الجنة تحت أقدام "سيدة أمهات تونس" و "سيدة النساء
الديمقراطيات" ؟
بقلم : محمد بن عمر – كاتب و ناقد تونسي
/ عضو اتحاد الكتاب التونسيين
http://www.youtube.com/watch?v=a3HMwywVZks&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=9mOQI1XjQrs&feature=related
من المفاهيم التي خرب بها السلفيون بنيان المجتمعات الإسلامية، مفهوم الأسرة التي صارت عنوانا للقهر و الظلم و ضياع الحقوق و التظالم الاجتماعي و الإستحمار الفكري و الخضوع للاستبداد ، ما انعكس سلبا على الحياة السياسية و تمكين المجرمين و المتألهين و الفاسدين ، لأحقاب متتالية من إخضاع رقاب البشر
و الحجر ...
إذ الجنة في عرف هؤلاء المجرمين تحت أقدام الآباء و الأمهات و عقوقهم يعني معصية الله و الخلود في جهنم التي أمتلك هؤلاء الأوغاد مفاتحها لأنهم سيساقون إلى جهنم زمرا هم و من اتبعهم أجمعين ؟
يقول الحق تبارك و تعالى : (لاّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ يُوَآدّونَ مَنْ حَآدّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوَاْ آبَآءَهُمْ أَوْ أَبْنَآءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَـَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيّدَهُمْ بِرُوحٍ مّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ أُوْلَـَئِكَ حِزْبُ اللّهِ أَلاَ إِنّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
كما سبق و خاطب عبده نوح فيما يخص ابنه الكافر قائلا : (ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين ( 45 ) . ( قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين 46 ) .).
فعلاقة الآباء بالأبناء لا تحددها العلاقة الدموية بل تحددها العلاقة الإيمانية ، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق و لو كانوا آباءنا و أمهاتنا ، فتجاوز هؤلاء لحدود الله و شريعته العادلة ينزع من المؤمن أي امكانية لطاعة هؤلاء بل يحرم عليه مجرد التودد لهم ، و قد تبرأ نبينا إبراهيم عليه السلام من أبيه المشرك و تبرأ نوح و لوط عليهما السلام من زوجتيهما الكافرتين و تبرأت أم موسى عليه السلام بالتبني ، من فرعون و عمله ،و تبرأ أتباع أبي الأنبياء من قومهم بل و أعلنوا لهم العداوة و البغضاء .
و كل هذا لا يستطيع استيعابه السلفيون الأوغاد بل يخفون هذه المعاني الواضحة في كتاب الله تكريسا لوصايتهم على دين الله و عمى بصيرة تجعلهم عميانا في الدنيا و الآخرة.
التعليقات (0)