هل جربت أن تتحدث إلى نفسك فى المرآة ؟قد يعد هذا جنونا ولكنه يحدث أحيانا ولكن لو انتبهت فستجد نفسك تتحدث إلى شخص آخر .نعم ستجد نفسك تجرد من نفسك شخصا تتحدث إليه وتحاوره بل ربما تنتقده وتشتمه .
لاتعجب فهذه طريقة قديمة عرفها شعراء العرب الجاهليون .ففى معلقته الشهيرة قال امرؤ القيس :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل
فإلى من كان يتحدث أمير شعراء الجاهلية ؟ إنه كان يتحدث مع نفسه وهذا ما يسمى (التجريد ).
ماذا يعنى هذا ؟ يعنى أن الإنسان كائن اجتماعى مدنى بطبعه كما قال عمنا /ابن خلدون ...
ويعنى أننى لاأستطيع الاستغناء عنك وأنك لاتسطيع الاستغناء عنى وأنه لابد لكلينا أن يتعامل مع الآخر شئنا أم أبينا ...وهذا على جميع المستويات ...
فى محيط الأسرة :أنت تحتاج زوجتك كما تحتاجك وأولادك هم الذين تكرموا عليكما بنعمة الأبوة والأمومة ....
وفى محيط العمل :زملاؤك هم الذين جعلوا منك شيئا مهما بتعاونهم معك ...
وفى محيط الثروة :أنت مدين للناس البسطاء بقيمة ثروتك ولو قاطعوك لتحولت أموالك إلى أوراق كراريس إنهم يحولون أموالك إلى طعام وشراب وملبس ومسكن و...و..
وفى محيط السياسة:لايمكنك إنكار فضل الجماهير التى صوتت لك حتى الأقلية جعلتك أغلبية ..
يعنى -يا حبيب قلبى -لامناص عن تكاتفك مع الآخرين وإن لم تفعل فسوف تعيش كالجمل الأجرب مطاردا مستقذرا وحيدا ..
وإن كنت تمارى فى ذلك فانظر إلى نفسك عندما تمد يدك لتفعل شيئا هل فكرت كيف استطاعت يدك أن تتحرك ؟ إنها لم تستطع ذلك إلا بعد أن :1-أراد العقل ذلك .2-إرسال العقل إشارة إلى مركز المخ المختص بالأمر.3-إرسال المخ إشارة إلى أعصاب اليد .4-قيام اليد بتنفيذ الأمر فتحركت وفعلت ..
إذن حضرة فخامة سعادتك أكبر مثل على ضرورة التكاتف فهل تتعلم من نفسك أيها الإنسان ؟أيها المواطن عندما تتعامل مع بقية إخوتك فى الوطن ؟أم ستكتفى بالحديث مع نفسك فى المرآة ؟
التعليقات (0)