مواضيع اليوم

الربيع العربي والأمازيغ

افكار شبابية

2012-02-09 22:43:14

0

                                        الربيع العربي والأمازيغ

مر عام كامل على انطلاق الثورة بدول شمال افريقيا والشرق الأوسط،والتي كانت بداية شرارتها من تونس ،عندما قرر ذلك البائع المجول البسيط الذي يدعى "محمد البوعزيزي" إحراق ذاته، احتجاجاً على مصادرة عربته ظلماً من طرف السلطات،وتعرضه للعنف على يد بوليسية.

هذا ما أجج الغضب في دواخله جراء ما تعرض له من التعسف و "الحكرة". لتظلم الدنيا امامه و تجعله يفكر في طريقة احتجاجية عبر فيها عن غضبه قل نظيرها في العالم . و تتجلى هده الطريقة في صب البنزين على جسده و إضرام النار فيه أمام باب البلدية التي صادرت عربته.
هذه اللقطة جعلت العديد من التونسيين يتضامنون معه و  يكسرون حاجز الصمت و الخوف تجاه المخزن المستبد .وهكدا لتنتقل شرارة الثورة اإلى بلدان تحكمها أنظمة بقبضة حديدية على غرار ليبيا و مصر و اليمن وسوريا ... و هكدا صنع البوعزيزي من نفسه بطلا فوق العادة ،بعدما كان ذلك المواطن البسيط الدي يعيش على هامش الحياة، لأن الفعلة التي اقدم عليها فجرت شعوبا و حررتها من دلك الكابوس الدي يدعى الخوف من المخزن .و هدا ما يزكي القولة التي تقول"ارادة الشعوب لا تقهر" و يتجلى هذا في سقوط عدة أنظمة ديكتاتورية تباعا كاوراق الخريف، و في سرعة قياسية رغم ما كان يقال حول هده الانظمة التي كانت تظن انها قد ورثت الحكم و ستبقى متمسكة به الى ان يرث الله الأرض ومن عليها.
دون الحديث عن النتائج و المكاسب التي اتت بها رياح التغيير التي عصفت بدول الشمال الإفريقي و الشرق الأوسط ، سأكتفي بالحديث و تحليل دلك العنوان العريض الدي أسهمت في تكراره الصحافة العربية سواء المسموعة أو المرئية او المكتوبة منها. وهدا العنوان هو "الربيع العربي" و الدي يشعرني بالاشمئزاز كلما قرأته او سمعته، و هدا ما يجعلني أتسائل ما هي المعايير التي أخدتها هده السخافة عفوا الصحافة في اختيارها لهدا العنوان . فقد يوافقني الكثير عندما اقول بان هدا العنوان خاطئ بالمرة وعار من الصحة تماما، كما أعتبره تسمية لأشياء بغير مسمياتها و هدا سواء كان عن قصد أو عكس دلك.
وقد يطرح البعض السؤال التالي: لماذا هدا العنوان خاطئ؟
مند ان بدأت تشتعل هده الثورات بداية العام المنصرم , والتي كانت مظاهرات احتجاجية بالملايين، لم يسبق لي ان شاهدت شعارا من بين الشعارات الي ترفع أثناء هدا المظاهلرات ينادي بالعروبة،او البعث العربي، او القومية العربية، او شيئ من هدا القبيل .في المقابل نجد ان كل ما كانت تطالب به هده الشعب المنتفضة هي العدالة الاجتماعية والكرامة و العدل و الحرية و ..... اي الديموقراطية بكل تجلياتها. وايضاهذه الشعوب التي ثارت نجدها قد انتفضت في وجه تلك الأنظمة نفسها التي كانت تحلم بوطن عربي من المحيط الى الخليج ،و تتوهم بقومية عربية صلبة .هده العوامل كلها تفند مراد هذه الصحافة و تحول ما يسمونه بالربيع العربي الى خريف عربي بامتياز.
اما ادا كانت هده الصحافة اختارت هدا العنوان عللى اساس ان هده الثورات قامت بدول عربية فهذه فضيحة اخرى و كارثة عظمى . اد تكون بهذا  قد اقصت تونس التي كانت مهد الثورة و ليبيا . هدين البلدان اللدان يتموقعان في شمال افريقيا، والتي يحكي عنها التاريخ أنها منطقة أمازيغية و ليست عربية كما يتوهمون . و نحن كامازيغ نرفض بشكل قاطع ما تقوم به هذه الصحافة التي تكرس التبعية للشرق و تلبس جلبابا عربيا لكل ما هو امازيغي ،على "غرار المغرب العربي" "جامعة الدول العربية"و "العالم العربي ". هذه كلها اسماء ليست بريئة و تخفي وراءها حمولة كبرى من العنصرية تجاه أمازيغ شمال افريقيا . اما العنوان الاصح و الابلغ لتسمية هذه الثورات،فهوالربيع الديموقراطي لأنه لا يستثني ولا يقصي احدا في مشارق الارض و مغاربها.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !