مواضيع اليوم

الخلاف العربي رسمه الأ ستعمار ونجح فيه

mos sam

2009-11-21 10:16:33

0


عندما كنت شابا كنت أستغرب وأحيانا أستنكر ما كان يقوله زعماؤنا المخضرمين في إجتماعاتهم الخاصة أن الخطر على إستقلال الدول العربية ليس الأستعمار القديم أو أمريكا بل الخطر الحقيقي على العرب يأتي من العرب أنفسهم. وكنا نحن الشباب الذين ترعرنا وأعتنقنا مبدأ الوحدة العربية التي نادى بها الرئيس عبد الناصر وأمنت بها الشعوب العربية كضرورة للمحافظة على الاستقلال الوطني الذي تحقق للدول العربية نستنكر أراء هؤلاء الزعماء. وكان الاستعمار والحكام العرب في ذعر من تحقيق الوحدة العربية على أرض الواقع مما جعلهم يعلنون عليها حربا سرية ورسموا السياسات الكفيلة للقضاء عليها . كانت وسائل الاعلام وتجنيد بعض الكتاب الذين بملكون قدرات دعائية واقلاما تؤثرعلى عقول الشباب العربي الذي كان يهيم بها هي أهم وسائل محارية مبدأ الوحدة العربية . الدول الاستعمارية الغربية تنبأت منذ الحرب العالمية الأولى إلى أن تحرر الدول العربية سيدفع العرب على تحقيق وحدتهم مما يهدد مصالح وسيطرة الغرب على أهم منطقة في العالم , فعملت على تقسيم الدول العربية ألى دويلات قزمية مضحكة ودول مكتظة بالسكان ودول تحتاج ألى زيادة سكانها لتضمن بقاءها كدولة , ودول غنية ودول فقيرة , كمت نجحت هذه الدول الاستعمارية في تسليم السلطات في الدول العربية بعد إستقلالها ألى أسر وأفراد لهم طموح السيطرة والحكم الذين سيكونون أداتهم للسيطرة على شعوبهم لمنع تحقيق أية وحدة عربية . وبعد الحرب العالمية الثانية إستلمت امريكا زمام الامور في العالم وجعلت من الشرق الأوسط مركز توسع نفوذها وسيطرتها فبدأت بتأييد ودعم إسرائيل لتكون يدها الطولى في المنطقة . كما قامت بتشجيع قيام ثورات عسكرية على الحكام التقليديين في الدول المكتظة بالسكان , وفي الدول التي تتنازع فيها نعرات عرقية ودينية, الذين أصبحوا عرضة للضغوط الشعبية وحركات التحرر الديمقراطية التي كانت تعمل للسيطرة على الدول العربية وتحريرها من السيطرة الاجنبية . كما أبقت على الحكام التقليديين في الدول القزمية والدول التي تسيطر عليها عائلات وتفتقر شعوبها إلى الوعي القومي . كما خلقت أمريكا أنظمة عسكرية في الدول الكثيرة السكان والتي ينمو الوعي القومي بين شعوبها يحكم كل منها دكتاتور تسطيع التعامل معه والسيطرة عليه ليكون لعبة في يدها . وكان أول الخطوات الأمريكية للسيطرة على المنطقة العربية هو طرد الدول الاستعمارية التقليدية والتخلص من انصارها من حكام المنطقة . وبعد ذلك محاربة النفوذ الناصري وإستخدام أداتها أسرائيل لاضعافه عسكريا وشراء أصحاب الاقلام الرخيصة للسيطرة على الراي العام العربي . ومع مرور الزمن حققت النظرية الأستعمارية في محاربة الوحدة العربية اهدافها وبدات أطماع الحكام تتوسع , مما شجعهم على مهاجمة بعضهم البعض وترك إسرائيل تتوسع وتسيطر على فلسطين كلها كوسيلة لفصل العالم العربي جغرافيا وإفشال الحركات الوحدوية . وفعلا رأينا دولا عربية تهاجم شقيقاتها كمت رأينا في إحتلال العراق للكويت وسوريا للبنان والحروب بين ليبيا ومصر والمغرب والجزائر واليمن والسعودية . ورغم إن أمريكا شجعت مثل هذه الحروب إلا أنها سارعت إلى إيقافها أوتفاقمها لأن هدفها من هذه الحروب بين دول المنطقة كان ترسيخ الخلاف فيما بينها وإستمرار مثل هذه الحروب قد يحقق وحدة عربية بالقوة وهي ماتعمل على عدم تحقيقها سلما .وبت الفرقة بين العرب لا يقتصر على العداء بين الأنظمة ولكن يشمل وسائل اخرى كلما أتيحت. فبالاضافة إلى تشجيع تخوف الدول الصغيرة الغنية من الدول العربية الكثبرة السكان ومنع اي تفاعل إقتصادي بينها إمتد هذا الخلاف أخيرا إلى التنافس بين الدول العربية في كل المجالات الدولية والأقليمية والوطنية , بما في ذلك ميدان الرياضة الذي يهدف أساسا إلى توثيق علاقات المحبة بين الشعوب . وما رأيناه فيما حدث بين مصر والجزائر في التنافس على الترشح للبطولة الدولية لكرة القدم في السنة القادمة لشئ يخجل منه كل عربي .

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !