الحلول المؤقتة .. إستراتيجية فشل جديدة بقلم: منار مهدي
من عاداتنا دائماً أننا نطرح القضايا بشكل موضوعي ولا أعتقد أنني أبالغ في ذلك, لكن عندما نكون أمام حالة نقاش وطني تخص القضية الفلسطينية برمتها والانقسام وأخطاره على مستقبل الكفاح الفلسطيني, يكون بكل تأكيد لدينا موقف وقراءة ربما تكون في الحقيقة غير مرضية لأطراف أخرى فلسطينية, لكن علينا أن نقر جميعاً ان الوطن وقضايا المواطن أهم واكبر من أي حركة وفصيل وحزب وشخص في الوطن.
من هنا أود التأكيد على ان المعاناة كبيرة والواقع والنضال الفلسطيني يتعرض اليوم الى خطر حقيقي في ظل فشل السياسات الاستراتيجية الفلسطينية القائمة, وبسبب ممارسات اسرائيل وتزايد الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس, وأيضا بسبب ادارة الانقسام المدمرة والتي تقدم يد المساعدة للخطط الاسرائيلية الرامية الى عدم تحقيق الدولة الفلسطينية, ولذلك اعتقد ان هذا يستدعى تحركاً وطنياً عاجلاً من الشعب الفلسطيني لإنقاذ صموده وتاريخه وحلم الحرية, وفي قناعتي ان شعبنا مازال قادر على مواجهة التحديات الراهنة والصمود وعلى مواجهة الانقسام الداخلي وعلى استكمال النضال الموصل الى الدولة الفلسطينية المستقلة على الارض في ظل قيادة فلسطينية جديدة قادرة على اعادة بناء جسور الثقة بينها وبين الجماهير.
وحيث ان اول الدول عداء للحرية في المنطقة, هي الادارات الامريكية المتعاقبة والحالية واسرائيل وتخلف الانظمة العربية ورموزها الفاسدة, ومن حق الشعوب ان تحصل على حريتها وعلى ان يكون لديها مستقبل وفرص حياة وتنافس مع العالم, وهذه حقوق مشروعة للشعوب ونحن جزء لا يتجزأ من هذه الحركة في العالم المتنافس على الحرية والحقوق والعدالة والتنمية.
اذن الشعب الفلسطيني لديه طموح شرعي في الحياة كباقي شعوب الارض, لديه طموح الدولة والهوية وحق العودة والتنافس مع الشعوب, وهذا الطموح الطبيعي للفلسطينيين يصطدم اليوم مع من يقول انه يمثل القانون الدولي ومناصر للشعوب وللديمقراطية في عالمنا العربي, اذن هي الولايات المتحدة والاطماع والغش والسيطرة على خيرات شعوبنا, هي من تتحمل إعائقة مشروع تحرر الشعب الفلسطيني من الاحتلال العنصري الاسرائيلي الذي يدعي انه واحة فنية جميلة في منطقة الشرق الاوسط وعلى الولايات المتحدة ودول اوروبا يجب حماية هذه الواحة من الاعتداءات الفلسطينية والعربية.
وأسجل هنا وبغض النظر عن أي تفصيل فالمحصلة العامة تقول ان اسرائيل الفاشية تستغل الواقع العربي والمتغيرات أحسن استغلال لترويج افكارها وطروحاتها تجاه حل الصراع العربي الاسرائيلي لفرض الحلول المؤقتة على الفلسطينيين التي لا تساعد على قيام دولة فلسطينية ذات جغرافيا متصلة وحدود واضحة, وتستغل لهذه الحلول وضع وضعف الجبهة الداخلية التي تسهل للكيان الارهابي طرح هذه الافكار والحلول.
وعليه خاصة ونحن نشق عباب المستقبل المرتقب في مرحلة هي تعتبر من أكثر المراحل حساسية وتعقيداً ومصيرية في التاريخ الكفاحي للشعب الفلسطيني, نود ان نقول لمن لا يريد ان يفهم بان الشعب الفلسطيني لن يقبل في حلول مرحلية مؤقتة تقود شعبنا نحو اعباء امنية جديدة أخرى لسنوات طويلة وتستنزف بقاءه على الارض.
ملاحظة: هل سنشاهد مرسوم رئاسي بحق النائب العام الفلسطيني "المغني" على ما اقترفه بحق حرية الصحافة والتدوين في فلسطين ؟؟
التعليقات (0)