لا أعرف منذ أى رئيس مصرى وأنا ألاحظ هذه الظاهرة الطريفة , وهى وجود رجل خلف الرئيس يدير له الكرسى ويقربه منه ويجعله فى المكان المناسب من مؤخرته قبل أن يجلس , هذا وضع لم أشاهده لدى الدول المتقدمه أو المتخلفة , مفروض أن الرئيس الذى يستطيع أن يقف ويتحرك ويتحدث لن يعجزه زحزحة الكرسى ليكون فى المكان الأنسب لمقعده , ولست أدرى ما إذا كان فى منزل الرئيس أيضا من يفعل له ذلك ؟ . لقد لا حظت هذا الأمر طيلة حكم مبارك , ولكن بعد استلام مرسى السلطة تصورت أن وظيفة مدير الكرسى هذه سوف تنتهى , خاصة أن الرجل جاء على خلفية إسلامية مفروض فيها الزهد والتواضع والبساطة , وانه لا ضير من أن يعدل هو مقعده بنفسه كما يفعل مئات الرؤساء وملايين البشر فى كل مكان , يتصل بذلك ما هو أهم فقد ذكر البعض أن الرئيس السابق كان له حصة من أرباح مؤسسة الانتاج الحربى , وبعد فترة صمت صدر بيان يقول إن الرئيس لا يتقاضى مبالغ من هذه المؤسسة . معروف أنه فى مصر ومنذ عشرات السنين يتقاضى كبار العاملين فى الدولة مخصصات تصل إلى عشرات بل مئات أضعاف رواتبهم , فالمحافظ أو الوزير أو رئيس المؤسسة قد يكون راتبه عشرين ألف جنيه مثلا ولكن دخله الشهرى بالملايين , حيث أنه كان يقال لنا ان المحافظ له نسبة فى كل رغيف خبز ينتج فى محافظته , لا نعرف كيف ولا لماذا ؟ ! مصر هى الدولة الوحيدة التى لا تعرف فيها دخل الرئيس أو الوزير . كان من المفروض بعد أن تولى الإخوان سدة الحكم أن يكون فى مقدمة بيانات الرئيس ان يعلن عن دخله ومصادر هذا الدخل , وكذلك الوزراء والمحافظون , وكل العاملين فى المواقع القيادية , هذه هى بداية الإصلاح الذى لا بداية له بدونها , أن يكون القادة قدوة , وأن ينشروا مبدأ الشفافية والوضوح فى كل مواقع المسئولية , حتى يتسلل النقاء والأمانة والعفة إلى المستويات الأدنى ولكن هذا لم يحدث مع كل الأسف . ويبدو أن الذى سيصح فينا هو قول الشاعر أمل دنقل -- يا إخوتى الذين يعبرون فى الميدان فى انحناء , منحدرين فى نهاية المساء , لا تحلموا بعالم سعيد , فخلف كل قيصر يموت قيصر جديد
التعليقات (0)