالدأ بخلود المنهج وصفة الرسالة كما قلنا هي المنهج هي القران العظيم وبتالي فدخول ساحه الرساله كزوجه ممكن جدا حتى بعد وفاة محمد الشخص والمسألة لييست سجينة جيل محدد بعينه ولا نساء كن محظوظات بزمن في حين إن اخريات كن ّ سيئات الحظ ... لأ .. المسألة اكبر من هذا بكثير وهي مفتوحة لكل إمرأة وبكل جيل وعصر ولكن بالشروط التي ذكرناها .
علة الاعداد المفتوحة لأزواج الرسول :
طبعا بعد هذا سأفترض اننا عرفنا سبب التعدد الكثير لأزواج النبي والرسول .. فهنّ لم يكن يرتبطن بشخص محمد كرجل بل بساحة النبوة وبساحة الرساله ....!!
ولو كانت مسألة زوجات النبي مقتصرا ً على زمن النبي لما كان هناك داعيا ً لكر كلمة (رسول الله ) ولم يكن هناك داعي ايضا ً لذكر كلمتين في الاية آنفا ً وهما ( مِن بَعْدِهِ ) فلو كانت الاية تتحدث عن زوجات الرسول الاتي كن ّ معه حصرا ً لجائت الاية على شكل (وما كان لكم ان تأذوا - نبي - الله وان تنكحوا ازواجه) وتنهي الايه الى هنا بدون (من بعده) ولكان المعنى قد وصل... ولكن وجود كلمتين (من بعده) تفتح الباب مشرعا من بعد محمد الشخص ليمتد فوق التأريخ شاملا كل النساء الاتي يردن الدخول بتلك الساحة ... يعني اشبه ماتكون بالرهبنه . ولكنها رهبنه اسلامية ..!!
قصة زينب الطامحة لمقام النبوة و زيد الذي يطمح لحياة زوجية طبيعيه .
لنظرب مثال على ما نقول وهي قصة زينب الطامحه لمقام النبوة وليس للشخص محمد
زينب تزوجت من زيد .. زينب تنحدر من الحنفية فالتنسك ليس غريبا ً عليها فهي من اهل الله تعالى اصلا ً ..كانت متنسكة عندما كانت تعيش كزوجة مع زيد فهي كانت اصلا ً منقطعة ومتبتله لله تعالى ولم تكن لديها كثير اهتمام وميل نحو ممارسة الجنس مع زيد وهو زوجها وحلال عليها ولكن هي كانت تعيش تلك الحالة من القرب الشديد من الله تعالى وتتلذذ بهذا القرب ولا تجد رغبة بالتلذذ مع الجلوس مع زيد فهي لها جوّها الروحاني الخاص بها وهذا ما جعلها تفقد كثيرا من الاداء الوظيفي من الحقوق الزوجية الطبيعية التي يفترض ان تؤديها أي امرأة لزوجها حيث يفترض ان تلبي كل رغباته وخصوصا الجنسية منها لكن زينب لاتميل لهذا كله فـقلبها فوق في السماء مرتبط مع الله تعالى وهي بهذا لا تتكلف التقصير الزوجي ولكن هذه هي طبيعتها دون تكلف تحب الله تعالى وتحب القرب منه تحب ان تصوم النهار وتقيم الليل وتقرأ القران الكريم وتفكر به وتتفكر بآلائه وبآيات الرحمن ... ولذلك فكان زيد كلما يريد ان يمارس حقه الجنسي معها كانت تصدهُ .. فمثلا كلما اراد زيد ان يحضنها قالت له: اريد ان اصلي قيام الليل .. وبالنهار كلما يريد زيد ان يـُقـِبلـُها تقول له : انني صائمة ! حتى جن جنون زيد !!!
فـ زيد يطمح للاخرة نعم بالتأكيد ولكنه ايضا يطمح ان يمارس حياتهِ الطبيعه فيريد مثلا بعد ان يرجع بعد ان يصلى العشاء مع النبي او بعد يرجع من الجهاد مع النبي يريد و يتمنى ان يدخل البيت فيجد زوجة متزينه له ومتبرجه له وقد هيأت له نفسها وعطرت غرفة النوم بالشموع الحمراء المعطرة .. الخ...زيد يريد ان يعيش طبيعي... يجاهد ويصلي ويقول الليل بركعتين ثم يمارس الحب الحلال مع زوجته وهو بهذا يدخل الجنه ولكنه لايريد ان يتنسك وينقطع تماما ً ويترهبن ... ولـكـن زينب تريد ذلك فعلا ...وهي لا تتكلف ذلك بل تواقـه لهذا الشيئ وتحبه وراغبة به فكانت النتيجه الطبيعه سوء فهم بالعلاقة الزوجية وتباين في الاولويات بين العيش الطبيعي وبين التنسك والتبتل انعكست ببيت زيد حتى جاء زيد شاكيا ً للنبي ص طبعا ً النبي ص عرف ان زينب لاتريد الحياة الدنيا ولا زينتها ولا جنس ولا سهرات ولا غيرها وهي الحالة التي يعيشها النبي ص يوميا ً فعرف النبي ان زينب طامحة للدخول بساحة التنسك والدخول بساحة النبوة من الصفاء والطهارة .. فماذا فعل النبي ؟؟ بدلا ً من أن يفتح الموضوع ويسمح لها بالدخول بساحة النبوة قال لزيد (أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ) النبي اراد ان يوضح لزيد ان مايحصل ببيتك شيئ رائع جدا بل اكثر من رائع وهل هناك روعه من روعة التنسك والانقطاع لله تعالى ؟؟ ولكنه بالوقت نفسه لا يستطيع ان يفرض على زيد حالة التنسك او الرهبنة تلك فهي ليست فرضا ً اصلا ً و لأن ليس من حق النبي ان يطلب من زيد هذا ولو فعل لكان التنسك والرهبنة فرضا ً ولكنه يعرف ص ان التنسك والرهبنه ساحة مفتوحة لمن اراد يخلها بأرادته لا جبرا ولا قهرا ً ..
النبي يعرف كل هذا ومع هذا قال لزيد (امسك عليك زوجك) مع العلم انه يعرف انها راغبة بالدخول بتلك الساحة (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ) فالمسألة واضحة وضوح الشمس لكن النبي خاف من فضيحة ان يقال تزوج من زوجة ابنه !! في حين ان زيد ليس ابنه بل متبنى ( لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً)
ولنقرأ الاية بمنظورها الجديد :
(َإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً)
فكانت النتيجة ان استمرت النزاعات بين زيد وزينب حتى طلقها زيد ثم ادخلها النبي الى ساحة النبوة من التنسك والانقطاع لله تعالى ... وطبعا خطأ ما نقل عن الموروث ان النبي ص رأى من جسد زينب مارأى وقعت بنفسه فأراد تطليقها من زيد ثم الزواج منها ... فالمسألة برمتها مسألة تبتل ولا علاقة لها بالجنس لا من قريب ولا من بعيد اصلا .... وهذا لعمري شطط بعيد جدا يحمل من الاساءه لشخص النبي والرسول الشيئ الكثير الكثير ...!!
الرهبانيه او التبتل والتنسك : ساحة مفتوحه وليست حراما ً كما يدعي الواهمون !!
يعيبُ الموروث على كل إمرأة تريد ان تدخل ساحة النبوة ويعتبرنها انها ابتدعت بالدين ماليس به .. بل ويمنعونها بحجة ان لا رهبانية في الاسلام ولكن القران الكريم ينكر عليهم ذلك فيقول :
(وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
ففي هذه الاية نهي عن إكراه النساء الاتي يرغبن بدخول ساحة النبوة ثم ابتعدنّ عن الدنيا وزينتها ولم يرغبن بالجنس او الزواج الشرعي وبقين ّ بحالة الاحصان العزابي دون زواج ... هولاء النساء لايحق لآبائهن او اخوانهم ان يتعدون على خياراتهن في الرهبنه القرانية ومن يفعل ذلك منهم فأنه يكون باغيا ً متعديا ً على الحدود الفكرية وحرية الخيار والرأي لتلك النساء ..وهومعنى (الْبِغَاء) في الاية آنفا ً
اما الموروث فقد فسر الاية آنفا ً على انها نهي عن اكراه النساء او ملك اليمين من الرق ِ على ممارسة الزنا طمعا ً بـ المال والجاه والسلطه وغيرها ...ففسروا كلمة (البغاء ) على انها الزنا في حين ان معناها هنا هو (التعدي على حدود الاخرين والطغيان عليهم والسيطرة عليهم واحتلالهم جسديا ً وفكريا ً) ولو قلنا بمثل قولتهم فهذا يعني ان النساء الاتي يرغبن بممارسة الزنا لاحرج عليهن مادامت عندهن ارادة التحصن !!! فهل يستوي المعنى بهذا ؟؟؟ وهل هناك إمرأة تمارس الزنا يوميا ً في حين انها تمتلك ارادة التحصين ؟؟؟ يعني على قولهم الشاذ هذا :
التي تريد ان تزني بأرادتها دون إكراه من الاخرين لا مانع من ذلك مادام عندها إرادة التعفف والتحصن؟ يعني المرأة تقبل ان تكون مكب للنفايات المنوية وتمارس هذا يوميا ً وينبغي ان لا احد يلومها لأن قلبها شفاف مثل الماء !! ونيتها ساطعة البياض مثل الثلج !!! ... مالكم كيف تحكمون ؟
الرهبانية : ساحة للذين يبتغون رضوان الله ولـــــكن بشرط رعايتها حق الرعاية !!!
(ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ)
في هذه الاية الكريمة الله عزوجل لم يحرم الرهبانية كما حاول ان يستشهد بهذه الاية الكثير بل كانت العلة هي في التطبيق والتنفيذ وفي الرعاية لمسألة الرهبنة والتبتل حق الرعاية , ولو كانت محرمة فكيف يقول الله تعالى (فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ) فهل يعطي الله تعالى الاجر على المعاصي والمحرمات ؟؟؟؟
الاية تثبت ان الرهبانية مكتوبة ولكن بشرط استحقاق رضا الله بدليل (إلا ) وهي اداة استثناء اذن المعنى يكون ان الرهبنه مكتوبه بالدين ولكــــن لاينال اجرها إلا الذين حققوا رضوانه . مثل ان اقول لك :
سوف لن اعطيك الـ10 دراهم ألا ان تعطي نصفها للفقراء ... فهذا يعني انك ان اعطيت نصفها للفقراء فستحصل على الـ 10 دراهم ....
ثم ان ال (من ) في (منهم) هي تبعيضيه وليس تبينيه وتقدير الكلام ان هناك بعض المترهبنين رعوها حق رعايتها وهناك مترهبنين لم يرعوها حق رعايتها وبتالي ف الـ (من) عائده على النصف المحترم من المترهبنين الذين ترهبنوا بحقها وهي بالتأكيد لا تعود على المترهبنين الذين شذوا وما رعوها حق رعايتها!!. وبالتأكيد ..ان الـ (من) في عبارة(منهم) لا تعود على الذين آمنوا ولم يترهبنوا اصلا ولم يدخلوا ساحتها اصلا من الناس المؤمنين العاديين.
وبتالي يكون تقدير الكلام بالشكل التالي :
ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا رهبانية يبتغون بها رضوان الله فهي مكتوبة عليهم.
الرهبانية والتبتل بين الانقطاع التام ومسألة النسبية :
قد يدخل المتنسكون المترهبنون ساحة التبتل والانقطاع بصورة كاملة فلا زواج ولا متاع للحياة الدنيا وقد تكون بصورة مؤقتة ومتقطعه مثال :
قد يرغب الزوجين بعقد اتفاق بينهما ... فليلة يتبتلون ويترهبنون ويساعد بعضهم بعضا ًفي الرهبنة فلا يقترب بعضهم من بعض !!
وفي الليله التالية يمارسون فيها حياتهم الطبيعية العادية ... هذا مانقصده بنسبية الانقطاع والاعتكاف .
اعتذار لزوجتي الغالية :
اوجهه هنا بأحترام بالغ اعتذاري الشديد لزوجتي الغالية التي اخترتُ فيها ان اكون راهبا ً في كثير من الليالي فكانت اصابعي تداعب ازرار الكيبورد بدلا منها فتركتها وحيده على الوسادة الخالية !!!!
الخلاصة :
التنسك والاعتكاف وترك الحياة لدنيا وزنتها وشهواتها والانقطاع لله تعالى فرض على النبي وأزواجه وهي ساحة مفتوحة لمن اراد الدخول بها بكل زمن ومكان ..!
فرقد المعمار
التعليقات (0)