مواضيع اليوم

الحبة والقبة في عمل الهيئة!

منير الحسيني

2009-04-20 13:00:34

0

أ. د. سالم بن أحمد سحّاب

لماذا يصر بعض موظفي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على تضخيم بعض القضايا الصغيرة؟ لماذا يصنع أحدهم من الحبة قبة؟ ومن الصغيرة كبيرة، وما هي كبيرة لا شرعًا ولا منطقًا ولا عرفًا؟

هذه قضية المواطن محمد القحطاني الذي أُشبع ضربًا في أحد مواقف السيارات التابعة لمجمع تجاري في أحد أحياء الرياض. السبب حسب تفسير مدير العلاقات العامة والإعلام في الهيئة (السابق) هو تقبيل الرجل لزوجته في مواقف السيارات وضمّه لها!!

قبل الحبة التي تحوّلت إلى قبة: ما الذي يعطي منسوبي الهيئة الحق في ممارسة السلطات الثلاث دفعة واحدة؟ هؤلاء أصدروا حكمًا بإدانة المواطن محمد وزوجته، ثم شرّعوا لنوعية العقوبة، وهي الضرب هنا، ثم قاموا بالتنفيذ فورًا، فأساؤوا ليس إلى الرجل وحده، وإنما إلى أنفسهم، ثم الجهاز الذي يعملون باسمه، ثم الدّين الذي يمثلونه، ويعتزون بالذبّ عنه! خطوط متقاطعة! وما هي متقاطعة، إلاّ لأن البعض آثر أن يكون ثلاثة في واحد، اعتقادًا بأنه يملك ذلك الحق وحده، مع أنه لم يُؤثر في تاريخنا الإسلامي الطويل الإسراف في استخدام القوة بهذه الصورة غير المقبولة. لا بد من فصل واضح بين ما يجوز وما لا يجوز، حماية لهم ولأفراد المجتمع الذي يتعامل معهم.

وأعود إلى الحبة والقبة، فأسأل: ما الذي يضير الهيئة عند سترها على قضية بسيطة إلى هذا الحد بعد ثبوت أن الذي قبّل هو الزوج، وأن التي قُبّلت هي الزوجة؟ أما كان من الحكمة نصحهما بالكلمة الطيبة ولا غير؟ ما الذي تجنيه الهيئة من ممارسة تفيض غلظة وشدة نحو فعل أقل ما يُقال عنه إنه موضع خلاف من حيث المكان، فلا هو بالمكشوف تمامًا لكل الناس، ولا هو بالفعل المحرم بين الرجل وزوجته! هذه مجرد قضية للقياس، وإلاّ فغيرها كثير، يُؤخذ فيه الناس بالغلظة أولاً قبل الكلمة، وبرفع اليد قبل مخاطبة العقل، وبالزجر الشديد قبل المبادرة بالإحسان والموعظة.

صحيح أن حسنات الهيئة كثيرة، لكن ذلك لا يعني السكوت على الخطأ، خاصة إذا كان كبيرًا في حق أمر أحسبه صغيرًا.

الاثنين, 13 أبريل 2009 جريدة المدينة
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !